فقد اطلعت على ما نشر في صحيفة الجزيرة في العدد (11764) ليوم الاثنين الموافق 1- 11-1425ه للكاتب عبدالله بن بخيت في زاويته (يارا) بعنوان (لا تعط عقلك غيرك)، وما تطرق له الكاتب عن العلاقة بالثقافة، واستمرار الكتاب لفترة طويلة يمثل المصدر الوحيد والأساسي لنقل المعرفة..، وتعريفه للكتاب وتصنيفه الشخصي له.. ومن جملة ما قال (خذ مثلاً قيادات الصحوة في المملكة لم يكن الكتاب أساساً في حملاتهم للسيطرة على العقول...)!!. إلى أن ذكر نصيحته لشاب في الجامعة بقراءة كتاب من الكتب، ورفض الشاب قراءة ذلك الكتاب بحجة أن دكتورا في الجامعة نصحه بعدم قراءته لأنه منحرف وسيؤثر على التفكير.. ويقول الكاتب للشاب: (سأعطيك قاعدة طبقتها على نفسي منذ الأيام الأولى التي عرفت فيها التعامل مع الكتب، إذا قال لك أحدهم لا تقرأ الكتاب الفلاني فوجه إليه السؤال البسيط التالي: هل قرأته أنت؟ فإذا قال لا لم أقرأه فسأله كيف عرفت أنه كتاب منحرف سيؤثر على التفكير؟ وإن قال نعم قرأته فوجه له السؤال التالي: لماذا لم يؤثر عليك ويحرف تفكيرك؟ فالذين يحرمون كتبا معينة إما أنهم قرؤونها أو أنهم لم يقرؤوها. فإذا كانوا قد قرؤوها فلماذا لم يتضرروا منها، أما اذا كانوا لم يقرؤوها فكيف عرفوا أنها ستضر بالعقول، إذاً الخطر لا يأتي من الكتاب وإنما من هذا الرجل الذي ينصحك بعدم قراءة هذا الكتاب أو ذاك لأنه يريد الاستيلاء على عقلك)!!. وأود أن أُذكر الكاتب بمقالة سابقة كتبها في زاويته بعنوان (نصيحة لكل أب) في العدد 11367 الموافق 17-9-1424ه حيث قال: (لأنك غير متخصص لا يمكن أن تختبر الكتاب أو النشرة أو الشريط الصالح من الطالح، لذا من باب السلامة لابنك دينيا ودنيويا جنبه أي مصدر للمعرفة الدينية من خارج البيت أو المدرسة.. ولا يحتاج إلى كتيبات ومطويات وكاسيتات لتعزيز وجدانه الإسلامي)!! وكنت قد قمت بالرد على مقالة الكاتب ونشرت عبر صحيفتنا الغراء (الجزيرة) في 13-10- 1424ه ومن جملة ما قلت له (إن هذا الاطلاق ليس في محله ولا يعالج المشكلة، وإلا فإن الكتب والنشرات والأشرطة الصالحة مفسوحة من وزارة الثقافة والإعلام وهي جهة رسمية تعنى بهذا الشأن، إلا إذا أراد أن يلغي الوزارة، أما إذا كان الكاتب لا يفرق فهذا شأنه وحده وليس له أن يعمم!!) انتهى.واترك للقراء الأفاضل الحكم على تناقضات الكاتب -هداه الله- في مقاليه، وأقول له أين نصيحتك للشاب وقاعدتك التي ذكرتها؟، ومقولتك (الخطر لا يأتي من الكتاب وإنما من هذا الرجل الذي ينصحك بعدم قراءة هذا الكتاب أو ذاك لأنه يريد الاستيلاء على عقلك)!! فلماذا لم تطبقها في مقالتك (نصيحة لكل أب)؟! أم تريد الاستيلاء على عقولنا؟! يا أيها الرجل المعلم غيره هلا لنفسك كان ذا التعليم والله من وراء القصد. م. سامي بن عبدالمحسن الطريقي/الرياض