في ظل حمّى التنافس من قبل المرشحين للظفر بمقاعد بلدية من خلال الانتخابات التي يعلقون عليها الآمال بمزيد من الأصوات التي تشفع أو ترجح كفتهم بالفوز. وأفردت الصحف المحلية - و(الجزيرة) على وجه الخصوص - ملاحق صحفية يومية تزين صفحاتها بصور المرشحين مع انتقاء عبارات مثيرة ولافتة وتوجيه الدعوات لحضور فعاليات مخيماتهم وشرح برامجهم المقترحة وتفعيلها في حال فوزهم. وشهدت الأيام الأخيرة وتيرة المنافسة على أوجّها فكل يوم نرى وجهاً ومرشحاً جديداً وعبارات وبرامج جديدة إلا أن اللافت للنظر أن رجال الأعمال والمسؤولين الكبار هم الأكثر حظاً في الترويج الإعلامي، وربما أن السيولة المادية هي التي خدمتهم في تكرار نشر صورهم ومخيماتهم وهواتفهم وبرامجهم اليومية. ولي هنا وجهة نظر حيال فئتين من المرشحين الأولى رجال الأعمال إذا كان المطلوب من العضو المنتخب أن يسهم في حل مشاكل الحي والتفاعل مع قضايا قاطنيه وهذا يتطلب منه جهداً ووقتاً لمراجعة الأجهزة المعنية ذات الصلة المباشرة بتلك الخدمات الضرورية. وهنا يتبادر السؤال التالي: كيف يستطيع رجل أو رجال الأعمال أن يقوموا بمهمة المراجعات والمطالبات وهو أصلا ليس لديه وقت يستقطعه لبيته وأفراد أسرته وهم الأولى كونه صاحب الأسفار إلى الأقطار والأمصار ليعقد صفقات تجارية بيعاً وشراءً؟! كيف يؤدي المهمة بأمانة كما يردّدها بشعاره الانتخابي أم أن المسألة شرفية ووجاهة في نظره؟! فبعض رجال الأعمال المندفعين والمتعطشين للمجالس البلدية ماذا قدموا لوطنهم قبل مواطنيهم ومشروع السعودة قابلوه بإدارة الظهر؟ أما الفئة الثانية فهم المسؤولون الذين على رأس العمل ويحاولون جاهدين أن يكسبوا أحد المقاعد البلدية. وهنا أيضاً يتكرر السؤال نفسه: كيف تستطيع أيها العضو المسؤول أن تقدم خدمات للحي وأهله وقد حظيت بشرف الثقة منهم بأن تحقق مطالبهم وتنفذ الوعود التي قطعتها على نفسك إبان الحملة الانتخابية وأنت ليس لديك من الوقت للمراجعة والمطالبة والبحث والنقاش مع المسؤولين في الوزارات أو الإدارات المعنية عن خدمات حيّك وأنت أصلا مسؤول لا تخرج إلا الساعة الثانية والنصف وهو وقت انتهاء جميع دوامات الأجهزة الحكومية؟! ولنفترض أنك تخرج وقت دوامك فهذا يترتب عليه تعطيل مصالح المواطنين في الإدارة التي تعمل فيها وهنا تكون ضيعت واجبات وظيفتك ولم تقم بالمهمة التي أناطك بها سكان حيك. أن شريحة الأكاديميين التي لا ترتبط بمناصب إدارية أو مواقع قيادية هي الأولى بهذه المجالس نظرا لما تتمتع به من فكر ورأي وهمة ونشاط ووقت؛ لذا هي قادرة على حل مشاكل الحي ومعاناة ساكنيه وأيضاً لا نهمل فئة الشباب فهي أيضاً الأولى بالمجالس الانتخابية خصوصا أن ما نسبته 60% من سكان المملكة هم من فئة الشباب؛ ففتح المجال أمامهم وأمام تجربة فريدة وجديدة وتعويدهم وتأهيلهم للمستقبل هو عين الصواب. أما الكبار فقد أسهموا في الماضي ويشكرون على جهدهم وعطائهم، ولكن الوقت حان لضخ الدماء الجديدة والوجوه الشابة لتمارس دورها لمواجهة الحياة بأفكار وآراء يعيشونها هم أكثر من غيرهم. هذا ما قصدته ولست مستقصداً شخصاً بذاته أو فئة بعينها. ناصر بن عبد العزيز الرابح