أولت حكومتنا الرشيدة اهتماماً منقطع النظير بالطفولة وتنشئتها تنشئة صالحة من أجل إعدادها للحياة حتى تسهم في بناء الوطن والمواطن ولا ريب أن ذلك التوجه السامي الكريم نحو النشء، انما يجيء نحو ما تمليه الفطرة الإسلامية لغرس المبادئ الإسلامية الحميدة في نفوس الناشئة وهذا بلا شك من المطالب الضرورية لوزارة التربية والتعليم حيث نظمت اللجنة الوطنية السعودية للطفولة بوزارة التربية والتعليم ندوة بعنوان (الطفولة المبكرة: خصائها - احتياجاتها) في المدة من: 26 - 28 شعبان 1425ه وذلك في رحاب مركز الملك فهد الثقافي تحت رعاية سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني .. ورعاية سموه لهذه الندوة تأتي إدراكاً منه - حفظه الله - نحو الدور الريادي والتربوي الذي يقع على عاتق أبناء وطنه التربويين.ومرحلة الطفولة، كما هو معروف، مرحلة خاصة جداً من حيث الاعتناء والاهتمام بها فهي الأساس لإعداد الفرد وتكوين اتجاهاته وشخصيته ونموها، فهذه المرحلة تحتاج منا كآباء وتربويين ومعلمين مراعاة جوانب هذه الشخصية الأخلاقية والتعليمية وإكساب المهارات التربوية والمعارف المختلفة ومراعاة الجوانب النفسية والانفعالية والاجتماعية فلا بد ان يعي الجميع خصائص هذه المرحلة ونموها من كافة الجوانب الآنفة الذكر من أجل ان تكون شخصية الطفل شخصية سوية ومتزنة وهذا الأمر مطلب ضروري في ميدان التربية والتعليم. كما أن دور المنزل لا بد ان يكون دوراً مفعلاً وذا أهمية كبيرة ومسئولية كبيرة تقع على عائق الوالدين باعتبار ان التنشئة تبدأ من محيط الأسرة (الأب والأم) فالطفل بطبيعته يحتاج إلى تشجيع وحفز ومعززات لكي يكرر السلوك المرغوب فيه ويبتعد عن السلوك غير السوي .. فحريٌ بالآباء والأمهات والمربين والمربيات أن يشبعوا حاجات الطفل المختلفة والاطلاع على كتب الطفل وإثراء الثقافة من هذا الجانب والالتحاق ببرامج الطفولة من أجل التدريب والاطلاع على كل ما يهم الطفل في حياته .. كما ان عالم الطفل التربوي يحتاج إلى كوادر مؤهلة تأهيلاً تربوياً ونفسياً ولديها خبرات واسعة وتمتلك الكثير من العلوم والمعارف حتى تتمكن من تلبية ما يحتاجه الطفل وإعداد جيل صالح قوي للحياة .. وفق الله القائمين على هذه الندوة ولكل جهودهم ومساعيهم. (*) عضو الجمعية السعودية للتوحد - عضو الجميعة السعودية للعلوم التربوية والنفسية (جستن).
