اجتماع أمني إسرائيلي.. ونتنياهو يؤكد مقتل «صفي الدين»    بقيمة تجاوزت 13 مليار ريال.. 218 مليون عملية نقاط بيع في السعودية خلال أسبوع    وزير الدفاع ونظيره الأميركي يستعرضان هاتفيا العلاقات الاستراتيجية السعودية الأميركية    سلطات فلوريدا تحذر السكان من الإعصار ميلتون: إذا اخترتم البقاء «ستموتون»    المملكة تستضيف كأس السوبر الإيطالي للمرة الخامسة يناير المقبل في الرياض    الأمير سعود بن نهار يدشن حملة التوعية بسرطان الثدي    15 سنة السجن لوافدين متهمين ب177 عملية احتيال    ولي العهد يرأس مجلس الوزراء ويستهل الجلسة بالطمأنة على صحة الملك    أخضر الكيك بوكسينغ يبدأ مشواره في البطولة الآسيوية المؤهلة للألعاب العالمية 2025    د. العيسى: إقرار الدول الإسلامية لوثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية نقلةٌ نوعيّةٌ مهمّةٌ في مسار العمل الإسلاميّ المُشترك    العيسى: إقرار «وثيقة بناء الجسور» نقلةٌ مهمّةٌ في العمل الإسلاميّ المشترك    أسرتا مقيم وباحجري تتلقيان التعازي في فقيدتهما    الداخلية تواصل مشاركتها في معرض الصقور والصيد السعودي الدولي    أمانة القصيم تختتم مشاركتها في مؤتمر العمل البلدي الخليجي الثاني عشر    ملتقى الأكاديمية المالية 2024 ينطلق يوم غدٍ في الرياض    نائب أمير مكة يتسلم تقرير «المساحة الجيولوجية» بالمنطقة    أمير الشرقية يدشن التمرين التعبوي وجائزة السلامة المرورية    نائب أمير تبوك يستقبل رئيس وأعضاء جمعية درع للبحث والإنقاذ بالمنطقة    مدير تعليم الطائف يكرم 74 معلماً خبيراً و 24 معلماً حاز طلابهم على المراكز الأولى    حمدالله يتواجد مع الشباب ضد النصر    مستقبلًا نحو 1.9 مليون مريض .. "التخصصي" بثلاثة مستشفيات ومركز رعاية افتراضي    استشهاد 13 فلسطينيًا في قصف للاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة    اليوم العالمي للدسلكسيا يشهد إطلاق أول مبادرة للتعايش مع المرض وتمكين الأفراد ذوي إعاقات التعلم    تراحم الطائف توقع اتفاقية مجتمعية مع تعليم الطائف    الرئيس التنفيذي لبرنامج جودة الحياة يشدد على أهمية التعاون الإقليمي لتحقيق الاستدامة في المدن الخليجية    القيادة تهنئ رئيس الجمهورية التونسية بمناسبة إعادة انتخابه لمدة رئاسية جديدة    شركة Nothing تقدم أحدث منتج صوتي يرتقي بمستوى الصوت اللاسلكي مع تقنية الصوت المفتوح المحسّنة    عالمان يفوزان بجائزة نوبل في الطب لعام 2024 لاكتشافهما الحمض النووي الريبوزي الميكروي    11 أكاديمياً بالجامعة الإسلامية ضمن قائمة 2 % لأفضل الباحثين عالمياً    أمير منطقة نجران يكرّم اللواء الشهري    الأمطار تكشف عيوب السفلتة.. شوارع جازان تحتضر    المنصات الرقمية تجذب هند صبري !    اختلافي مع «أبو كرم» صحي    منح المدارس صلاحيات كاملة لإدارة وتحسين التعليم والتعلم    مشاعر شعب وصحة ملك    8 % ارتفاع لأسعار النفط.. برنت صوب 79 دولاراً    5 حلول لنوم المسنين بشكل أفضل    «واتساب» يعزز مكالمات الفيديو بالفلاتر والخلفيات    العقد النَّضيد    نائب أمير منطقة مكة يقدم الشكر لمدير عام فرع وزارة الخارجية السابق    توقيع مذكرة تفاهم بين إمارة الشرقية ومعهد الإدارة العامة    الملتقى الدولي يناقش التجارب والتحديات.. ريادة سعودية في تعزيز المسؤولية الاجتماعية    ضمن المرحلة الأولى من المخطط العام.. تدعيم وإنقاذ 233 مبنى تراثياً في جدة التاريخية    الأخضر يواصل تحضيراته لليابان .. ونزلة برد تمنع "البريكان"من المشاركة في التدريبات    (ينافسون الهلال خارج الملعب)    عزيز وغال في رفاء    6 لاعبين ضحايا الرباط الصليبي في الريال    السقف الزجاجي النفسي    هل ينتهى السكري الحملي بالولادة ؟    الأوعية البلاستيكية السوداء مصدر للمواد المسرطنة    معركة الوعي الإلكتروني!    انتصار خالد مشعل الوهمي !    في معنى الاحتفاء بالحكم الرشيد    نادي الشايب لتعليم الفروسية في بيش يقيم الحفل السنوي لانطلاق أنشطته    مفتي عام المملكة يستقبل نائب رئيس جمعية التوعية بأضرار المخدرات بمنطقة جازان    تداعيات الحرب الإسرائيلية على غزة وبيروت    فرع الإفتاء يفعل مبادرة "الشريعة والحياة" في جامعة جازان    نائب أمير مكة المكرمة يلتقي رئيس مجلس إدارة شركة الزمازمة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حمّاد بن حامد السالمي
أسَر (الشُّهداء) .. وأسَر (الهَالكين) أيضاً..؟!!
