سبحان مصرِّف الأحوال، في اليوم الأول من شوال، تحديداً في وسط الأسبوع، جاء خبر الكل منه مفجوع، إنه لقدر محتوم، بل إنه لقدر معلوم، قدر الله فنعم القادرون، وصدق الله فنعم الصادقون، لكل أجل كتاب، ولكل شيء حساب، كل شيء (كن فيكون) وكل نفس يصيبها المنون، لا اعتراض على حكم الرحيم، ولا راد لقضاء العليم. رحمك الله يا بدر، وأعظم الله لك الأجر، كنت من خيرة الرجال، بل كنت من صادقي الأقوال، تحلت فيك معاني الرجولة، بل كنت رجلاً من الطفولة، قال الرسول الكريم، عليه الصلاة والتسليم: (اذكروا محاسن موتاكم)، فالقبر مثوانا ومثواكم، فعند الموت تنقطع الأعمال، ولا يبقى سوى دعاء يقال، بعد الصدقة والعلم النافع، غير ذلك ليس بدافع، فكلنا ندعو للفقيد، وكلنا ندعو الرب المجيد، أن يتغمد الفقيد بجنته، وأن يستجيب بفضله ومنته، إنه سميع الدعاء، وإنه مجيب الرجاء. رحمك الله يا فقيدنا الغالي رحمة واسعة فقد كنت نعم الأخ والصديق وكنت خير الجار، كنت الشاب الصادق الذي أفنى شبابه في طاعة الله كنت تقدم الصدقة بكل وقت تصديقاً لقول المصطفى عليه الصلاة والسلام: (ابتسامتك في وجه أخيك صدقة). فرحم الله بدر بن عبدالعزيز المد الله رحمة واسعة صاحب الوجه الذي يشع نوراً من الطاعة، وصاحب الوجه الذي لا يمل من أحد ساعة، الذي لم يحمل الحقد في قلبه لأحد، ولم يكذب في كلام قاله لأحد، كان طيب القلب ومسامحاً، بل كانت الابتسامة لا تفارق تلك الملامح، كنت لا أدري هل أرثيه بنثر أو قصيد، فتركت العنان لقلمي وفككت عنه القيد، فسطر كل ما يحمله قلبي بأمانة، عن مآثر المرحوم بأفعاله وكلامه. أرجو من كل من قرأ تلك الكلمات، أن يدعو له بالرحمات، ويجعل الجنة مثواه، بعد أن يستلم كتابه بيمناه، وأن يبدل سيئاته حسنات، وأن يجمعنا به في وسط الجنات، إن الله سميع مجيب، وإنه من عباده قريب. مرة أخرى يا مسلمون، رحم الله فقيدنا (الأمين) وأن يرزق أهله الصبر، وأن يعظم لهم الأجر، إنَّا للّه وإنَّا إليه راجعون، وإنا بقضاء الله لمؤمنون.