قدّم شباب الهلال والاتحاد مساء البارحة الأولى واحدة من أجمل وأمتع وأروع لقاءات مسابقة الدوري على الإطلاق أثبت من خلالها الفريقان بأنهما قمة الكرة السعودية بحضور النجوم الدوليين أو غيابهم. فكانت أمسية كروية ممتعة (سخّنت) أجواء الرياض الباردة. قدم الطرفان مباراة قمة في كل شيء أداءً ممتعاً.. وحضوراً ذهنياً كبيراً وأهدافاً جميلة وفرصاً مهدرة أخرى.. كانت كفيلة بأن ترفع من نسبة الأهداف. ظهر الفريق الأزرق هو الأفضل على المستطيل الأخضر فقاد شبابه (المتحمس) القائد الخبير والنجم المتجدد مع كل إطلالة (الذئب) الهلالي سامي الجابر الذي قدّم في تلك الأمسية الجميلة واحدة من أجمل مبارياته على الإطلاق فسجل وصنع وأبدع فناً من كل حدبٍ وصوبٍ . ظهر الهلال هو الأفضل فاستحق الفوز الكبير عن جدارة واستحقاق، فكان شبابه الصغار في سنهم كباراً في أدائهم فتفوقوا على العميد (بطل آسيا) المتوج مؤخراً باللقب. لم يشعر كل من تابع لقاء القمة بأن المباراة تفتقد للنجوم الدوليين، فاللوحة الإبداعية التي قدمها الفريقان كانت جميلة وكانت مطرزة بكل فنون (المجنونة) أداءً فنياً راقياً.. وأهدافاً تتنافس كما هم اللاعبون من حيث الجمال فكأني باللاعبين الذين وضعوا بصماتهم على اللقاء كلٌ يقدم نفسه للجماهير بطريقته المحببة في صناعة وتسجيل الأهداف ستة أهداف كانت من نصيب ديسلفا وسامي، وتفاريس، وكماتشو ومرزوق العتيبي. * منذ الدقائق الأولى واللحظات الأولى للقاء كانت كل المؤشرات تنذر بأن اللقاء سيظهر بشكلٍ مختلف لقاء ليس كاللقاءات السابقة ان غاب نجوم فهناك نجوم آخرون قادرون على أن يقدموا أنفسهم وبطريقتهم الخاصة. فالمدرب الهلالي باكيتا استطاع ان يختار التوليفة المناسبة لهذا اللقاء على الرغم من الغيابات الكثر التي حدثت في الفريق نظير غياب الدوليين لارتباطهم بالمنتخب أو للإصابات التي تعرض لها الآخرون منهم فقد اعاد اكتشاف النجم الشاب مشعل الموري الذي كان أحد نجوم اللقاء على الإطلاق وكذلك ياسر إلياس حديث الانضمام للفرقة الزرقاء فقدم مستوى كبيراً وهو يشارك في هذا اللقاء للمرة الثانية فقط كلاعب أساسي. إضافة إلى ذلك فقد كان الثلاثي الأجنبي تفاريس وكماتشو وديسلفا في قمة حضورهم وعطائهم الفني والبدني خاصة أن الثالث عائد لتوه من الإصابة هؤلاء جميعهم قادهم النجم المبدع والمتجدد عطاءً وخبرةً وفناً، (الذئب) سامي الجابر الذي لعب اللقاء وكأنه لم يلعب من قبل فصنع وسجل وتلاعب بدفاع الاتحاد كيفما شاء. وبخلاف ذلك لم يمكن لوكا في الموعد فلم يستطع استغلال الظروف الهلالية والغيابات وان كان ما حدث للهلال قد حدث له تماماً بغيابات كثيرة في صفوفه إلا أن وجود العويران ونور والواكد ومبروك وسهيل واليامي بخبرتهم الكبيرة لم يسعفهم ذلك في الظهور بما كان متوقعاً منهم فكانوا بعيدين كل البعد عن مستوياتهم نظير التفوق الكبير للثلاثي الأجنبي سيرجيو وبيتكوفيتش وماريو الذين لم يكن لهم حضور مؤثر في اللقاء وبخاصة سيرجيو الذي أهدر كل الفرص (القليلة) التي سنحت له وظهر في شد عصبي لم يكن له ما يبرره. * التفوق الهلالي والفوز المستحق كان نظير التفوق الميداني على مدار شوطي المباراة وبخاصة الأول الذي شهد ثلاثة من الأهداف الهلالية وتصدت العارضة لاثنين آخرين كانا كفيلين بحسم المباراة برمتها في شوط واحد. أما الشوط الثاني فكان الحال فيه مختلفاً نوعاً ما ظهر الاتحاد بهدفين من البديل الناجح مرزوق العتيبي إلا أن كلمة الحسم فيه كانت لسامي الجابر الذي شق طريقه من بين المدافعين الاتحاديين ليصنع هدف التأكيد الهلالي والفوز بطريقة النجوم الكبار فكان بحق هدف قفز الحواجز. مباراة القمة كانت قمة في كل شيء نجومية وجماهير وعطاء داخل المستطيل الأخضر إلا أن ما عكر صفو وجمال ذلك اللقاء هو التصرفات اللامسئولة التي كانت تبدر من إداري الاتحاد حمد الصنيع الذي كان خصماً لكل من في الملعب فبعد محاولته التهجم على حكم اللقاء بعد نهاية الشوط الأول ( تلفظ) بألفاظ بذيئة على سامي وهو في طريقه إلى الخروج من الملعب وعلى مسمع ومرأى من الحكم الرابع ممدوح المرداس الذي أشار إليه بتهدئة نفسه والتزام الصمت. تلك التصرفات التي ساهمت بشكلٍ كبير في الأحداث التي صاحبت نهاية اللقاء و(ضرب) سيرجيو لمواطنه تفاريس وهو في طريقه إلى مغادرة الملعب. عموماً قدّم الهلال والاتحاد مباراة الموسم إن صح التعبير وقد كانت ملحمة كروية كانت بحق هي الأجمل والأروع وقمة الكرة السعودية.