نظم موقع (لها أون لاين) أمسيته الثقافية السابعة مساء الثلاثاء 27-10-1425ه التي أقيمت في مركز سعود البابطين الخيري للتراث والثقافة، الأمسية التي شهدت حضوراً نسائياً مميزاً، بدأت بعرض بالكمبيوتر والمنتديات والاستفتاءات، وبطاقات التهنئة، والمحاور المختلفة في الموقع كالأدبية والاجتماعية والشرعية والطبية.. بدأت الأمسية الثقافية بتلاوة من القرآن الكريم، ثم قدمت الدكتورة وفاء العساف وكيلة مركز دراسة الطالبات بجامعة الإمام محمد بن سعود محاضرة بعنوان (الظواهر السلبية لدى الأطفال وعلاجها) تناولت فيها الدكتورة المشكلات السلوكية التي تعانيها الأم أثناء قيامها بالعملية التربوية. وهذه المشكلات كما تقول العساف (موجودة عند جميع الأطفال بدون استثناء، وهي لا تدل بحال من الأحوال على شذوذ الطفل واضطرابه أو فساد طبعه، بل إن كثيراً منها يعتبر جزءاً متمماً لتطوره الطبيعي، وهذه المشكلات تزول بعفوية وتلقائية إذا ما أُحسن علاجها وتدبيرها دون أن تترك أثراً، ولكنها تستفحل وتزداد رسوخاً وثباتاً حتى أنها تستمر سنين طويلة، بل قد تصبح خلقاً ثابتاً أو عادة دائمة إذا ما أسيء علاجها وتدبيرها. وتؤكد الدكتورة وفاء العساف في محاضرتها على حاجة الطفل إلى العطف والطمأنينة التي من صورها القبلة، والرأفة، والرحمة، ومن صور العطف المداعبة للصغار. وتوضح الدكتورة العساف أن انتقاد الطفل اللاذع ومقارنته السيئة مع الآخرين خطأ فاحش، قد يؤدي للحقد والحسد وعدم الاطمئنان عند الطفل. وأوضحت الدكتورة أنه لا شيء مثل التشجيع والثناء الجميل الذي يجعل الطفل معتمداً على نفسه وعددت الدكتورة في محاضرتها المشاكل السلوكية للأطفال أسبابها وكيفية التعامل معها ومنها: الكذب والسرقة والعدوان والغضب والشعور بالنقص والعناد والخوف وكيف تنشأ هذه المشاكل في نفس الطفل وأساليب الوقاية وطرق العلاج، أعقب ذلك استراحة قصيرة بين المحاضرة والأمسية الشعرية. بعد ذلك بدأت الأمسية الشعرية التي استهلتها مديرة الجلسة الأستاذة وفاء بنت إبراهيم السبيل المحاضرة في قسم الأدب بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، شاركت في الأمسية الشعرية كل من الشاعرة أسماء بنت إبراهيم الجوير طالبة ماجستير في قسم النحو والصرف وفقه اللغة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والشاعرة إكرام الزيد طالبة كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. والشاعرة دلال بنت عبد العزيز بن عبد الله الغانم خريجة جامعة الملك سعود كلية اللغات والترجمة قسم اللغة الإنجليزية. بدأت الأمسية بقصيدة الشاعرة أسماء الجوير (نزف أمام التلفاز) قالت فيها: أيها العالم يا صمت تغطى أيها العالم بوحول الذل باللا شيء يهذي أيها العالم يا شيئاً يجنى ورمى رايه إضراب وغنّى... ثم شدت الشاعرة إكرام الزيد بقصيدة (أشجار الشوك المورقة) وهي في (أسرى جوانتانامو) قالت فيها: حزني كئيب كالشتاء وبرده كالليل فيه كالصواعق تبرق يا أيها الأسرى سلاماً باكياً من خافق بين الحنايا يحرق أسرى قوانتامو عجبت لأمركم وعجبت حين العدل لا يتحقق!! وافتتحت الشاعرة دلال الغانم قصائدها بقصيدة (الجميلة المعوقة) تقول فيها: سأكتب شعراً يفوق الخيال يهز الجبال.. يفوق الجمال يفوق جمال الربيع إذا ما أتى ضاحكاً باسما مختال سأكتبه رغم أنف الإعاقة ورغم سريري ورغم دوائي ومقعدي الضخم ذي العجلتين رفيقي الذي ضمني من سنين ورغم العذاب ورغم الانين.. ورغم الإعاقة ثم جاءت قصيدة (اسمعوا صرختي) للشاعرة أسماء الجوير وقد تفاعل معها الحضور لحملها هموم الطفولة، وعادت الشاعرة اكرام بقصيدة تنهيدة من نجد، تحدثت فيها عن بغداد وما حل بها. وغردت الشاعرة دلال بقصيدة (أبَّحيني) التي اثارت فضول الحاضرات بهذا المصطلح الغريب. وتفاعلن مع قصيدة الطفولة الجميلة، وأوضحت الشاعرة مناسبة القصيدة ولفظ (أبَّحيني) في قاموس الطفولة وأنه يعني (سبِّحيني) باللهجة الدارجة. وقد لاقت هذه القصيدة تصفيفا حاراً من الحاضرات. أتت قصيدة (لمن يكون مع الاسى إبحاري).. للشاعرة أسماء الجوير قالت فيها: أبكي فتبكي جاثيات والضحى في الحزن مؤتزرٌ بثوب غبار ناحت طيوري تستغيث تساؤلاً ما الخطب يابحبوحة الأمطار فأجبتها والآه تخنق أحرفي وتمزق الضافي من الأستار ذبلت أزاهر عزتي وتطلعُّي قد خلتها تنمو كما الأشجار وحركت الشاعرة إكرام الزيد المواجع بقصيدتها (ابن تيمية معاتباً): البدر ينأى أن يبيت هلالا والحب يأبى أن يكون مقالاً وأرى القصيد سينزوي متواضعاً بل يستكين مهابة وجلالاً ولقد صمت وشيخنا متكلم بعث العتاب إلى القصيد وقالا آتيكم من قلب دهرٍ خالد والدهر لولا الخالدين لزالا أما قصيدة (ضحية هاتف) للشاعرة دلال الغانم فقد وجهت الأنظار إلى مشكلة منتشرة بين شريحة المراهقين والمراهقات ومنها: عبثاً ظننت يحبني يبغيني ويبيع كل الكون كي يشريني فعلمت أني لست غير شويهة في ظل رحمة حامل السكيني وصرخت من أعماق قلبي حسرة أأبيع عرضي والحياء وديني وتواترت القصائد تباعاً من الشاعرات (البلسم المكلوم) لأسماء الجوير و(سيوف الهند واختشبي) لإكرام الزيد و(أكَّا) لدلال الغانم ثم قصيدة جميلة أخرى لأسماء الجوير (على أعتاب شاعر)، فقصيدة (لهفي)، قصيدة مناجاة للشاعرة إكرام الزيد وقصيدة (وشاح حندس) للشاعرة دلال الزيد.. وختمت الشاعرات الامسية كلّ بقصيدة جميلة حازت كلها على اعجاب الحاضرات وتفاعلهن. بعد ذلك تم فتح باب الحوار والمناقشة بين الشاعرات والحاضرات وكان يعم جو الألفة والمحبة على الأمسية الجميلة. وفي ختام الأمسية الثقافية السابعة لموقع (لها أون لاين) كرمت الأستاذة رقية المحارب المشرفة على الموقع المشاركات في هذه الأمسية التي كانت بحق أمسية مميزة بحضورها وبالمشاركات فيها.