نشر في الجزيرة يوم 19 - 12 - 2004

* كلما وقعت مواجهة أمنية بين رجال الأمن وبين عناصر من الخوارج في هذه البلاد المحروسة، أشعر بقلق كبير حيال أبرياء من الأطفال والنساء والأمهات والآباء، سواء من أسر جنودنا البواسل الذين يدفعون أرواحهم فداء لوطنهم وأمنه وأهله، أو من أسر أولئك الأشقياء الهالكين، الذين هم أيضاً ضحايا انحرافات فكرية، وضلالات مشيخية، أخذت منهم عائلهم، الذي كان ملء السمع والبصر في حياتهم..
* ماذا نفعل لهؤلاء وهؤلاء..؟
- في مثل هذا الأمر الإنساني الجلل والجليل معاً، هذا تنبيه لطيف، تلقيته من أخي الدكتور (عبدالعزيز بن علي المقوشي)، وهو وجه إعلامي معروف، يشير فيه إلى مبادرة الشيخ (زيد بن محمد آل حسين الشريف)، رئيس مجلس إدارة شركة عقار القابضة، حيث خصص مبلغاً قدره (15) مليون ريال، نواة لأوقاف تحمل اسم (أوقاف موحد الجزيرة)، تخصص لصالح شهداء الواجب، في مساهمة (سوق بني النجار)، التي تملكها الشركة بالمدينة المنورة، وقد أعلن عنها سابقاً في الصحف، ثم وجدت صداها عند جهات ومؤسسات كثيرة، أعلنت دعمها لهذا المشروع الوطني الرائع.
* إن عدداً من رجال أمننا البواسل - ضباطاً وصف ضباط وغيرهم من المدنيين- قد سقطوا شهداء الواجب، الذي كانوا أهلاً له، سقطوا وهم يدافعون عن ترابنا الوطني كله، وهم ينافحون عن أرواحنا كلنا، فقدموا أرواحهم الزكية من أجلنا، من أجل أن تظل أرواحنا بعدهم، تحلق في سماء وطنهم الذي أحبوه فافتدوه، وتبقى سواعدنا من بعدهم، تواصل البناء والكفاح الذي بدؤوه. كانوا -رحمهم الله جميعاً- أبطالاً، فرساناً، شجعاناً، وقفوا وجهاً لوجه، أمام الخونة المارقين الضالين، فأذاقوهم الموت الذي أعدوه لغيرهم، فكان من هؤلاء الشجعان، من قضى نحبه شهيداً، فترك أسرة من نساء وأطفال، كان هو عائلهم، وكان منهم الذي أصيب فأقعد.. فماذا نحن فاعلون من أجل هؤلاء، الذين استرخصوا أنفسهم من أجل وطنهم ومواطنيهم..؟
* بكل تأكيد.. فإن المبادرة، الذي أعلن عنها رئيس مجلس إدارة شركة (عقار القابضة)، تعد فكرة جليلة، ومن واجبنا كمواطنين ورجال أعمال ومؤسسات وشركات، مؤازرة هذا المشروع الوطني النبيل، ودعمه حتى يصبح وقفاً كبيراً نافعاً اليوم وغداً بإذن الله، يعم بخيره كافة أبناء الوطن الأبطال، الذين يذودون عنه، في البر والبحر والجو، سواء كانوا عسكريين أو مدنيين، خاصة وهو يحمل اسم المؤسس الموحد (الملك عبدالعزيز) رحمه الله، فنحن نعيش اليوم ذكرى هذا الرجل العظيم، الذي لمّ الشمل، ونشر السلم، وقمع أهل الظلم والظلام في السبلة، وجعل لدولته مكانة علية بين الأمم، حتى جاء أهل الزيغ والفساد، يريدون تنكيسها، والحط من قدرها، وإعادتها إلى عصر الكهوف التي يتوقون إليها، فكان أبناء (الملك عبدالعزيز) ورجالهم الشجعان لهم بالمرصاد، فأكبتوهم وأركصوهم، وهذا هو مصيرهم ومصير كل عابث ضال في كل زمان ومكان.
