أجمع عدد من خطباء الجوامع في مناطق المملكة في استطلاع بمناسبة بدء حملة التضامن الوطني ضد الإرهاب وانعقاد المؤتمر الدولي لمكافحة هذه الآفة التي اكتوت بها بلدان عديدة من العالم.. أن تأصيل العلم الشرعي وحماية الأمن الفكري أفضل السبل لمحاصرة فكر الغلو والتطرف والقضاء عليه قبل أن يتحول إلى جريمة تزهق بسببها الأرواح وتدمر الممتلكات. وطرح الخطباء والأئمة عدداً من الآليات والوسائل العملية لتحصين الناشئة والشباب ضد انحراف الفكر.. والتي يجب أن تسير جنباً إلى جنب مع الضربات الناجحة والتي وجهتها الجهات الأمنية لأوكار الإرهاب في المملكة.. وفيما يلي أبرز ما جاء في الاستطلاع. **** في البداية يقول الشيخ خالد بن سليمان العامر خطيب جامع عبدالكريم السبهان بحائل: إن الإرهاب وما يترتب على جرائمه من إزهاق للأرواح وإهدار للدماء، يمثل استهانة واضحة بحق الإنسان في الحياة، وعدم مراعاة التحريم الشديد من الله سبحانه وتعالى لقتل النفس بغير حق، وترويع الآمنين، وهو ما يعني أن الإرهابيين الذين يقدمون على ارتكاب هذه الأعمال الإجرامية يجهلون تعاليم الإسلام ويسيئون فهم نصوص الكتاب والسنة التي تحرم الإفساد في الأرض فينزلونها على غير مواضعها لهوى في النفس أو اتباع لوسوسة شيطانية أو جهات لا تريد الخير للإسلام وأهله. ويضيف العامر: وهذا الجهل والضلال المحرك للإرهاب هو أول ما يجب مواجهته وذلك بالعمل على تفنيد الدعاوى التي قد تستند إليها الفئات الضالة وبيان مدى مخالفتها لنصوص الكتاب والسنة ومقاصد الشريعة. ويتحمل العلماء والدعاءة العبء الأكبر في هذا الصدد، لمحاورة ومناظرة أصحاب الفكر المنحرف، وتقديم الأدلة الشرعية التي تحرم الإرهاب وكذلك تحصين الشباب ضد التأثر بالأفكار الشاذة من خلال الحوار والتوعية. لكن تبقى مواجهة الإرهاب مسؤولية المجتمع بأسره بدءاً من الأسرة مروراً بالمدرسة والجامعة ووسائل الإعلام والمؤسسات المعنية بالشباب. جفاف العاطفة ويرى الدكتور حمزة الطيار إمام وخطيب جامع الراجحي بالرياض أن فساد الفكر وجفاء الطبع وجفاف العاطفة وسوء المعتقد صفات واضحة في كل من تسول له نفسه إهدار دماء المسلمين وترويع أمنهم، بأعمال إرهابية ما أكثر ما خلفت من ضحايا من الأبرياء الذين لا يملك أحد التشكيك في إسلامهم أو حرمة دمائهم.. وهي أعمال لا يمكن بحال من الأحوال وصفها بالجهاد كما يروج الضالون الذين يرتكبونها، فأي جهاد في تخريب بلاد المسلمين وزعزعة أمنهم وتقويض استقرارهم.. وأي فرق بين ما يفعله هؤلاء الإرهابيون الذين يحسبون على الإسلام، وما يفعله أعداء الدين من اليهود والمشركين. ويضيف الدكتور الطيار أن نصوص القرآن الكريم والسنة المطهرة في تحريم دماء المسلمين واضحة وقاطعة، ولا مجال للالتفاف عليها، لكن للأسف فإن الكثير من المسلمين لا ينكر استباحتها إلا عندما يقع هذا الفساد عليه وتطوله يد الإرهاب والتخريب، والأولى بنا جميعاً أن نتحد لمحاربة هذه الآفة السيئة وهذه الوحدة واجبة للدفاع عن أمن بلادنا ونقاء عقيدتنا وسماحة ديننا. وسائل التصدي أما الشيخ الدكتور سليمان بن حمد العودة إمام وخطيب جامع العودة ببريدة