إن هذه الحياة رحيل دائم - والدنيا - أيام ذائبة - لا تدوم للانسان. وهناك لحظات الفراق والوداع الصعبة التي تخلق صمتاً رهيباً لدى الإنسان وخصوصاً فراق الاحبة الذي لا نقدر ان نتحمل غيابهم ويفتحون في قلوبنا ملايين الجراح الصامتة التي تنزف دماً. ولا نقدر على البوح بما في نفوسنا وقلوبنا المتألمة.. حتى الصبر لم يجد مكاناً من جراحات الزمن الذي يبقى حتى ولو طاب ولو مرت الايام يبقى اثره معنا. لقد ضاقت بي الدنيا بعد ما كنت قبل مسرورة فيها لفراق احبتي وسعادتي في هذه الدنيا فلم اكد اصح بعد من صدمة فراق اغلى انسان وهو والدي (رحمه الله) وبعده رحلت أمي (رحمها الله) واسكنهما فسيح جناته في ذلك اليوم يوم الجمعة الثامن من صفر 1426ه وياله من فراق انه مرارة للمحبوب - وألم يفطر القلوب - ولكنه امر مكتوب انه ذلك الرحيل والفراق الذي ليس بيدي ولا بيدك يا امي فلن انساكما انت وابي ابداً يا من كنتما سعادتي واملي في هذه الدنيا الفانية. ياصاحبا القلوب الكبيرة والأيادي الحانية الكريمة.. لن ننساكم ما حيينا. فإن كل دقيقة - او يوم - او اسبوع - او.. يزداد حنيني اليكما لقد تركتما فراغاً كبيراً بعد رحيلكما وفراقكما وماذا نقول بعد رحيلكما.. ولكن نقول كما قال نبينا محمد عليه الصلاة والسلام إن العين لتدمع وان القلب ليحزن وانا لفراقكما يا ابي وامي لمحزونون ولا املك الا ان ارفع يدي الى الله بأن ادعو لكما بأن يسكنكما فسيح جناته ويجمعنا بكما في مستقر رحمته انه على ذلك قدير وللدعاء سميع مجيب.