تعليقاً وتفاعلاً مع ما كتب الأستاذ والكاتب المميز د. عبدالله الصالح العثيمين بعدد الجزيرة (11750) والمعنونة (وما أدراك ما شرم الشيخ) حيث أبدى الكاتب امتعاضه لواقع الأمة وما تعيشه من مآسٍ مدمية وجروح مؤلمة ناقداً البيان الصادر عن القمة الأخيرة التي عقدت بشرم الشيخ والذي لم يشر إلى الاجتياح الغاشم لفلوجة الرافدين وما حل بأهلها من قتل وتدمير وترهيب وتشريد ولم يتطرق البيان إلى التنديد بما ارتكبته القوات المحتلة من حرب إبادة وشاهده العالم بأجمع ولم تسلم دور العبادة من القصف الهمجي المتعمد دون مراعاة شعور العالم الإسلامي لقدسية المساجد وحرمتها.. حقيقة أسعدني هذا النقد الواقع والجريء الذي ينم عن إحساس الكاتب بمعاناة الأمة وما تقاسيه من مرارة الظلم والاضطهاد والعدوان، ولعل مما يحز في النفس ويدمي القلب هو الصمت المطبق من قبل الهيئات والمنظمات العربية والإسلامية تجاه ما حصل لإخواننا في الفلوجة أو غيرها من بلاد العراق من جرم بشع متعمد ومبيت لهدف معلوم سلفاً وهو القضاء على الإسلام وأهله، وإلا ماذا يعني نشر الصور لأحد مساجد الفلوجة وقد حولتها الكلاب المسعورة أماكن استراحة واسترخاء؟! ناهيك عما تعرضت له المآذن والقبب من القصف والتشويه دون مراعاة حرمتها ومشاعر أهلها، ومع هذه الصور وغيرها ظل العالم يشاهد ويرى دون أن يحرك ساكناً حتى الإعلام العربي والإسلامي لم نسمع منه إدانة لهذه الأفعال المشينة والانتهاكات الصارخة، وكذا النخب الفكرية والثقافية وأهل الكلمة وأصحاب القلم لم يتفاعلوا مع ما شاهدوه إلا قلة قليلة. ناصر بن عبدالعزيز الرابح