سؤال يطرح نفسه هل كل ذكر رجل؟؟!!، بكل شفافية وكل اختصار ليس كل ذكر رجلاً!!، فالرجولة مكانة لا ينالها كل ذكر!!، مكانة عالية، سامية، تشرئب الأعناق إليها، وتطمئن بها نفسك حتى ولو كانت تلك الرجولة معادية لك فما بالك إن كانت محبة ناصرة!!. قد تكون الرجولة قد ندرت في شباب اليوم أقول هنا قد تكون ولم أجزم!!، ولكن هل رجولة اليوم بقدر كم وكيف رجولة الأمس؟!، قد لا نستطيع أن نجزم بشيءٍ!! وقبل أن نجيب عن سؤالنا هذا يجب أن نتفق على معنى كلمة الرجولة وماذا تعني. الرجولة هي إيمان وصدق وتضحية وفق رضاء الله جل وعلا ورسوله - صلى الله عليه وسلم - قال تعالى:(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا( (23) سورة الأحزاب كما أنها إيمان وعمران حسي ومعنوي لبيوت الله قال تعالى: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ {36} رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ {37} والرجولة أيضا صدع بالحق ونصرة لأهله قال تعالى:{وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ) (28) سورة غافر. فالرجولة ليست بمال ولا جاه ولا منصب، كما أنها ليست بورع في المظهر وسوء في الجوهر، بل هي ورع في الجوهر قبل المظهر أن تكون !!!، فكم من الذكور فيما يرى الناس أنهم رجال لكنهم مجرمون في حق دينهم ووطنهم ووالديهم وزوجاتهم، وكم من الذكور من لا غيرة لهم فلا يغار أحدهم لا على عرضه ولا أهله فمنهم من يرى زوجته في انحدار نحو الفساد ولا يحرك ساكناً، وكم من الذكور من لا بر له فمنهم من يصل صديقه ويقطع أباه ويبر زوجته ويعق أمه. لا أطيل في ذكر تلك الحماقات والمعاصي والسيئات عن ذكور زعموا بهتاناً وزوراً أنهم رجال، ولكن أود أن أشير إلى أن الذكورة يشترك فيها الإنسان والحيوان، بينما الرجولة مكانة عالية وذروة شامخة، ومنال بعيد، وغاية سامية لن يصلها أولئك الذكور ما داموا ذكورا لا لشيءٍ إلا لأن مؤهلاتهم بكل صراحة لا تمكنهم من نيل ذلك الشرف وتلك المكانة!!!.