في مثل هذا اليوم م،و عام 1971 نصب الجنرال عيدي أمين نفسه رئيسا لأوغندا بعد نجاحه في الإطاحة بالرئيس السابق ميلتون أوبتي. ورغم أن انقلاب عيدي أمين على مليتون كان مدفوعا بالحكم الاستبدادي الفاسد للرئيس ميلتون الذي تولى الحكم في أعقاب حصول أوغندا على استقلالها عن الاحتلال البريطاني فإن نظام عيدي أمين كان أشد استبدادا ودموية من حكم سلفه. ورغم أن عيدي أمين استطاع في البداية استقطاب الأوغنديين المسلمين إلى جانبه باعتباره رئيسا مسلما فإن هذا الحاكم العسكري المسلم في أوغندا كان أكثر قمعاً من العسكريين المسيحيين الذين حكموا أوغندا. فعيدي أمين الذي حكم أوغندا منذ عام 1971حتى 1979قد أحدث من الخسائر لأوغندا ما لم يحدثه أي حاكم آخر، عسكرياً كان أو مدنياً. وكان عيدي أمين قد ولد عام 1925 والتحق بالجيش الأوغندي في ظل الاحتلال البريطاني وتدرج في الرتب العسكرية حتى وصل إلى رتبة جنرال بعد الاستقلال. وبسبب فساد حكمه ودمويته نجحت مجموعة من الضباط في تدبير انقلاب ضده عام 1979 ولكنه نجح في الفرار من البلاد واللجوء إلى المملكة العربية السعودية التي عاش فيها لاجئا سياسيا حتى موته في أغسطس عام 2003م. وكانت سنوات حكمه الثماني توصف بأنها الأكثر وحشية كما أنه كان مسؤولاً عن الإفلاس الاقتصادي لبلاده بالإضافة إلى اتهامه بقتل مئات آلاف الأشخاص وكان عيدي أمين مثاراً للتندر به من قبل الصحافة الدولية بعد أن أعلن عن نفسه بأنه (أعظم رئيس دولة في العالم) وكانت من ألقابه التي يتعامل بها على المستوى الرسمي بلقب الأب الأكبر وذاعت شهرته كشخص خطر ولعبت وسائل الإعلام الغربية وتوابعها دوراً في تضخيم اسمه والعديد من أعماله. ومن بين مبادرات عيدي أمين الدبلوماسية الساخرة أيضاً أنه وجه دعوة إلى الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون في سنة 1976م للمجيء إلى أوغندا ليرتاح من فضائح ووترجيت. وكان عيدي يتعامل مع خصومه الرؤساء بطريقة فيها شيء من العودة إلى عصر التحدي اللافت إذ عرض مثلاً على الرئيس التنزاني جوليوس نيريري ألد أعدائه آنذاك لتسوية خلافاتهما في حلبة الملاكمة.