وجه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني كلمة أمس بمناسبة انطلاق المرحلة الثالثة من الحملة الوطنية لتوعية المواطنين والمقيمين في المملكة بأهمية ترشيد استخدام الماء والمحافظة عليه أكد فيها بان الماء نعمة كبيرة من نعم الله تعالى علينا فحياة كل كائن مخلوق مرتبطة بها فهي نعمة تستوجب منا الشكر والحمد لله تعالى والابتعاد عن الاسراف في النعم كما يأمرنا ديننا الحنيف بالتعقل والترشد في كل أمر من أمور حياتنا الدنيوية اذ قال الحق سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين . لاشك ان الجميع يدرك طبيعة بلادنا المناخية المتمثلة في شدة الحرارة والجفاف وقلة الأمطار وانعدام البحيرات والأنهار الجارية الا انه بالرغم من هذه الظروف المناخية القاسية فقد استطاعت الدولة -بحمد الله تعالى- من توفير الماء العذب لكافة المواطنين والمقيمين على أراضيها اذ تم خلال الخطط الخمسية المتعاقبة على البلاد تنفيذ آلاف المشاريع المائية القائمة على الآبار الجوفية وتحلية مياه البحر وانشاء السدود في معظم مدن ومحافظات وقرى وهجر المملكة العربية السعودية مع رصد الأموال اللازمة سنويا لعمليات التشغيل والصيانة لهذه المشاريع المهمة. أيها الاخوة والأخوات,. ومع توفر هذه المادة الحيوية نلاحظ تدني الوعي والاهتمام بهذه النعمة اذ انتشر لدى البعض ظاهرة عدم المبالاة في استخدام الماء الى حد الاسراف في استعماله بعيدا عن روح المسؤولية ومنطلق المواطنة الصادقة مما أوجب على الحكومة ان تضع في قائمة أولوياتها أهمية التوعية والترشيد في استخدام الماء والمحافظة عليه. واستجابة لهذا الواجب الديني والمطلب الوطني فقد قامت وزارة الزراعة والمياه في العامين الماضيين بحملات وطنية مكثفة لتوعية المواطنين والمقيمين في المملكة العربية السعودية بأهمية ترشيد استخدام الماء والمحافظة عليه,, ويسرني في هذا اليوم الأربعاء الموافق 14/1/1421ه أمس أن أبارك انطلاقة المرحلة الثالثة من هذه الحملة الوطنية تحت شعار الماء سر الحياة داعيا الجميع للاسهام والمشاركة الفعالة في انجاحها والتجاوب مع أهداف التوعية وبرامج الترشيد المرجوة من هذه الحملة حتى نستطيع جميعا المحافظة على الماء كأغلى ثروة في الوجود تدوم لنا ولأجيالنا القادمة بإذن الله تعالى,, آخذين في الاعتبار ان الاقتصاد في استخدام الماء واجب شرعي ومطلب وطني وعامل مهم في توفير الانفاق العام فلنعمق هذا المفهوم والتصرف الحضاري في نفوسنا ونفوس أبنائنا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته,.