نفذ السوريون في هضبة الجولان التي تحتلها اسرائيل أمس الاثنين اضرابا عاما بمناسبة الاحتفال بذكرى جلاء القوات الفرنسية عن سوريا. وتظاهر مئات من السوريين في مجدل شمس كبرى بلدات الجولان وهم يرفعون الاعلام السورية مطالبين بعودة الهضبة الى سوريا. وقد تمركزت قوات الأمن الاسرائيلية التي وضعت في حالة تأهب في مواقع على مسافة من البلدة التي جرت فيها التظاهرة. يذكر ان حوالي 18000 سوري معظمهم من الدروز يعيشون في هضبة الجولان المحتلة. وبعد ان أعلنت اسرائيل ضم الهضبة في 1981م، رفضوا الجنسية الاسرائيلية. يذكر ان المفاوضات بين سوريا واسرائيل مجمدة منذ كانون الثاني/ يناير, وتتناول نقطة الخلاف الرئيسية خط الحدود بعد انسحاب اسرائيلي من هضبة الجولان التي احتلتها اسرائيل في حزيران/ يونيو 1967م. وتطالب سوريا بأن تنسحب اسرائيل الى خط الرابع من حزيران/ يونيو 1967 مما يسمح لها بالوصول الى الضفة الشمالية الشرقية لبحيرة طبرية, وترفض اسرائيل ذلك مؤكدة انها مستعدة للانسحاب من الجولان بأكمله تقريبا مقابل السلام. هذا وقد أحيت سوريا أمس الاثنين الذكرى الرابعة والخمسين لجلاء قوات الاستعمار الفرنسي عنها، بالتأكيد على عزمها وتصميمها على تحرير مرتفعات الجولان من الاحتلال الاسرائيلي. وقالت صحيفة سيريا تايمز الناطقة بالانجليزية في مقال افتتاحي ان سوريا مصممة الآن وأكثر من أي وقت مضى على استعادة هضبة الجولان كاملة وحتى خط الرابع من حزيران / يونيو لعام 1967م. وأضافت الصحيفة ان الجولان جزء لا يتجزأ من استقلالنا الوطني وسوريا لن تتخلى أبدا عن هذا الجزء . ويذكر ان سوريا كانت قد بدأت مباحثات سلام مع اسرائيل في عام 1991م الا أنه لم يتحقق أي تقدم يذكر في تلك المباحثات. ولقد أخفقت المفاوضات السورية الاسرائيلية بشكل رئيسي بسبب مسألة استعادة الجولان التي احتلتها اسرائيل من سوريا في حرب عام 1967 حيث تصر سوريا على استعادتها كاملة وحتى خط الرابع من حزيران/ يونيو لعام 1967 فيما تصر اسرائيل من جهتها على الاحتفاظ ببحيرة طبريا والتي هي مصدر رئيسي لمياه الشرب في اسرائيل. وعلى الصعيد اللبناني نفذت أمس الاثنين عائلات 13 معتقلا لبنانيا أرجأت اسرائيل الافراج عنهم اعتصاما رمزيا في المكان الذي كان من المفترض ان يستقبلوا فيه العائدين. وأفاد مراسل فرانس برس ان الأهالي الذين رفعوا صور أولادهم اعتصموا عند حاجز الجيش اللبناني في كفرتبنيت الذي يبعد مئات الأمتار عن معبر كفرتبنيت أحد المعابر الخمسة التي تربط المنطقة التي تحتلها الدولة العبرية في جنوبلبنان بسائر الأراضي اللبنانية. واعتبر محمد صفا رئيس لجنة المتابعة لدعم قضية المعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائيلية ان تأجيل اطلاق سراح المعتقلين هو محاولة لابقاء المعتقلين كرهائن وقال في تصريح صحافي أدلى به في مكان الاعتصام: القضاء الاسرائيلي أداة بيد الحكومة الاسرائيلية مشيرا الى عزم أهالي المعتقلين تصعيد التحرك في لبنان وخارجه اذا لم يتم اطلاق سراحهم. وكان من المفترض ان يتم اطلاق سراح المعتقلين الاداريين ال13 صباح اليوم أمس الاثنين لكن ادارة السجون الاسرائيلية أرجأت اطلاق سراحهم في اللحظة الأخيرة بعد طلب اسئناف لقرار الافراج تقدمت به منظمة يمينية متطرفة هي رابطة ضحايا الارهاب العربي . وتنعقد المحكمة الاسرائيلية العليا اليوم أمس للنظر في طلب الاستئناف.