بقدر ما هي البدايات صعبة في الكلام فهي كذلك في الفراق .. وخاصة عندما تفارق أناساً تكن لهم المودة والاحترام وبالتأكيد المحبة ..!! ما اصعب لحظة الفراق وما أقساها على النفس فهي أشبه بالموت. نعم .. هكذا رحل شيخنا العزيز ووالدنا القدير الشيخ محمد بن عبد الله الصغير .. رحمه الله. رحل .. من كانت الابتسامة لا تفارق محياه .. رحل .. والقلوب تعتصر ألما .. رحل .. من كان يضيء لنا الطريق بعلمه ودينه. رحل .. من كان نبراساً لنا في حياتنا المظلمة. رحل .. من كان يغمرنا بحنانه وعطفه وتوجيهه ونصحه. رحل .. من كان يزيل عن قلوبنا الهموم والغموم ويدخل السعد إليها .. رحل .. ولم يبق لنا سوى ذكريات نقلب فيها صفحات الماضي .. ما أكتبه لك يا شيخي الراحل ووالدي الفقيد يكتبه دمعي وليس حبري ، وما لا أكتبه وصف له يعجز اللسان أن يعبر عما يكنه الفؤاد من الحب والتقدير والمشاعر ما بعد الرحيل ..ولكن هذا هو حال الدنيا لقاء واجتماع ثم فراق وممات، فأسأل الله العلي القدير كما جمعنا في هذه الدنيا على طاعته ومحبته أن يسكنك فسيح جناته وأن يجمعنا ووالدينا وأزواجنا وأبنائنا في جنات عدن ففيها يطيب لنا اللقاء. قد كنت انطق بالوداع وأسمع واليوم اسقى من أساه وأفجع ما كان يفجعنا الممات وإنما بُعد الحبيب عن الحبيب المفجع