بدعوة كريمة وبمهاتفة مشكورة من معالي الأمير فهد بن خالد السديري لحضور حفل جائزة معالي الأمير خالد بن أحمد السديري للتفوق العلمي للعام الدراسي 1419/1420ه والذي أقيم مساء الخميس الماضي تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية حيث جاء تشريف الأمير نايف بن عبدالعزيز لحفل الجائزة لفتة أبوية كريمة من لدن سموه وتدل دلالة صادقة على مدى ما يوليه قادة هذه البلاد للعلم وطلابه والذي هو امتداد للدعم والاهتمام الذي يجده التعليم من أول وزير للمعارف وراعي مسيرة التعليم الحديثة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وكذلك ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز رئيس مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهوبين. ولا شك أن جائزة الأمير خالد بن أحمد السديري للتفوق العلمي والتي تعتبر من أقدم الجوائز التشجيعية أحدثت تنافساً علمياً بين طلاب محافظات الغاط والزلفي والمجمعة منذ اقرارها قبل ثلاث سنوات 1418ه بعد انتقالها من مقرها سابقاً منطقة نجران مما كان لها من أثر عظيم في نفوس طلاب العلم في تلك المحافظات. لقد أصبحت هذه المناسبة وغيرها من المناسبات سنة سنوية حميدة في جل مناطق المملكة ومحافظاتها حتى انه لا يمر شهر أو شهران إلا ونسمع اقامة احتفال هنا وهناك مما انعكس بالايجاب على ابنائنا وبناتنا طلاب وطالبات المؤسسات التعليمية والتربوية وتكريم العلم وأهله من خلال الاعتراف بجهود طلبة العلم الذين بذلوا قصارى جدهم واجتهادهم ليحظوا بشرف الحصول على هذه الجوائز التشجيعية ليس لقيمتها المادية فقط وانما لقيمتها المعنوية حتى أصبحت حافزاً لطلاب العلم لتقديم المزيد والمزيد للوصول إلى أعلى مراتب العلم في جميع ميادينه. إن حمل هذه الجائزة لاسم خالد بن أحمد السديري إنما هو أقل ما يقدم للأمير الراحل تغمده الله بواسع رحمته فلقد عرف عنه اهتمامه بالعلم والعلماء ورعايته لمسيرة التعليم ورعايته المتعلمين في كل سنوات حياته العملية حينما عمل حاكماً ادارياً في عدد من مناطق المملكة في تبوك ثم في الدمام ثم في جازان ثم في نجران فأولى التعليم عنايته الفائقة حيث عمل على انتشاره بكل مراحله الدراسية حسب الظروف المتواضعة المتاحة له في ذلك الوقت ووقف وقفة صادقة مع الشيخ الجليل والمربي الكبير عبدالله القرعاوي يرحمه الله رحمة واسعة فسانده ووقف معه في ظل امكانيات مادية متواضعة وظروف حياة صعبة ومع ذلك استطاع جزاهما الله كل خير ان يضعا أولى اللبنات التعليمية للتعليم في جزء غال من بلادنا وذلك بافتتاح بعض المدارس والمعاهد وتعليم ابناء وأهالي تلك البلاد أمور دينهم ودنياهم. لقد آزر الأمير خالد السديري الشيخ عبدالله القرعاوي خير مؤازرة مما انعكس بالايجاب على جهود الشيخ عبدالله القرعاوي الخيرية التي كان لها أثر طيب على أهالي منطقة جازان حيث التحق المئات بل الآلاف من أبناء المنطقة في المدارس والمعاهد الدينية واستمروا ينهلون من العلم حتى صار الكثير منهم من رجال التعليم والقضاء في الكثير من مناطق المملكة المترامية الأطراف. إن هذه الجائزة وغيرها من الجوائز التشجيعية السنوية التي تحظى بها جل مناطق المملكة ومحافظاتها لخير شاهد على ما توليه المملكة العربية السعودية من اهتمام بالعلم وطلابه كما انها ساهمت وتساهم مساهمة فعالة على التفوق والتألق والإبداع بين الطلاب والطالبات وكذلك المعلمين. إن الحديث عن العلم والتعليم في بلادنا الغالية منذ أن وحدها ولم شتاتها الملك عبدالعزيز يرحمه الله وحتى عهدنا الزاهر لهو حديث يطول ولا يمكن أن توفيه حقه الالماحات العجلى وما انشاء الجوائز العلمية والتشجيعية في مختلف أرجاء المملكة إلا شاهد حضاري على ما يجد هذا القطاع من اهتمام وتشجيع من المسؤولين في هذه البلاد حيث ان هذه الجوائز ساعدت وسوف تساعد على التحصيل العلمي لدى ابنائنا وبناتنا وسوف تساهم على اكتشاف اصحاب المواهب والقدرات حيث ان المعروف ان رعاية الموهوبين تعتبر مظهراً من مظاهر الرقي والتقدم لدى الأمم المتقدمة. إنها فرصة ثمينة لمن يتم تكريمهم ووسام شرف يحفزهم على المثابرة والجد والاجتهاد في تحصيل العلم والتنافس فيه التنافس الشريف والانطلاق بثقة لتحقيق الانجازات في سباق التفوق العلمي بين الأمم. ختاماً أكرر شكري لمعالي الأمير فهد السديري لتكرمه بدعوتي لحضور هذه المناسبة الجليلة كما أجدها فرصة لأهنئ اخواني المكرمين لحصولهم على شرف قطف ثمار جهدهم عبر تكريمهم من خلال هذه الجائزة والتي تدل دلالة واضحة على معاني عديدة ونبيلة في مقدمتها وفاء الأبناء للآباء واحياء ذكراهم العطرة في مناسبة حية عطرة جليلة تذكر الناس بهم فيترحمون عليهم. وفق الله الجميع وسدد على الخير خطاهم.