فيقول.. وقائع التاريخ تحدثنا أنه في أجواء الأمن والسلم يمتد رواق الإسلام وتنتشر الدعوة ويتقارب الناس، والكسب الأكبر للإسلام وأهله إذا صدقوا في دعوتهم ونشر إسلامهم. ومن يتأمل أحداث السيرة النبوية العطرة يجد ما يصدق هذا ويشهد له. في حين أن الفتن واختلال الأمن تسر أعداء الدين وتعرقل مناشط الدعوة، وتتيح الفرص لظهور الطائفية والتعصب المذموم.. وبزوغ رؤوس الفساد والإفساد والتطرف. والإرهاب فتنة يمتد لظاها إلى غير من فتن بها وجافى وسطية الشريعة. ولا شك أن الجهلة المتنسكين الذين يقولون في الدين بغير علم من بواعث واسباب هذه الآفة التي روعت الآمنين، وأهدرت الدماء المعصومة، روي عن عمر رضي الله عنه أنه قال:( قصم ظهري رجلان فاجر متهتك وجاهل متنسك). والتصدي لهؤلاء الجهلة المتنسكين والفجرة المتهتكين هو ما يغلق أبواب التطرف في الدين، والتطرف ضد الدين في آن واحد، فكلا التطرفين فتنة وفساد. ويمكن حصر وسائل هذا التصدي فيما يلي: - تعليم العلم النافع ونشره، فالعلم مُبصر للناس ومانع لهم من الفتن بإذن الله {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء}. - التحذير من الفتن وآثارها وويلاتها، والنصح لإخواننا المسلمين على كافة المستويات ( فالدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم). - الاستمرار في مشاريع الدعوة والاحتساب.. فبنشر الدعوة ينتشر الخير، وينشغل الناس بالنافع المفيد، وتصالح القلوب، وتقمع الشرور والفتن، وبالحسبة يحاصر المبطلون وتنطفئ المنكرات، ويشيع المعروف، وتخفف آثار الفتن. - عدم التعجل في الفتن (قولاً وعملاً) استرشاداً بهدي النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ يقول:( ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، ومن تشرف لها تستشرفه، فمن وجد منها ملجأ أو معاذاً فليعُذ به) رواه البخاري 7081 (الفتح 13 / 30). - التنبه للمتربصين والتفطن لمن يسعون بالفتنة أو يحاولون استغلال أجوائها لبث شرورهم وباطلهم. فذلك مطلب حتى لا تتسع الفتنة وتعم البلبلة. - تبصير النأس بأحاديث الفتن والموقف المشروع منها، وعدم التعجل في تطبيق بعض الأحاديث العامة في الفتن، وتنزيلها على أحداث خاصة - دون علم -. - التأكيد على أهمية الوحدة والائتلاف وبيان النصوص الشرعية في ذلك، حتى ولو أدى إلى أن يتنازل المرء في سبيل ذلك عن بعض ما يُحب - ما لم يكن حراماً - في سبيل توحيد كلمة المسلمين {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً} - دعوة الناس إلى كثرة العبادة وتذكيرهم بقيمة التوبة، فما وقع بلاء إلا بذنب ولا رُفع إلا بتوبة. - المشورة بين العلماء وطلبة العلم والدعاة لدفع الفتن والنصح للولاة لتجنيب البلاد والعباد آثار الفتن وويلاتها، فالمسلمون أمرهم شورى بينهم، والدين النصيحة، ولا بد من رفض إعجاب كل ذي رأي برأيه، ولا بد من اتهام النفس وتوطينها لقول الحق وقبوله ممن جاء به. وعماد ذلك وأساس المخرج من الفتن تحقيق التقوى والتواصي بالصبر {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا} الأفكار الشاذة أما الشيخ أحمد بن يحيى النجمي إمام وخطيب