أعلنت شركة الاتصالات السعودية مؤخرا عن نيتها تخفيض رسوم الاشتراك في الهاتف الجوال الى ألف وخمسمائة ريال بعد دراسة مستفيضة قامت بها الشركة على قطاع الاتصالات وتحديدا بعد تسلم شركة اريكسون السويدية توسعة الهاتف الجوال بالمملكة وادخال عدد من الخطوط العاملة، وقد تجاهلت الشركة أهم ما في الأمر وهو تخفيض قيمة المكالمات التي تعد مرتفعة عالميا مقارنة ببقية الدول الاخرى حيث ان تخفيض الرسوم إلى النصف لايهم المشترك بأي حال من الاحوال فالمبلغ الحالي المتمثل في ثلاثة آلاف وخمسمائة ريال لا يعتبر ثقلا على كاهل المشتركين وذلك لأنه يدفع من قبل المتقدم لهذه الخدمة مرة واحدة في العمر وبذا لن يضره بشيء ولكن ما ينشده المواطنون على وجه التحديد هو تخفيض الرسوم الشهرية التي لم تطلها التخفيضات نهائيا والمتمثلة بستين ريالا شهريا أي بمعدل ريالين لكل يوم وكذلك تخفيض قيمة المكالمات وبخاصة المحلية منها لانها في الحقيقة هي سبب عزوف العديد من الناس عن التقدم للاستفادة من هذه الخدمة الهامة التي أصبحت في وقتنا الحالي من ضروريات العصر فهي تربط المشترك بأسرته وعمله وتساعد على انقاذ أرواح المصابين في حوادث الطرق السريعة كما قد تساعد متعطلا على الطريق وغير ذلك من الفوائد التي يجنيها منه الانسان لصغر حجمه وخفته وسهولة نقله من مكان لآخر بما يجعله مرتبطا دائما بمن حوله من العالم الذي أصبح أشبه ما يكون بقرية كونية صغيرة تحققت بسبب القفزات الهائلة في وسائل الاتصالات والمواصلات، فليس من المعقول مثلا ان تكون تكلفة المتصل هي نفسها على الدوام سواء داخل محافظة او مع بقية المحافظات الأخرى بالمملكة الى درجة ان تصل قيمة المكالمات لبعض الأشخاص أكثر من خمسة آلاف ريال أليس هذا مبلغا خياليا لمستخدم داخل مدينة واحدة تضاف الى أعبائه اليومية من مصاريف الأسرة والأبناء وسداد فواتير الهاتف العادي والكهرباء والماء وغير ذلك من مستلزمات الحياة ؟ ان ما يثير التساؤل في النفوس ان تكون دول قريبة مجاورة ليس لها جميع امكانياتنا وقدراتنا وتجد أن أسعار الاتصالات عندهم أرخص بكثير منا سواء برسوم الاشتراك أو تعرفة المكالمات مما حدا بالمشتركين هناك الى الاقبال على هذه الخدمة الهاتفية بدرجة كبيرة أصبح الجوال معها في متناول الجميع حتى من أصحاب الدخل المحدود وسكان القرى والباعة في الطرقات وكل ذلك دليل انه متى اتجهت الشركة الى تخفيض رسوم الاشتراك بل والمكالمات للهاتف الجوال فانها بلاشك ستجذب العديد من المشتركين وبالتالي فان ما تقدمه حاليا من خدمات لعدد محدود من المشتركين سيضاعف وهنا تستعيد الشركة ما دفعته من تكاليف لتقديم الخدمة وتركيب الأبراج وتوسعة الهاتف الجوال مستقبلا وستعوض بكثافة المشتركين ما خفضته من رسوم وتعرفة، ان ارتفاع الخدمة لدينا جعل حتى أصحاب الجوالات السابقين الذين اشتركوا في فترة سابقة يراجعون أنفسهم بعدما تسببت مكالمات بسيطة في جعلهم يستدينون قيمة سداد الفاتورة الأمر الذي حدا بالبعض الى جعله اكثر الأحيان مستقبلا للمكالمات فقط، فيما وضعه آخرون كالبيجر حيث يتصل الشخص على صديقه ثم يفصل فيعرف الصديق صاحب الرقم ليتصل به من أي هاتف عادي، ورغم ان العديدين حاولوا وضع ميزانية تقشف لاستخدام الجوال الا انهم لم يفلحوا بذلك لأنهم اولا وأخيرا اشتركوا فيه للاستفادة منه فمتى تعي الشركة ذلك، وتقوم على تخفيض أسعاره حتى لا يصبح هما يؤرق المشتركين وعقبة أمام من يحاول الاستفادة منه. محمد بن راكد العنزي محافظة طريف