كلنا ينتظر الإجازة الصيفية بفارغ الصبر وهذا أمر طبيعي، فالجسم مثل الآلة يحتاج إلى الراحة والاسترخاء مرة في السنة على الأقل حتى يجدد نشاطه ويستعيد حيويته ويعود لعمله على أحسن حال، وبداية الإجازة مصحوبة بشعور ملؤه التفاؤل والأمل والسعادة.. بينما تكون العودة مصحوبة بالانقباض، وهذا أمر طبيعي ولا سيما إذا كان العمل مرهقاً ولكن لا يلبث الإنسان حتى يزول عنه هذا الشعور بالتدرج وتعود الأمور إلى مجاريها شيئاً فشيئاً. اليوم ابتدأت الإجازة وجميع المراحل الدراسية قد أتمت امتحاناتها والصغار الأعزاء قد أخذوا نتائجهم وبدأت جدياً تفكرين في الإجازة. فماذا قررت.. جربي أولاً أن تراعي ميزانية زوجك وظروف عمله.. فهل تسمح لك بقضاء الإجازة خارج البلاد أم في الطائف أم في بلدك..؟ إذا فكرت بقضاء الإجازة خارج البلاد ماذا أعددت لذلك؟ أنصحك بألا تعدي إلا قليلاً من الملابس والضروريات حتى لا تتحملين مشقة في الحل والترحال، وأنك لا بد ستقومين بشراء أشياء كثيرة جديدة، ولن تحتاجي إلى حاجاتك القديمة في الإجازة القصيرة.. لا تنسي أن تودعي قريباتك وصديقاتك ولو بالهاتف. أما إذا كنت ستقضين الإجازة في الطائف فأنصحك أيضاً بألا تثقلي على نفسك فقد أصبحت الطائف اليوم مصيفاً زاهراً متوفراً فيه كل شيء ولله الحمد. وإذا كانت ظروفك وظروف الأولاد لا تسمح لك بقضاء الإجازة كلها فيكفيك عشرة أيام في مخيم هادئ في الهدى تستعيدين فيه نشاطك وحيويتك. وإذا كنت ستبقين في بلدك وكانت ظروف زوجك لا تسمح لك بالسفر فلا تنكدي على زوجك وأولادك وبإمكانك أن تخلقي في بيتك جواً لطيفاً تقضين فيه على الملل والكآبة. نظمي وقتك ووقت الأولاد وقسميه بين الواجبات والأعمال والتسلية والترفيه حتى لا تشعرين بالملل.. فليست الإجازة كل شيء وإنما الهدوء والاستقرار أهم من كل شيء.