جامع النجامية بجازان فيقول: لم تعرف بلادنا المباركة الإرهاب والتطرف إلا بعد أن تسربت إليها أفكار شاذة مخالفة لتعاليم الإسلام الصحيح ومنهج السلف الصالح، وهذه الأفكار تهاونت بالأوامر الإلهية، وتعبدت بالبدع وزهدت في السنن، فعدت الإخلال بأمن المسلمين وإهدار دمائهم جهاداً، ولم تر حرجاً في منازعة ولاة الأمر سلطانهم والإعداد للخروج عليهم، وهو ما يؤكد أن هؤلاء الإرهابيين يجهلون تعاليم الدين أو يتجاهلونها لأسباب في نفوسهم، أو مصالح يتطلعون لتحقيقها. وقد زين لهم الشيطان سوء أعمالهم. ويضيف الشيخ النجمي: وإذا كان رجال الأمن -وفقهم الله- معنيين بمواجهة مؤامرات الفئة الضالة فإننا جميعاً معنيون بمحاصرة أفكارهم وبيان كذبها ومنافاتها لمقاصد الشريعة.. وهذا هو الأساس حتى لا يجد هذا الفكر المنحرف أرضاً جديدة تنمو فيها بذوره الخبيثة. مسؤولية العلماء من ناحيته يقول الدكتور عبدالله بن علي بصفر إمام وخطيب جامع منصور الشعيبي بجدة: لا شك أن تورط عدد من الشباب في القيام بأعمال إرهابية قبيحة يعود في جانب كبير منه إلى سوء الفهم لبعض المصطلحات، ومن ذلك مصطلح الجهاد في الإسلام، وقد تسبب ذلك بدوره في أن يختلط الجهاد لدى هؤلاء الضالين المضللين بالإفساد، فلم يستطيعوا التمييز بين جهاد أهل الكفر وقتل المسلمين، وغابت عنهم أبواب جهاد النفس والشيطان والفساق. وبيان حقيقة الجهاد المشروع في الإسلام ضرورة لإغلاق هذا الباب الذي يتسلل منه الفكر الضال، وهذه هي مسؤولية العلماء الثقات قبل غيرهم.. لأنهم الأقدر على شرح الدين الصحيح وتقديم التفسيرات الصحيحة لنصوص القرآن الكريم والسنة المطهرة. اجتثاث الجذور أما الشيخ سفر بن أحمد المريخ إمام وخطيب جامع الملك فهد بالنصباء بالباحة فيقول: نعمة الأمن من أكبر النعم، وهو لا يباع ولا يشترى وإنما يتوفر بالتعاون والتناصح بين جميع أفراد المجتمع. ولما كان الإرهاب إخلالاً بهذه النعمة الغالية، وجب على جميع أفراد ومؤسسات المجتمع مواجهته ابتداء بالفرد ومروراً بالأسرة وانتهاء بجميع المؤسسات الأمنية والفكرية والتربوية والإعلامية. فقد أثبتت الأعمال الإرهابية التي ارتكبها أعضاء الفئة الضالة في بلادنا المباركة أنهم بلا عقول تبصر وتعي.. فأين هؤلاء المفسدون من قوله تعالى:{وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا}. وأين هؤلاء من حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -( لا يزال المسلم في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً). ومسؤولية المواجهة تبدأ باستنكار هذه الأعمال الإرهابية وإعلان رفضها، ثم دعم جهود رجال الأمن في اجتثاث بذورها، كل في حدود استطاعته.. وتوسيع جهود توعية الشباب وتحصينهم ضد هذه الأفكار الضالة، بكافة الوسائل المتاحة والمشروعة. الأنفس المعصومة ويرى الشيخ صلاح بن عبداللطيف العيسى إمام وخطيب جامع زين العابدين بالخبر.. أنه لا يوجد أدنى اختلاف بين علماء الأمة في تحريم الاعتداء على الأنفس المعصومة في دمائها وأموالها وأعراضها، ومن الأنفس المعصومة في الإسلام أنفس أهل الذمة والمعاهدين والمستأمنين من غير المسلمين. وبهذا