بسم الله الرحمن الرحيم.. والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. عبر صفحة التاريخ والتوثيق والآثار أكتب هذه الأسطر عن بلدة قفار.. من قراءة متواضعة في كتاب (قفار) الذي سطره وأرخه ووثقه الأخ العزيز الكاتب والأديب الدكتور عبدالرحمن الفريح - وفقه الله - الجامع للكثير من علوم اللغة والأدب والثقافة والتاريخ فهو مدير إدارة المستشارين في إمارة منطقة حائل ونائب رئيس النادي الأدبي بحائل وعضو نشط وموفق بإذن الله في الجمعية التاريخية السعودية وعضو في جمعية الآثار والتاريخ بدول مجلس التعاون الخليجي وفي الهيئة الاستشارية لمجلة الدرعية. له مؤلفات عدة منها ما هو مطبوع ومنها ما هو تحت الطبع ألقى العديد من المحاضرات وشارك في الكثير من الندوات والأمسيات.. رجل كريم مضياف.. وفي نقرة قفار له أربعائية حيث يجتمع أهل العلم والأدب وتدار الندوات الأدبية والشعرية والتاريخية والوطنية في مناسبات الوطن الغالي. هذا عن المؤلف لكتاب قفار الدكتور عبدالرحمن الفريح. وإليكم هذه الإطلالة السريعة عن قفار كنقاط وأسطر مختصرة عن هذه البلدة ذات التاريخ والشموخ ومنارة من منارات الجود والكرم الأصيل. زرتها بصحبة الدكتور الفريح عدة مرات فوجدت الكتاب مطابقا للواقع من تاريخ وتوثيق: الموقع: تقع قفار جنوب غرب مدينة حائل وتكاد تلتحم بها في سفح جبل أجا الشرقي. ومن الأحياء القديمة في قفار والآثار التي تحكي تاريخ عشرات القرون (مئات السنين) التي أوردها الدكتور الفريح (أبا عاصم): وهي تسمى (بالمحلات) مفردها (محلة). محلة سديس: أصل سديس جبيل في شمال قفار وجنوبحائل. محلة الهيزعية: تقع جنوب سديس والهيزعية هي قفار القديمة ذات أطلال ونخيل نامية إلى الآن.. وقد كانت في سالف العصور خضرة نضرة. محلة غياض: جنوب الهيزعية بلدة مستقلة بأسوارها ذات قلاع شهيرة وأسوار عظيمة ذات أسوار ثلاثة، سور يحيط بمقر الأمير والخاصة، وسور يحيط بالمساكن الكثيرة، والثالث يحيط بالمزارع. وأسوار غياض عند أهالي قفار تعتبر مفخرة تاريخية حيث المجد والعزة والمنعة وغياض آثار وأطلال مهجورة لا ساكن فيها.. وبديعة محلة جنوب غياض وبديعة حية عامرة. محلة الغفيلة: محلة لا ساكن فيها تتوسط قفار. محلة آل حماد: تعد من المحلات القديمة في قفار أملاكها من أوسع الأملاك وأغناها في قلب البلدة وشرقها. محلة الضبط: جنوب غرب قفار. محلة آل عيادة: غرب قفار على ضفة شعيب قفار. محلة آل سلمي: على ضفة شعيب قفار الشمالية. محلة آل خوير: جنوب شرق قفار. ولقفار شهرة تاريخية مرموقة منذ الجاهلية وزادت شهرتها من القرن التاسع حتى القرن الثالث عشر الهجري عندما كانت قاعدة الشمال آنذاك واشتهرت قفار بكثرة من هاجر منها من الأسر والبطون. وقفار في اللغة هو الخلو وقفار مورد قديم أقفر من أهله فعرف بهذا الاسم.. وأورد الأديب الدكتور عبدالرحمن الفريح في كتابه المدن والقرى المتفرعة عن قفار في منطقة حائل وهي (11): 1- ضرغط. 2- السليمي. 3- السبعان. 4- جفيفا. 5- الغزالة. 6- قصير غضور. 7- المهاش. 8- المستجدة. 9- الروضة. 10- وسيطا الحفن وسميرا. 11- قصر العشروات. وبلدة السبعان التي ورد ذكرها أعلاه هي مسقط رأس وبلدة المؤلف الدكتور عبدالرحمن الفريح سبق الكتابة عنها في صفحتنا هذه - الوراق - في عدد سابق وذلك بعد زيارتي لها بدعوة كريمة من الشيخ المضياف راشد العفنان وأسرته آل العفنان الكريمة. وعن العلماء والقضاة في قفار أورد الدكتور الفريح العديد من العلماء الأجلاء رحمهم الله منهم محمد الملاحي المتوفي سنة 1280ه وابنه عيسى المحمد الملاحي المتوفي سنة 1352ه والشيخ عثمان بن منصور الناصري التميمي المتوفي سنة 1281ه والشيخ عثمان بن منصور آل يعقوب المتوفي سنة 1280ه وعدد من آل يعقوب أهل علم وفقه وغيرهم من العلماء والقضاة الذين ذكرهم الفريح في كتاب قفار ومن الشعراء في قفار: الخوير التميمي صاحب القصيدة الشهيرة في القهوة التي ذاع صيتها في الجزيرة العربية وهو ذو كرم معروف، ومن الشعراء عبدالعزيز بن جاسر بن ماضي صاحب (القفارية) التي تعد من درر الشعر النبطي عام 1235ه وبشير بن نصار التميمي، وحسن بن طليحان الشمري وغيرهم من الشعراء المذكورين في الكتاب. وعن أمراء قفار عدد منهم الدكتور الفريح في كتابه أشهرهم: عقيل بن سلامة بن عيادة من النواصر من تميم وخلفه على الإمارة حُميد بن فريح بن عيادة ثم الأمير دخيل الخوير التميمي ثم ناصر بن عفنان التميمي ثم علي بن رشيد بن عيادة ثم تولى الإمارة عفيصان بن سليمان العفيصان من آل الخوير ثم فريحان الموكا ثم عبدالعزيز الخوير ثم ابنه راشد الخوير وأسرة الخوير معروفة بالكرم وحسن الضيافة وبشاشة المحيا في استقبال الضيف. وقفار هذه الآن بلدة مترامية الأطراف في اتساع وصلتها يد النماء والعطاء من حكومتنا الرشيدة. وأهل قفار أهل ضيافة وكرم وكما هو معروف عن منطقة حائل منذ قديم الزمن. هذا موجز مما نقلته عن كتاب (قفار) للدكتور عبدالرحمن الفريح الذي تفضل مشكوراً ضمن استضافته لي في (نقرة قفار) بأن قام بتجوالي على قفار كافة ومحلاتها وأحيائها القديمة والحديثة وقصر غيّاض الشهير وأشكر للدكتور أبي عاصم عبدالرحمن الفريح على ما وجدته من كرم وحسن ضيافة واستقبال لي ولمن كانوا في صحبتنا الإخوة الأعزاء سليمان العلويط وإبراهيم المقبل الذي قام بتصوير آثار وتاريخ قفار. ناصر إبراهيم العريج - حوطة سدير