شهدت المشاورات التي بدأت في فنلندا بين ممثلين عن الحكومة الإندونيسية والمتمردين الانفصاليين في إقليم آتشيه"بداية صعبة"، على حد تعبير نائب الرئيس الإندونيسي يوسف كالا. وتهدف هذه المحادثات إلى إضفاء طابع رسمي على وقف النار الذي أعلنه الجيش و"حركة آتشيه الحرة"كل على حدة قبل شهر، غداة كارثة أمواج المد البحري. وقال كالا:"المحادثات الأولى كانت صعبة كما كنا نتوقع". لكنه شدد على أن الطرفين لا يزالان مستعدين لمواصلة المشاورات. وفي هلسنكي، أفادت أوساط الرئيس الفنلندي السابق مارتي اهتيساري الذي يقوم بدور الوسيط إن المشاورات تتم في"أجواء جيدة". وتحاط المفاوضات بتكتم كبير وهي الأولى منذ عشرين شهراً بين جاكرتا و"حركة آتشيه الحرة". ورفض الوفدان التعليق عليها مشيرين إلى أن اهتيساري سيعقد مؤتمراً صحافياً ختامياً اليوم. ورأى محللون إنه فيما تشكل كارثة المحيط الهندي أزمة حقيقية للرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبانغ يودويونو، إلا أنها في الوقت نفسه فرصة تتاح أمامه، فيما يناضل ضد التمرد والفساد وسوء الأداء الحكومي. وعشية انطلاق المحادثات، أكمل يودويونو مئة يوم في منصبه وقد ذهبت بهجة كونه أول رئيس إندونيسي يصل للسلطة عبر انتخابات مباشرة. غير أن كارثة المد البحري وما تبعها من دعوة إلى المفاوضات، قد تعد نقطة تحول مهمة في ولايته وتصب في خدمته تماماً كما استفاد الرئيس جورج بوش من اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001. ميدانياً، دعا المغني السابق كات ستيفنز، الذي غادر عالم الاستعراض مع اعتناقه الإسلام تحت اسم يوسف إسلام، من إندونيسيا إلى الاستمرار ببذل الجهود الإنسانية في البلاد المنكوبة. ورحب إسلام لدى وصوله إلى إقليم آتشيه بكمية المساعدات غير المسبوقة التي أرسلت إلى منكوبي كارثة"تسونامي".