يتبين لكل عاقل أن الأعمال الإرهابية محرمة شرعاً ولا مجال لتبريرها بأي حال من الأحوال، فهي إخلال بنعمة الأمن التي تعد من المقاصد العظيمة للشريعة. وشكر نعمة الأمن يكون بتجنب المعاصي والذنوب.. وقد ثبت في الأثر أنه ( ما نزل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة) لذا وجب علينا جميعاً أن نتوب إلى الله من المعاصي والذنوب وأن نقوم بما فرض علينا من تحقيق التوحيد وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وتحكيم شريعة الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتواصي بالصبر.. كما يجب علينا العناية بنشر العلم الشرعي المؤصل من كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - في المساجد والمدارس والجامعات ووسائل الإعلام.. ففي هذا السلامة من غوائل الشرور والانحلال والغلو والفتن التي أعظم أسبابها الجهل بالدين. الأعمال الإجرامية أما الشيخ عادل الكلباني إمام وخطيب جامع الملك خالد بالرياض فيقول: إنه لأمر يحير العقل أن ترى من يزعم الإسلام يقدم على أعمال وحشية إرهابية تزهق أرواح المسلمين في بلاد الإسلام، فما الفارق بين من يقتل المسلمين في الرياض ومن يقتلهم في فلسطين؟ ويضيف الشيخ الكلباني: إن الفئة الضالة بأعمالها الإجرامية أصبحت أداة وحلقة في مخطط يستهدف الإسلام وأهله، لأنهم جهلوا تعاليم دينهم، فصاروا حربة من حراب العدو موجهة لقلب أمة الإسلام النابض وإن سموا هذه الأعمال جهاداً، فهو جهاد منكوس في اتجاه معكوس، وفساد من أعظم الفساد ومحاربة لله ورسوله وافتراء على شرع الله. ومواجهة هذه الفئة لا تقل وجوباً عن مواجهة أعداء الدين بالحجة والبرهان في مواضع الحجة والبرهان. والقوة في مواضع القوة، حماية لوحدة الأمة وأمنها، ودفاعاً عن سماحة الشريعة ونقائها من كل من يحاولون تشويهها سواء من أعداء الدين أو من المنتسبين له. التحصين بالعلم الشرعي من جانبه يؤكد الشيخ رضوان بن عبدالكريم المشيقح إمام وخطيب جامع ببريدة أن الانحراف الفكري الذي استحوذ على عقول الفئة الضالة المنحرفة دخيل على بلادنا المباركة التي قامت على شريعة الإسلام وحكمت كتاب الله تعالى وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - في كل أمورها.. فأمنت وازدهرت وحسدها كثير من دول العالم على ما تنعم به من استقرار وأمان. ومواجهة هذه الفئة المنحرفة تبدأ بمنع تسلل هذا الفكر المنحرف إلى عقول الشباب وتحصينهم ضده بالعلم الشرعي الصحيح، وبيان أهداف هذه الأعمال التخريبية التي لا تخدم إلا أعداء الإسلام وحساده، وهذه مسؤولية أهل العلم والرأي وقادة الفكر السليم المشهود لهم.. أما المواجهة الأمنية فهي مسؤولية الجميع بلا استثناء. خدمة الأعداء أما الشيخ الدكتور محمد بن إبراهيم الرومي إمام وخطيب جامع بمدينة الرياض فيقول: إن كل نفس سوية ترفض الأعمال الإرهابية التي تزهق الأرواح البريئة وتروع الآمنين. فما بالك لو ارتكبت هذه الأعمال ضد المسلمين وفي بلاد الحرمين الشريفين، فلا شك أنها في هذه الحالة لا يمكن أن تجد من يتعاطف معها أو يصدق مزاعمها. والمتأمل لما يترتب على هذه الأعمال من نتائج