اعترف الشاعر العراقي المهاجر إلى أستراليا يحيى السماوي بالتصابي بعد أن تجاوز الخمسين.. وقال: إن قلبي فاجأني بخضرة طرية وهو المتيبس مثل قرون وعل بري..! الساعة قاربت الثالثة والنصف فجراً وأجفاني لم ترخ ستائرها على مقلتي... أما لماذا؟! فلأنني اكتشفت ولأول مرة في حياتي ان ثمة أصواتا ناعمة تنضح عطراً خرافياً مثل عطر ورد أسطوري! حدث ذلك عبر مهاتفة أجرتها معي امرأة نجدية زخت علي أريجاً ولا أحلى حتى إنني تمنيت لو كان بمقدوري تنفس زفيرها. والحق أقول إنني دعوت الله في صلاتي أن يسعد بها مؤمن صالح مثلما دعوت لبستان عمرها بالمزيد من الخضرة والندى. هل كنت آثما حين خرجت عن رزانتي ووقاري فطلبت منها ان تتصل بي مرة واحدة كل عام لا لشيء إلا كي اطمئن على حقول الكادي والنعناع والريحان في حنجرتها؟ وهل كنت آثماً حين قلت لها: انت نهر من الطمأنينة وحقل حياء فلا تدخلي قلبي الكهل خوفا عليك من دخاني؟ أشهد الله أن الشياطين لم تقترب من جسدي وروحي وأنا استمع اليها مستنشقاً ذلك العبير الخرافي، العبير الممزوج بموسيقى تتمثل الروح بل ازدادت حمائم الروح في تحليقها حول قلبي ولقد استغفرت الله كثيراً على الرغم من يقيني من ان سمعي كان عفاً كقلبي. وكما يفرك النائم عينيه دون وعي سبق منه وجدتني اكتب ودون وعي مسبق هذه القصيدة.. وقد خيل إلي ان لبني عذرة حفيداً يعيش في القارة الاسترالية: أضيئيني ليل مغترب عقيم النجم والقمر ولود الهم والاشجان داج بائس الوطر أضيئيني ليل مبتدأ ليغدو مشمش الخبر أضيئيني بنور منك او بلهيب مجتمر ونصح استعين به على مستذئب أشر أضيئيني لعل الليل يفضي بي الى سحر عسى بستاني المهجور يألف خضرة الشجر