في مثل هذا اليوم من عام 1956 أرسلت الحكومة البريطانية ثلاث حاملات طائرات في طريقها إلى مصر في إطار الضغط العسكري على النظام الحاكم في القاهرة بعد تأميم قناة السويس الذي أدى إلى اشتعال حرب السويس أو ما عرف باسم العدوان الثلاثي حيث شاركت فيه فرنساوبريطانيا وإسرائيل ضد مصر. وكان جمال عبد الناصر قد أعلن في السادس والعشرين من يوليو عام 1956 تأميم شركة قناة السويس والتي كانت مملوكة بشكل أساسي لكل من بريطانياوفرنسا. اتفقت فرنساوبريطانيا وإسرائيل على التدخل العسكري لإسقاط نظام جمال عبد الناصر.وكشفت الوثائق السرية عن حرب السويس التي كشف النقاب عنها مؤخراً عن تفاصيل عديدة. وكانت الفكرة الأولى للهجوم على مصر بعد إعلان تأميم قناة السويس قد عبر عنها الجنرال موشي دايان الذي شغل منصب القائد العام للقوات المسلحة الإسرائيلية من 1953 إلى 1956 وكان يعتقد أن هجوماً وقائياً على مصر سيحقق بقاء إسرائيل المهددة، ولكنه كان يؤمن أنه لا بد لإسرائيل من حليف قوي لا يمكن أن يكون غير فرنسا التي تعاني من حربها الجزائرية وتشكو من المساعدات العسكرية والسياسية الإعلامية التي يتلقاها المجاهدون الجزائريون من عبد الناصر، وكان دايان يحاول إقناع ديفيد بن جوريون مؤسس الدولة العبرية بأهمية بل وحتمية تدمير السلاح المصري وفتح قناة السويس وضرب زعامة عبد الناصر العائد منتصراً من قمة دول عدم الانحياز التي انعقدت في باندنج عام 1955م.وتمكنت إسرائيل من انتهاز فرصة تأميم قناة السويس لاستدراج بريطانيا إلى العدوان على مصر. وتحقق لإسرائيل ما أرادت وشنت الحرب على مصر وتمكنت في البداية من الاستيلاء على شبه جزيرة سيناء بالكامل ولكن المقاومة الشعبية المصرية والضغوط الدولية وبخاصة من جانب الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة أحبط خطة المعتدين وانتهت المعركة ليخرج منها جمال عبدالناصر أقوى مما كان.