يتأكد انها تخدم أعداء الإسلام وتحقق أهدافهم في وقف المد الدعوي للإسلام وتنفير الناس منه. وهو الأمر الذي يؤكد أن من يرتكب هذه الأعمال جاهل بالدين أو قليل العقل إلى الدرجة التي لا يستطيع أن يرى أنه موظف للإضرار بأمته ووطنه، أو أنه صاحب غرض يعميه. وإذا كان نشر العلم الشرعي هو أنجح الوسائل لمواجهة الفكر الضال وتبديد جهل الجاهلين، تبقى هناك ضرورة لتفعيل مواجهة أصحاب الأغراض والمخربين والذين يتسترون خلف شعارات الدين، وهذه مسؤولية عامة تشمل كل من ينعم بالأمن في رحاب بلادنا. قتل الذميين والمعاهدين أما الشيخ عبدالله بن محمد الغميجان إمام وخطيب بمدينة الرياض فيقول: إن النفوس التي أظلمت بالبغض والحقد، جلبت لصاحبها الشقاء والتعاسة وأورثته اليأس والإحباط والشعور بالنقمة على الآخرين وعلى المجتمع، بما قد يدفعه إلى الإضرار بهم وبالوطن ومصالحه، ومقدراته، ومنجزاته الحضارية، بل والارتماء في أحضان أعداء الأمة، تلبية لنداء داخلي بين ركام نفس محطمة، لم تعد ترى النور أو الخير، فأمكن التلاعب بها، وتجنيدها لتنشر في المجتمع ألواناً من الفساد والترويع، والقتل والتدمير بلا هدف مشروع أو مسوغ مقبول سواء علم بذلك وأدركه أو لم يعلم به ولم يدركه. وما حصل في مملكتنا الحبيبة من أحداث مؤلمة وتفجيرات آثمة من الفئة الباغية إنما هو نتيجة تربية على الحقد والبغض الذي زرع في نفوسهم من قبل أعداء هذا الوطن الغالي أعداء الدين والاستقرار والأمن، الذين لا يريدون لهذه البلاد ولا لغيرها من بلدان المسلمين أي تقدم أو استقرار، وإنما يريدونها دوماً في اضطراب وقلاقل ومحن وفتن، حتى لا يستقيم لها حال، ولا ينهض لها اقتصاد ولا يقوى لها جانب. وكيف لهذه الفئة الضالة أن يستحلوا قتل الذميين والمعاهدين، والله جل وعلا يقول:{وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً}ويقول صلى الله عليه وسلم:( من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة) وكيف يدمرون المنشآت الاقتصادية، ويقطعون السبيل والله جل وعلا يقول:{وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا} وكيف يروعون الآمنين ويرملون نساء المسلمين، وييتمون أطفالهم، بأي دين، أم بأي حجة، أليس لدينا علماء كبار تشهد الدينا كلها برسوخهم في العلم والتقوى والتجرد، كيف يتركون الأخذ عنهم ثم يتلقفون فتاوى الحاقدين وآراء المأفونين؟. كيف سلم منهم أعداء الأمة ثم يأتون إلى قلبها النابض ومصدر عزها، يفجرون ويقتلون؟ أهذا من الجهاد في شيء أم من نصرة الدين والمسلمين؟ {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا}. ويضيف الشيخ الغميجان: وإن مسؤوليتنا جميعاً عظيمة في مواجهة هذه الفئة الضالة والله سائل كل إنسان عن مسؤوليته. فعلينا أن نكون يقظين عيناً ساهرة. فالبلد بلدنا والأمن أمننا. ووالله إذا ذهب الأمن ذهبت الحياة، وذهب الإيمان وذهب العفاف، وانتهكت الحرمات، فمن منكم يريد ذلك؟ إننا في نعمة عظيمة، فلنحافظ عليها، ولنكن يداً واحدة مع ولاة أمرنا وعلمائنا ووجهاتنا الأمنية، نحن في خندق واحد،{وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}