لقد قرأت ما كتبه الدكتور علي شويل القرني في جريدة الجزيرة يوم السبت 20-11- 1425ه يطالب فيه بإيجاد سينما في بلادنا وطبيعي أن يكون هناك مؤيدون لتوجه الدكتور وهناك رأي آخر يعارض مطلب الدكتور فما الحل؟ لننظر للتجارب من حولنا والدراسات ثم نخرج بنتيجة هل وجود السينما مضر أم لا؟. ففي دراسة قامت بها (منظمة الائتلاف الدولي ضد العنف التلفزيوني) وقد استمرت الدراسة 23 سنة كان من نتائجها ما يلي: 1- إن هناك علاقة بين أفلام السينما في الستينات وبين ارتفاع معدل الجريمة في السبعينات والثمانينات. 2- ما يتراوح بين 25% إلى 50% من أعمال العنف في العالم سببها مشاهدة أفلام العنف والدراسة الثانية قامت به جالوب في عام 1954م أن 70 من الآباء يلقون اللوم على قصص الجريمة والعنف في حدوث ظاهرة جنوح الأحداث، يقول مروان كجك مما لا شك فيه أن الإجرام له أسباب عديدة منها الرواية والسينما والاضطراب النفسي ومما لا شك فيه أن التلفزيون من أهم الأسباب والدراسة الثالثة أجريت على طلاب من جامعات مختلفة، الأزهر، عين شمس والإسكندرية وغيرها وظهرت أنها تساعد على انحراف الشباب ولا تنسجم مع عاداتنا وتحطم القيم الدينية، أما قولك إنها مثلها مثل ما سبقها من وسائل الإعلام السابقة فهذا غير صحيح فالمسلسلات هي المسؤولة عن منع التعدد والأفلام القديمة (أبيض وأسود) تطالب بخروج المرأة بل في أحد الأفلام تصور فتاة تخرج مع الشباب وتختلط معهم وتضحك وهي شريفة لم يمسها أحد بينما الفتاة الأخرى وهي المؤدبة لم تكن شريفة والهدف من القصة تشجيع الخروج والاختلاط مع الرجال وإذا لم تختلطي فأنت مثل الفتاة التي يقول الفيلم إنها لم تكن شريفة، أيضاً لماذا جمعية حقوق المرأة ثاروا على مسلسل الحاج متولي لأنهم يعلمون أن المسلسلات والأفلام ستؤثر في الناس وبالتالي ما بنوه في سنين، مسلسل واحد يلغي جهودهم فحاربوه أيضاً، أما الشاب متدين هذا ليس بحجة فمثلاً أول من دعي إلى فصل الدين عن الدولة هو خريج من الأزهر ، وعن أثرها على الأخلاق فقد أجرى عبدالرحمن عيسوي دراسة في لبنان أثبت 72% يرون أن التلفزيون يضر أكثر مما ينفع ويقول حسن العادلي مدير مكافحة الآداب بالجيزة إن سبب انتشار المعاكسات (انتشار الفيديو ونوادي الديسكو وعروض الأفلام على شاشات السينما والتلفزيون ويقول المفتش هربرت وكيس: (لا يوجد جريمة اغتصاب ثم قتل في تاريخ إدارتنا إلا كان القاتل قارئاً للمجلات الداعرة والأفلام الخليعة)، وقد ذكر الشيخ محمد الدويش بعض الأمور المهمة وسأعلق على بعضها، منها إضعاف الولاء والبراء بأن يحب البطل القوي أمثال رامبو وغيره يقول الشيخ محمد الدويش لقد قرأت في أعداد هذا الشريط (حصاد الأفلام) دوريات وصحفاً وجدت الجميع مجمعين من كفار وعلمانيين على خطر الأفلام والسينما وجاء في التعليق من الكاتبة كافية على سوبر مان أنه قادر ونحن لا نقدر ويعرف ما لا يعرف البشر وهو عادل وكريم ومدافع عن الحقيقة تقول الدكتورة كافية رمضان لا شك أن مثل هذه الأفكار من تقديس الأمريكي لا يستطيع الطفل التخلص منها وتقول كافية بالنسبة لصورة المأذون الشرعي فإنه يصور على أنه شخص من السهولة خداعه ولا يبحث إلى عن ملء جيوبه. ومصطلح (المحافظة ولا تعارض قيمنا) مفهوم مطاطي كل يفسره على حسب توجهه الفكري يقول الشيخ محمد الدويش لو طبق المفهوم الصحيح للرقابة فعلاً وهي منع لما يعارض ديننا لما عرض أي فيلم وهناك للأسف لقطات في المسلسلات الخليجية بأن يقبل الفنان يد الممثلة أو رأسها بحجة أنها أمه. وقد أصبحت اهتمامات الشباب في أخبار الفنانين وتطبيق ما تعلمه من طرق الغزل من المسلسلات مثل القول بأني لا أستطيع أن أعيش من غيرك.. إلخ، وقد تسبب في انهيار الأسرة فيرى من الجميلات في التلفزيون سواء كانت ممثلات أو مذيعات ويقارنها بزوجته أو يكون سبب هذه الأفلام التفكير بالسفر إلى الخارج، ففي دراسة للدكتور عبدالرحمن الشاعر أن 53% ممن يشاهد الأفلام يريدون السفر للخارج أي أن السينما لو أقرت ستعمل ضد السياحة الداخلية في بلادنا، وهنا الأثر الاقتصادي ففي عام 1982م صرف بالمملكة من أجل شراء أجهزة الفيديو في ذلك العام فقط 475 مليون وعلى شراء أشرطة 102 مليون، أي نصف مليار أهدرت في الأفلام، فلو صرفت هذه الأموال في تشجيع السياحة الداخلية أو القضاء على البطالة أليس أفضل من صرفها في مشاهدة السينما، كما أن ذلك سبب في عدم القراءة ففي دراسة عبدالرحمن عيسوي أن 64% يرون أن التلفاز سبب في صرفهم عن القراءة كما نعلم أن مثقفينا ومشايخنا لم يصلوا ما وصلوا إليه إلا بالقراءة.