كان (أحمد السباعي).. موضوع ذلك المساء..وكان الرائد والمؤرخ والأديب والصحفي و(المسرحي) المؤسس.. من المكانة والقيمة.. ما جعل مدير الأمسية ومقدمها الأستاذ: نايف فلاح.. يذكر أن تناهي اسمه (إشارة) كفيلة باستعادة عرض الريادة والتأسيس الثقافي في الحجاز.. إذ كان (السباعي).. المدماك الأوكد المتجلي رسوخاً وإنجازاً في أكثر من مضمار.. وأكثر من كتاب.. ليوثق عنوان الندوة الأدبية التي أقامها نادي المدينةالمنورة الأدبي تحت اسم (أحمد السباعي.. صحفياً ومربياً)... يبدأ الأستاذ: أسامة بن أحمد السباعي.. في فك.. دلالات الوصف الأخير (مربياً).. من واقع معايشة أبوية تربوية وثقافية.. تؤسس للقيمة وللإنسان- الأبناء في محيط أسري.. وطد (السباعي الأب) روح الأبوة فيه.. بوعي المثقف.. وألفة المحيط.. الذي قدر للسباعي أن يلم أكنافه.. ويبثه مفردات الحوار مبكراَ..! (مواقف) كثيرة ساقها أسامه السباعي مع والده في ظروف متباينة وأزمنة متعددة.. تجسد رؤية السباعي التربوية.. وإدراكه لموقفه ودوره الداخلي الأول.. في تربية أبنائه.. لم تكن منفصلة بحال عن مساره الثقافي والفكري.. حداً.. شرب منه أسامة حب الصحافة ودراستها.. والعمل فيها.. ليلية الباحث الأستاذ محمد عبدالرزاق القشعمي.. الذي عرض إلى أهم ملامح السيرة الثقافية للسباعي.. ومشيراً إلى مهادات اهتمامه الثقافي، منذ ولادته.. وتعليمه الأول.. وتأسيسه لمجلة قريش. وافتتاحياته الصحفية لها عبر مقالات تشير مضامينها إلى وعيه الثقافي والاجتماعي.. كما تتبع القشعمي.. إشارات ذلك الوعي في مقالات نشرها السباعي في جريدة أم القرى.. وصوت الحجاز.. وكتابه (أيامي).. محاولات القشعمي.. لم تقتصر على السباعي (صحفياً) بل حاولت الإلمام.. ببنيته الثقافية.. وتطور خطابه وصلته برواد الحركة الثقافية في الحجاز.. كعبدالوهاب أشي، ومحمد سرور الصبان، والفلالي والزيدان ومحمد حسن عواد. كما تطرق إلى أسباب توقيع بعض مقالاته بأسماء مستعارة.. وإلى ريادته المسرحية.. المتمثلة في تأسيسه للمسرح بعض المقالات التي تعبر عن رؤيته النظرية لأهمية المسرح والتمثيل.. وتأسيسه لجريدة الندوة وما واكب تلك الفترة من ظروف ومتغيرات..! وقد اتضح من ورقة القشعمي، إلمامه الدقيق.. بمناخ تأسيس الصحافة في الحجاز وروادها.. ومدى تماسها بالواقع الاجتماعي والثقافي..! وقد حرص القشعمي.. على قراءة.. بعض المجتزءات من سيرة السباعي (أيامي) باللهجة الحجازية التي بدا مدى إلمام القشعمي بها إلماماً.. أبهج الحضور.. في محاولة لكسر رتابة ونمط الإلقاء النظري.. وقد أوجز القشعمي أهمية السباعي الفكرية والثقافية في نقاط منها - أنه أول من ناقش موضوع المرأة في الصحافة السعودية. - أنه أول من ألف كتاباً مدرسياً بعنوان (سلم القراءة العربية). - أنه أول من أسس مسرحاً في المملكة. - أنه أول من كتب السيرة الذاتية في الأدب العربي في المملكة. وقد أجاب المحاضران.. على بعض مداخلات الحضور في الجزء الأخير من الوقت المخصص للندوة.