موسم الحج مظهر إسلامي. موسم الحج موسم رائع. الحج تجمع إسلامي كبير. الحج أكبر تجمع ديني وروحاني تحفه الملائكة بالرحمة والسكينة ويخرج المسلم منه كيوم ولدته أمنه. الحج.. أجواء إيمانية مفعمة بالسعادة. الآلاف جاءت من كل مكان الى أقدس وأطهر بقعة على وجه الأرض.. إلى البيت العتيق من كل فج عميق ليؤدوا مناسكهم بعقيدة صافية خالية من المعتقدات الباطلة. ومن نعم الله أن الحج لا يجب في العمر إلا مرة واحدة لقول النبي صلى الله عليه وسلم لما فرض الله الحج قال رجل أفي كل عام يا رسول الله؟ قال:(الحج مرة، فمن زاد فهو تطوع). حديث صحيح.لن أتحدث عن هذه الفريضة العظيمة من الزاوية الشرعية التفصيلية؛ لأن لها من هو أجدر مني وأفقه مني، الذين خدموا الاسلام وهم كوكبة من العلماء الأجلاء - رحم الله الأموات منهم وأطال الله في عمر الأحياء ونفع الله بهم الإسلام والمسلمين -. المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وهي ناجحة في إدارة الحج الى وقتنا هذا في عهد خادم الحرمين الشريفين. وجهود الدولة ليست في حاجة الى شهادات او اشارات.. على الرغم من أن تنظيم الحج عمل شاق، لكن أعان الله المسؤولين للقيام بهذه المهمة، ونجاح الحج يعود إلى توفيق الله عزوجل ومن ثم إلى الجهود التي بذلها المسؤولون من أجل راحة الحجاج. تقول التقارير الاخبارية والصحفية: إن الحركة المرورية في انسياب من مكة الى منى، ومن منى الى عرفات، ومن عرفات إلى مزدلفة، ومن مزدلفة إلى منى، ومن منى إلى مكةالمكرمة والحرم.وأنا أقول: الذي رجله في الماء ليس مثل الذي رجله في النار، فلو كان في الحركة المرورية انسياب لما تعطل السير وجلوسنا اثنتي عشرة ساعة للانتقال من عرفات إلى مزدلفة! مع تقديري لكل الجهود التي بذلها رجال المرور. ولو كان في الحركة المرورية انسياب لما جلسنا عشر ساعات للانتقال من منى إلى المسجد الحرام لطواف الإفاضة! لكن الحقيقة هو ما لمسته أنا ومن معي وربما كان الانسياب وعدم التعطل في أماكن غير التي نحن فيها أو وقت غير وقتنا وما عانيناه لا يعني تقصيراً من المسؤولين الذين لا تقل معاناتهم عنا.. لكنه الحج والزحام الذي يكون فيه وكثرة الحجيج وعدم الوعي التنظيمي عند الكثير منهم مما يؤثر على انسياب الحركة المرورية في بعض المواقع ومنها موقعنا حيث جلسنا ست ساعات في آخر يوم من أيام التشريق للانتقال من منى إلى المسجد الحرام لطواف الوداع!. للأسف بعض الحجاج لم يتسنَ لهم المبيت في مزدلفة بسبب تعطل حركة السير، ولم نصل إلى مزدلفة بتاتاً وجلسنا في الطريق اثنتي عشرة ساعة ولم نصل منى إلا في اليوم الثاني عند الساعة العاشرة صباحاً! إنها الحقيقة التي يجب أن تقال ويعرفها كل المسؤولين.إن كل السلبيات التي حدثت هذا العام نرجو أن تؤخذ بعين الاعتبار في موسم الحج القادم، ولولا الأخطاء لما تعلم الناس، وما بنيت حضارات وأسست دول. والخطأ وارد والانسان ليس معصوماً من الخطأ ولكن المشكلة هي الاستمرار في الخطأ ولعله يكون درساً في الحج القادم وتصحيح السلبيات.وأوجه أسمى عبارات الشكر والعرفان والتقدير الى حكومتنا الشيدة على ما بذلته من جهد كبير جدا لخدمة الحجاج وراحتهم ومن القيام بتحقيق الأعمال المتميزة في كل عام. والشكر موصول لجميع القائمين على أعمال الحج من كل القطاعات الحكومية، سواء العسكرية والمدنية والصحية والشؤون الدينية. نشكر جميع الذين قدموا مجهوداتهم بكل تفانٍ وإخلاص لخدمة ضيوف الرحمن وعلى رأسهم الكشافة الذين شاركوا فلهم منا التحية والتقدير ومن الله الأجر والثواب حيث يتشرف هؤلاء الكشافة بخدمة الحجيج فقد بذلوا جهدا ويستحقون الشكر على ما فعلوه، جعل الله كل ما قدموه في ميزان حسناتهم وضاعف الله لهم الأجر والمثوبة.أدعو الله أن يوفق كل من ساهم في تسهيل وتيسير الحج. ولا يسعنا سوى القول أن يحفظ الله هذه البلاد ويحفظ خيرها وأمنها واستقرارها ويجنبها كيد الحاقدين على الاسلام.