* إن مثل هذا المشروع الوطني الجميل، هو أقل صورة من صور رد الجميل المتوجب، نقدمها لدعم ورعاية أسر شهداء الواجب، والمتضررين والمصابين والمقعدين، بسبب العمليات الإرهابية، التي نفذها الخوارج على التراب الوطني الطاهر، ومن واجب الجميع في هذا الوطن الخير، إعطاء الأولوية لمثل هذا المشروع، وفتح قنوات دعم كثيرة من الزكاة والصدقات، ومن ميزانيات الجمعيات الخيرية في البلاد، وليتنا نتبنى فكرة (ريال شهداء الواجب)، يتحول من المخصصات والمرتبات الشهرية، إلى صندوق الوقف، لعدد من السنين القادمة، توازي وتساوي مدة الحل الأمني المناط به اجتثاث خلايا الإرهاب أو تزيد أو تدوم، وكم أكون سعيداً، وأنا أرى الشعب السعودي يتبنى هذه الفكرة، فهي تحمل أكثر من معنى، وتشعرنا بأهمية الدور الذي نهض به إخوان لنا في أجهزة الأمن.
* هناك جانب آخر من المسألة، لعل القائمين على إدارة هذا الوقف، يضعونه في حسبانهم في المستقبل، وهو جانب أسر (الهالكين) من الإرهابيين، فهؤلاء مواطنون مصابون مثلنا، لا ذنب لهم فيما اقترفه آباؤهم أو أبناؤهم أو إخوانهم، فإذا كان (الهالك) من بين هؤلاء، كان يعول أسرة فيها نساء وأطفال وشيوخ، ثم ذهب إلى حتفه بما اقترفت يداه، فما ذنب هؤلاء الأطفال والنساء..؟ وأخص الأطفال الذين هم في أمس الحاجة إلى الرعاية والتأهيل الاجتماعي، وتصحيح مساراتهم الفكرية والتعليمية، ودمجهم في المجتمع، وإحساسهم أنهم مواطنون محبوبون، لهم حقوق وعليهم واجبات، فلا تزر وازرة وزر أخرى، وما ربك بظلام للعبيد.
* أحسب أن أسر (الأشقياء الهالكين)، مهما كانت الظروف المحيطة بها، أو بتوجهات البعض من أفرادها، هي ضحايا الإرهاب والإرعاب، مثل أسر شهداء الواجب تماماً. ومن هذا المنطلق، فهي تستحق الدعم والرعاية، ومن حقها في هذه الحالة، تعزيز الايجابيات الإنسانية والوطنية في شخوصها.
* من الصور التي ما زالت عالقة في الذاكرة، صور أبناء إرهابي هالك، كان يعيش مع أطفاله الصغار وسط ترسانة من الأسلحة والمتفجرات، بل ويدرب هؤلاء الصغار على استخدام السلاح، وأطفال آخرون كانوا في دار والدهم الإرهابي، يتناولون الماء والغذاء من ثلاجة، فيها رأس رهينة مقطوع..! ما شكل الحالة النفسية لمثل هؤلاء الأطفال الأبرياء..؟ وكيف نعيدهم إلى الوضع الطبيعي في الحياة..؟
* هذه في الواقع، هي مسئولية الدولة والمجتمع، ومن صلب هذه المسئولية، الالتفات إلى تنمية الموارد المالية، التي تعين الأسر التي فقدت عائلها، أو فقدت جهده بسبب الإعاقة، سواء كان من المدافعين الشرفاء، أو من الأذناب الأشقياء.
* لقد احتفلنا قبل شهرين، بيومنا الوطني المجيد، الذي يصادف غرة برج الميزان من كل عام، فهذه مناسبة عظيمة، تجعلنا نتشبث بالعدل أكثر من ذي قبل، لأن كياننا الكبير، إنما قام على العدل، والأمن يتعزز ويتحقق بالعدل.
ومن العدل في يوم العدل، توفير الأمن النفسي والمعيشي، لكل أسرة فقدت شهيداً أو شقياً في الحرب على الإرهاب.
* فكل ميزان وأنت يا وطني رمز لميزان العدل، ومنار للحق الذي يزهق الباطل.. إن الباطل كان زهوقاً.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.