ينقطع الإرسال في الهاتف عندما لا يقوم صاحبه بشحنه بمبلغ من المال لحساب شركة الاتصالات، فيرد جهاز التسجيل بصوت موظف البدالة، عفواً إن الهاتف المطلوب غير موجود في الخدمة مؤقتاً، كذلك الحال بعقول البشر عندما تصبح متحجرة خارج العمل لا تميز بين ما يضرها أو ينفعها وينفع بلادها وأمتها وتحاول أن تتزود بسلاح الإيمان والمعرفة بأمور دينها من العلماء والأئمة والمفكرين الصالحين فإنها تصبح خارج الخدمة. نعم إنها عقول خارج الخدمة مؤقتاً بسبب شحنها بأفكار هدامة وشريرة تستبيح قتل المسلمين والمؤتمنين وتسعى في الأرض فساداً. ونلاحظ عندما تقع تلك العقول المشوشة بأيدي رجال الأمن البواسل الأحرار العيون الساهرة على راحة وأمن كل مواطن، وفي الحقيقة مهما قلت من عبارات لا أستطيع أن أوفيهم حقهم، فهم عندما يوضحون الطريق إلى هؤلاء المغرر بهم ويعلمونهم أن ما أدخل عليهم أفكار شريرة ما أنزل الله بها من سلطان والدين بريء منها يندمون أشد الندم ولكن لا ينفع الندم على ما فرطوا في جنب الله ثم أهلهم وأمتهم وبلدهم، وكم كانوا أداة ضعيفة تافهة بأيدي الذين شحنوهم وغذوا أفكارهم بالقتل والدمار والفساد في الأرض بعد أن أصلحها الله بولاة الأمر المسلمين. ولكن قد تكون خارج الخدمة نهائياً عندما لا ينفع معها دعوة صالحة ولا نصيحة ولا تصحيح أي عندما تتبنى فكر القتل بحجة الجهاد الذي هم عنه بعيدون أشد البعد، فيصبح فكرهم الانتهاء من الحياة بأسرع ما يمكن إلى جنة الخلد حسب زعمهم، ألا يكفيهم أنهم تعدوا على الله سبحانه وتعالى في ضمانهم جنته لأنفسهم والتكفير لولاة الأمر والمسلمين في أرض الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية، أليس بالله عليكم هذه العقول خارج الخدمة نهائياً.