أفادت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض أن الخطة التنفيذية الشاملة للاستثمار في متنزه الثمامة، تتطلع لأن يكون المتنزه أحد سواعد الاستثمار السياحي والترويحي والتعاوني في مدينة الرياض، وأن يكون نموذجاً للتخطيط الاستراتيجي والإدارة الحضرية المتوافقة مع البيئة والمحققة لاحتياجات السكان، ونظراً لضخامة المشروع الذي تزيد مساحته على370 كيلومترا مربعا، وطبيعة البيئة الحساسة، تم اتخاذ عدد من الإجراءات لنجاح الخطة، من أهمها تقسيم الخطة إلى سبع حقائب استثمارية لتيسير عملية التنفيذ وضمان مستوى عالٍ من الكفاءة والجودة، وتمثل عناصر الحقبة الاستثمارية الأولى أساساً لانطلاق الحقائب الثانية، وهي تجمع في عناصرها بين الاحتياجات الترويحية والثقافية، وتشمل عناصر جذب قوية لا توجد في بقية متنزهات المدينة، ما يضمن للمشروع إقبالاً جماهيرياً حافلاً. وتشمل الحقيبة الثانية، المتحف الطبيعي، والعربات المعلقة، والمخيمات العائلية، وكانت (الجزيرة) أوردت في عدد سابق خطة الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض الخاصة بتطوير متنزه الثمامة التي تشمل سبع حقائب، وهي: الحقيبة الأولى: نادي الطيران السعودي، الحقيبة الثانية: العربات المعلقة والمتحف الطبيعي، والمخيمات اليومية العائلية، الحقيبة الثالثة: مركز المغامرات ومركز الشباب الرياضي الترفيهي ومخيمات الشباب، الحقيبة الرابعة، المخيمات البرية، الحقيبة الخامسة: حديقة وشاليهات السفاري والحديقة النباتية، الحقيبة السادسة، مركز الزوار، الحقيبة السابقة: المدينة الترفيهية. ونتحدث فيما يلي عن الحقيبة الثانية التي ستبدأ الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض العمل بها، بعد أن أخرت اللجنة العليا لتطوير متنزه الثمامة الخطة التنفيذية الشاملة للاستثمار في متنزه الثمامة: المتحف الطبيعي تشير الدراسات الأثرية إلى أن أقدم مواقع الاستيطان البشري حول منطقة الرياض توجد في موقع الثمامة، حيث عثر على الكثير من الآثار فيه من بقايا القرى القديمة، ومجاري المياه، ورؤوس السهام. وتكثر المواقع الأثرية في الثمامة ضمن شريط واسع يقع بين ما يعرف بالجبال السوداء، التي تمتد من منطقة فم وادي الثمامة، باتجاه الشمال، حتى الموقع الذي يعرف بحفرة الحمام. الجانب الأثري في الثمامة سيكون أحد الأهداف التي من أجلها سيقام المتحف الطبيعي الذي سيشتمل أيضا على مجالات معرفية أخرى في مجال البيئة، والتكوينات الطبيعية، وعلم طبقات الأرض. اختير موقع المتحف عن سطح جبال العرمة، تحت نتوء خشم الثمامة لتوفر مساحة كافية للمبنى، ومواقف السيارات، والمحطة النهائية للعربات المعلقة ويمتاز موقع المتحف بمشاهد مفتوحة (بانورامية) لوادي الثمامة، ومعظم معالم المتنزه. ينطلق التصميم المعماري لمبنى المتحف من مطلبين، الدمج الكلي للمبنى في الموقع، وتجنب التكوينات الشاذة عن الموقع والمطلب الثاني: تزويد المستخدم بعرض غني بالمعلومات، ودمج طبيعة الموقع، وموجوداته في إطار العرض العلمي العام. سيكون تصميم المبنى أشبه بتلة صناعية، تندمج تضاريسها (جدران المبنى) مع تضاريسها المحيطة للموقع وتتخلل كتلة المبنى (التلة الاصطناعية) فتحات تشبه الكهوف، وكذلك تتخللها مناطق معرّاة، وتكون تكسية المبنى (التشطيبات الخارجية) من مادة طبيعية، بحيث تشكل استمرارية للتكوينات الصخرية الرسوبية في الموقع. الشكل الدائري لمبنى المتحف، وتعدد فتحاته من جميع الاتجاهات، يوفر مجالاً للرؤية في جميع الاتجاهات، ما يجعل من مبنى المتحف منصة للاطلاع على التكوينات المختلفة. ستوضح معارض المتحف الطبيعي في الجهة التي يناسب موضوعها، ما تطل عليه الجهة من مناظر طبيعية، وتكوينات، عبر نوافذ كبيرة، فعلى سبيل المثال ستواجه نوافذ معرض الجيولوجيا جبال الثمامة، موفرة بذلك منظراً طبيعياً لتكوينات الصخور الرسوبية المتعرية، والجرف، والمنحدر، تنتهي المعارض عند مساحة المطعم الذي يوفر إضافة إلى الخدمة رؤية بانورامية للجو المحيط بالمتحف. العربات المعلقة العربات المعلقة نظام نقل ترويحي، لنقل الأفراد في الأماكن السياحية التي تصعب فيها الحركة الراجلة، أو بواسطة المركبات كالغابات الاستوائية الكثيفة، والمنحدرات الصخرية، والشلالات. يتكون النظام من كبائن تقل الأشخاص تتحرك بالانزلاق على كابل، مرفوع فوق عدد من السواري والأعمدة، وتدار حركة العربات من نقطة تحكم آلياً. نظام العربات المعلقة في متنزه الثمامة، سيتكون من أربع محطات للإركاب والتنزيل، تنتهي عند المتحف الطبيعي، وتبدأ عند الحديقة النباتية (إحدى عناصر الحقيبة الاستثمارية الرابعة)، ومحطة ثانية عند النتوء الشمالي لخشم الجنوبي الثمامة، وثالثة عند نتوء خشم الثمامة. يتطلب إنشاء العربات المعلقة العديد من العناصر الميكانيكية عند كل محطة، لتشغيل العربات المعلقة، إضافة إلى صالات الاستقبال (الوصول والمغادرة)، ومنصات التحميل، ودورات المياه، وتجهيزات للصيانة والتشغيل. سيتم دمج التصميمات الميكانيكية والمعمارية لنظام العربات المعلقة مع البيئة الطبيعية المحيطة، ومع المباني المجاورة، إضافة إلى توفير المعالجات الفنية البصرية، لضمان عدم تداخل هياكل الأعمدة وكابلاتها مع البيئة الطبيعية في المنتزه، والمباني القائمة. المخيمات العائلية الخطة التنفيذية الشاملة لتطوير متنزه الثمامة تشتمل على إقامة 450 مخيماً في منطقة التخييم العائلية التي تبلغ مساحتها 1500 هكتار (15.000.000م2) تقع في الجنوب الغربي للمدخل الرئيس من المتنزه.