في مثل هذا اليوم من عام 1956 انسحبت القوات الفرنسية والبريطانية من مصر بعد فشل العدوان الثلاثي الذي شنته الدولتان مع إسرائيل ضد مصر في ذلك العام. كانت فرنساوبريطانيا وإسرائيل تتابع بكثير من الشك نظام الحكم الجديد في مصر بعد ثورة 23 يوليو عام 1952 بقيادة جمال عبد الناصر. وكانت إسرائيل صاحبة المصلحة الأولى في هذه الحرب حيث كان وزير الدفاع الإسرائيلي في هذا الوقت موشيه ديان يرى أن شن حرب وقائية ضد مصر في ذلك الوقت يمكن أن يضمن بقاء إسرائيل وأمنها ولكنه كان يدرك أن إسرائيل تحتاج إلى حليف لأنها لا تستطيع مواجهة مصر بمفردها. وبعد تأميم مصر لقناة السويس عام 1956 تلاقت مصالح بريطانياوفرنسا وإسرائيل فتآمرت الدول الثلاث على شن الحرب ضد مصر على أساس أن تهاجم إسرائيل القوات المصرية في سيناء وتأتي الدولتان بدعوى حماية حرية الملاحة في قناة السويس. وبالفعل تم تنفيذ الجزء الأول من السيناريو حيث هاجمت القوات الإسرائيلية شبه جزيرة سيناء. وأدرك الرئيس المصري جمال عبد الناصر الفخ فسارع بسحب القوات من شبه جزيرة سيناء قبل أن تقع بين فكي الكماشة عندما تدخل فرنساوبريطانيا المعركة. ولكن المقاومة الشعبية المصرية وبخاصة في مدينة بورسعيد والتدخل الأمريكي والسوفيتي ضد العدوان أدى إلى إفشال المخطط البريطاني الفرنسي الإسرائيلي. فقد هدد الاتحاد السوفيتي بالتدخل العسكري إذا لم تتوقف الدول الثلاث عن العدوان. كما هددت أمريكا بترك الاتحاد السوفيتي يتدخل. في الوقت نفسه انفجرت المظاهرات الشعبية المنددة بالعدوان في جميع الدول العربية ورفض عمال الموانئ العربية خدمة السفن البريطانية والفرنسية وتم تفجير خطوط أنابيب النفط في سوريا التي كانت تنقل نفط العراق لتصديره عبر الموانئ السورية إلى الشركات البريطانية والفرنسية. أمام كل هذه الضغوط لم تجد الدول الثلاث مفراً سوى وقف العدوان والانسحاب من الأراضي المصرية. ولكن وثائق هذه الحرب المعروفة في الأدبيات العالمية باسم حرب السويس تشير إلى أن إسرائيل لم تخرج خاسرة من هذه الحرب بعد أن حصلت من فرنسا على كميات هائلة من الأسلحة والمعدات. بالإضافة إلى تقديم فرنسا المفاعل النووي الذي أقامته إسرائيل في صحراء النقب بسبب رفض أمريكا تزويد إسرائيل بالقدرات النووية في ذلك الوقت. وقد أطاحت هذه الحرب برئيس الوزراء البريطاني أنطوني إيدن الذي غادر منصبه غير مأسوفا عليه بعد أن عرض بريطانيا لهزيمة جديدة كانت في غنى عنها. في المقابل كان فشل العدوان الثلاثي نقطة تحول كبيرة بالنسبة للرئيس المصري جمال عبد الناصر الذي تحول إلى زعيم شعبي في مصر وخارجها.