نظّم موقع (لها أون لاين) أمسيته الثقافية بحي الصحافة مساء الخميس الماضي، حيث بدأت الأمسية التي حضرها ما يقارب (300) سيدة ما بين دكتورة وأستاذة ومتذوقة للشعر بعرض بالكمبيوتر عن المواقع تمثل في خدمات الموقع والتي منها الاستشارات والحوارات الحية، البريد المجاني، والمنتديات، والاستفتاءات، وبطاقات التهنئة والنشرة الشهرية، ويحتوي الموقع أيضاً على عشرة محاور أدبية واجتماعية وشرعية وطبية وثقافية وتربوية واخبارية. ثم قراءة من الذكر الحكيم وبعد ذلك رحبت الدكتورة الجوهرة العجلان بالمحاضرات وتمنت أن تحوز هذه الأمسية الثقافية السادسة على رضا الجميع.. ثم بدأت الأستاذة وفاء بنت عبدالعزيز الزامل المحاضرة بكلية التربية للبنات (الأقسام الأدبية) محاضرة بعنوان (لا تغضب) حيث بدأتها بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رجلاً قال للنبي - صلى الله عليه وسلم أوصني فقال: (لا تغضب) فردد مراراً قال: (لا تغضب) رواه البخاري. وأوضحت أن معنى (لا تغضب) يحتمل أمرين اجتناب أسباب الغضب وعدم التعرض لما يجبله مع الأخذ بالأسباب التي توجب حسن الخلق من الكرم والحياء والتواضع وكف الأذى وكظم الغيظ والطلاقة. وبينت الاستاذة الزامل أن النفس إذا تحملت هذه الأخلاقيات صارت لها عادة، أوجب لها ذلك دفع الغضب عند حصول الأسباب (إنما الحلم بالتحلم). والاحتمال الثاني: ألا تعمل بمقتضى الغضب إذا حصل لك، بل جاهد نفسك على ترك تنفيذه { وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} ، { وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} . وأكدت أن ما يعين على ترك الغضب هو استحضار ما جاء في كظم الغيظ من الفضل، والاستعاذة من الشيطان، وعدم الاسترسال في الكلام لأنه حين الغضب قد يتلفظ الإنسان بما يندم عليه لاحقاً، وتغيير الهيئة (إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضجع). ثم (الوضوء) لأن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ). أي أن للغضب علاجين: الأول سلوكي والثاني لفظي.. ثم كانت الاستراحة ما بين المحاضرة والأمسية الشعرية.. وكان للشعر دفء المساء.. ودفء المشاعر أمسية شعرية أسعدتنا، أدفأتنا، إدارتها الأستاذة الجوهرة العجلان المعيدة بكلية التربية الأقسام الأدبية وشاركت فيها كل من الشاعرتين الدكتورة فاطمة القرني، والشاعرة مؤمنة الصالح.. ونبضت الأمسية بالحياة، وتدفق الشعر يدغدغ المشاعر.. وأي مشاعر أعظم من شعورنا بالوطن ومحبتنا له فقد أتحفتنا الشاعرة الدكتورة فاطمة القرني الأستاذ المساعد في الأدب العربي الحديث بكلية التربية بتبوك بقصيدة وطنية بعنوان (صباحي وطن). قالت فيها: أغاويك.. أعرف أي الأغاني تلهي.. وأياَ فتن!!! بروحي تناهى أريج الحجاز.. حفياً تناءى يجاوزبي ما يضم المكان.. وما عز حد الزمن!! وفي القلب حانى... لياليك يا نجدُ ريان.. حي السرى إيه ما استمطر الوجدُ من بدرها.. سحرها.. سرها المرتهن!! ثم بدأت رحلة الأستاذة الشاعرة مؤمنة محمد أديب الصالح العضو العامل في رابطة الأدب الإسلامي دمشقية النشاط مقيمة في الرياض بقصيدة (المحاكمة) أجّل للصيف محاكمتي فلدىّ بعض الأشياء ولدي بقافيتي صورٌ تحتاج لموهبة الشعراء وموانئ قلبي لم ترسل كتباً أو تسقبل سفراء وهناك بقارعة المنفى تغدو أحلامي محض هراء وعادت الدكتورة فاطمة القرني بقوة وهي تتحدث عن بغداد وما حل فيها وبها فقالت: تناهت خطوة عزمت وإن قيل الطريق طويل ساد الردى فشيد الحلم الردي يهديه من ذاك الجراح فتيل أغفو فتسري بي إليك مشوقة روح قصارى جهدها التنجيل الله يا بغداد من ليلة وأنا وأنت بثينة وجميل.. أشدو تجيزين القصائد ينتشي حذر السكون ويثمل القنديل وقد نالت هذه القصيدة استحسان الحاضرات فبكين بغداد وما حل بها وبشعبها وبمساجدها ومكتباتها وتراثها... (فأين مربدها)؟ ولا يزال للعراق صوت.. ربما كان صوت أبي الطيب.. فتتحفنا الشاعرة مؤمنة الصالح أيضاً بقصيدة عن (بغداد) قالت فيها: بعني دواة أبي حنيفة قد تكون هي الثمن بعني قباب المسجد الأموي واختصر الزمن بعني سواري فارس فلربما أفدي الوطن ولربما أهديه أوردتي وأدرج في الكفن ولعله يحيا بنبض ربيعه نسي الشجن يأتي المغيب وقلب بغداد لدجلة مرتهن تتنفس العلياء في شريان فتنته الوهن بعني عزيمة خالد ومضاء سيف بن يزين أشجاك نوح يمامةٍ تنعي الرصافة من عدن؟؟ ثم تناولت الشاعرة الدكتورة فاطمة القرني قصيدتها بعنوان (عسكرة) والتي كتبتها قبل حصولها على الدكتوراه فقالت فيها: دكترة..! دكترة..!! مرهق هذا اللقب قبل أن أحمله.. أشعر حقاً بالتعب!! دكترة.. باركين يا سلام سطوة الشعر.. تراها.... تستطيع الآن أن تبعث في برد الظلام كلما غربني صوتي وأضحى كل ما حولي حطام فارسي الغافي على أوجاعه.. من ألف عام كي يغنيني أغنية.. (عصي الدمع) نستبكي الحمام.. ونعود للشاعرة مؤمنة الصالح لتسعدنا بقصيدتها الشعر في زمن الحرب فتقول: لم تبق ليلى في دمي أو عبلة في الذاكرة حتى جميل لم يجد في الحب أحلى ظاهرة وبدا زهير صامتاً تحت النجوم الساهرة لا حكمة تعنو له أو يستطيب النادرة ماذا سيصطنع القصيد وما تفيد الشاعرة دارت علينا الدائرة والحرب نار فائرة وتنقلت الشاعرات من قصيدة إلى أخرى فاتحفتنا الدكتورة فاطمة القرني بقصيدة تحت عنوان (تعويم) وهي قصة طالب نجح بامتياز ولم تقبله الجامعة.. وأهدتها إلى المعنيين بجدوى (القياس والتقويم) في المركز الوطني للقياس والتقويم فقالت: أفق (يا ثور) يا خدن الوسادة وصحصح مثلنا جيل الريادة وذاكر واجتهد أفنيت عمري عليك.. كفيت بي مُرّ النكادة إلى أن قالت: أبي رحب تلقفني (ملغي) و(تسعيني) اتقادي وانخماده نعم أرتد مغتصاً طموحي (لقب دكتور) لكن في البلادة أجل ضاق (القبول) بنا مكاناً وما اتسعت (رحابات) العمادة وما أغنى (اجتيازي) وامتيازي ولا حسن السلوك ولا الجلادة تقوسنا (القياس) وكان مراً متى (التقويم) لا كانت رفادة (سعادة) من - حبيبي - أو (معالي) أنا حدي النجارة والحدادة ثم عادت بنا الأستاذة مؤمنة الصالح إلى طير المودة.. بلسم الجراح وبرؤها.. فقالت: رغم اعتذارك إنني ما زلت أجهل مابيا وأظن أن سعادتي رهن بكونك راضيا تنسى بأن قصائدي تجري إليك سواقيا إلى أن تقول: رغم اعتذارك لم أزل أخشى رجوعك جافيا وأخاف إما أرهقت تلك الجفون تباكيا عهد المودة كالرؤى بمضي خفيفاً لاهيا وتبادلت الشاعرتان القصائد فأبدعت د. فاطمة القرني في قصيدتها (زلزلة).... ثم أتحفتنا الشاعرة مؤمنة الصالح بقصيدة بعنوان (أساور العتب الجميل) ثم قصيدة (صلاة) للدكتورة القرني ثم (موسم الكتابة) للشاعرة مؤمنة.. حيث قالت: أنا حين أكتب لا أفرق بين أحزاني وأحزان الآخرين أنا حين أسير استضيف عيون كل المبعدين وإذا شعرت بفرحةٍ ناديت كل الطيبين وحقاً كانت الأمسية طيبة وفيها الطيبات.. فالهدوء كان مخيماً على القاعة.. وصوت الشعر وحده الذي يعلو ويصدح وينهمر علينا يدغدغ مشاعرنا.. ويصحبنا من الواقع إلى الآمال والأحلام إلى الوطن وحبه الكبير في قلوبنا.. إلى آلام العرب والمسلمين.. كانت أمسية رائعة والحضور رائع.. والتنسيق والتنظيم رائعاً.. فشكراً لموقع (لها أون لاين) على هذه الأمسية كان هذا لسان حال كل من حضر الأمسية من السيدات والأستاذات من جامعة الملك سعود ومن كلية التربية للبنات والمتذوقات للشعر.. ثم تفضلت مديرة الأمسية بتقديم دروع من (موقع لها أون لاين) إلى كل من: - مركز سعود البابطين الخيري للتراث والثقافة على استضافته للأمسية الثقافية السادسة للموقع. - الأستاذة وفاء الزامل - الناقدة الدكتورة هدى الدريس - الشاعرة الدكتورة فاطمة القرني - الشاعرة الأستاذة مؤمنة الصالح - الدكتورة الجوهرة العجلان مديرة الأمسية