الى صفحة (مدارات شعبية) الغراء تحية طيبة وبعد: في عدد الاثنين 12 محرم 1421ه ورد استفسار (لا يخلو من شغف وعاطفة نسائية) من الاخت طيف احمد من الوشم عن قصيدة (لي بنت عم) ما وطت درب الادناس) وليس كما ذكرت الاخت (الانجاس)؟! هذه القصيدة التي بلغت شهرتها الآفاق وسار بها الركبان وتناقلها الرواة على مختلف انتماءاتهم مما جعلها عرضة للتصحيف والتحريف والزيادة والنقص. اولا: القصيدة مطلعها ليس كما ذكر وشاع (لي بنت عم) بل (يا راكبٍ ثنتين يشدّن الاقواس): وهي للشاعر علي الاطرق الجعاري السويدي من سنجارة من شمر وهو الشاعر الذي اتفق عليه الرواة وباجماع منقطع النظير وبحكم بحثي عن القصيدة منذ سنوات عدة, والشاعر المذكور من ارق اصحاب الغزل وأوصف الشعراء لأحوال النساء وهو من قوم اشتهروا بالشعر ونذكر منهم الشاعر الكبير رشيد بن طوعان وشاعر الحكمة عدوان الهربيد والشاعر الفارس حسين الذنيب. اما الزوجة فتدعى (ثريا) وهي فعلا ابنة عم الشاعر المذكور الذي ندم كثيرا على طلاقه لها، وعندما حاول استرجاعها بعد مدة واذابها قد تزوجت رجلا من فخذ (الذيابه) من الغيشة من شمر ومازالوا بهذا الاسم حتى كتابة هذه السطور، وهم ايضا من فخذ) بعيدنسبيا عن (فخذ) الشاعر المذكور الذي انصدم بزواجها بل إنها في الشهور الاولى من الحمل من زوجها الجديد وعندما شاهدها قال متوجدا: في بطنها ذيب وفي ظهرها ذيب حالوا تفافيق الدغيرات دونه حالوا عليها مبعدين المصاليب واللي يجيهم عايل يذبحونه والقصيدة اطول من ذلك، والدغيرات من اكبر تفريعات شمر. ثانيا: من باب تصحيح الرواية سنة وأدبا وللأمانة نذكر ما يلي: من الرواة وهم قلة من نسبها الى الشاعر الكبير راضي بن فهيد بن فاران الرمالي وهو ايضا من سنجارة من شمر ونحن هنا لا نطعن في هذه الرواية (اطلاقا) ولكننا نرجح الشاعر الاول بما ورد الينا من روايات اكثر دقة. ثالثا: ذكرت القصيدة في كتاب (آدابنا الشعبية) للاستاذ منديل الفهيد، وقد نسبها بالخطأ لشخص من قبيلة (بلي) العريقة. واقول بالخطأ لان لغة (لهجة) القصيدة كانت واضحة المفردات قادرة على اختراق الآذان لامتلائها بروح المفردة السهلة التي تخص قبيلة شمر. كما ان (بيئة) القصيدة ايضا كانت واضحة وقد ذكر الشاعر اماكن ومعالم لا يعيها الا ابن المنطقة وأقصد بالطبع حائل، مثل جبل (رمان) الشهير. لغة القصيدة وبيئتها ومحيطها العام عوامل اساسية في ترجيح نسب القصيدة وهي من اشهر سامريات المنطقة قديما. رابعا: القصيدة كما صححت مطلعها للاخت السائلة موجودة لدي كاملة وهي تتجاوز الثلاثين بيتا لا يتسع المقام لذكرها ولكن سأذكر بعضاً منها على غير ترتيب: لي بنت عم ما وطت درب الادناس ما دنست يوم النسا يدنسن ضربتها وانا احسب الضرب نوماس طلقتها يوم اخفت العقل مني محذا سماد البيت ومشاقة الراس ثلاث لا يبكن ولا ينبكني الى ان قال: لو ينشكي حبه على حمر الاطعاس صارن شعير وحنطة يوكلني لو ينشكي حبه على ذيب الاخماس يرتع مع الطليان ولا يجفلني لو ينشكي حبه على الطير قرناس اضحى الضحى بمويكره مستكني لو ينشكي حبه على قب الافراس عين نهار الكون لا يفزعني لو ينشكي حبه على الميت ما ناس يصيح من بين اللواحد يوني كل الشكر للسائلة التي ذكرت الساحة بشعر رحل بل اندثر من صفحاتنا الشعرية المتخمة بالآراء الضائعة والاشعار المكسورة؟! راضي المصارع الرياض ** المحرر: في عدد الجمعة القادمة هناك اكثر من رد,, يحمل كل منها وجهة نظر مختلفة وينسبها لشاعر آخر,ونحن كما تعود قارئنا الكريم نطرح القضايا,, ونبحث عن الرأي الارجح بين الآراء الكثيرة التي تناقش اي قضية تطرح في (مدارات) او (تراث الجزيرة) وسنكون عند حسن ظن الجميع في سعينا الدائم لاستمرار الثقة بيننا وبينهم وبذل قصارى الجهد لتحقيق الروايات المتضاربة عن اي فن من فنون والوان تراثنا الشعبي العريق.