تستمد بلدة قفار التاريخية -10 كم جنوب غرب مدينة حائل- إرثها الحضاري من تاريخ طويل جعلها من عيون بلدان حائل، بل وأكبرها وسبق ذكرها ومسماها حائل نفسها. لكن عاديات الزمن «مرض الحمى» حل لاحقاً على قاطنيها، فترك من بقي من أهلها موقعها السابق وتحولوا غرباً إلى سفح جبل أجا الشهير. قفار التي تعيش الآن حاضراً عادت فيه لتزدهر وتبرز من جديد، لتكون واجهة للسكن وتتضاعف مساحتها. تستشرف في عهد حكومة خادم الحرمين الشريفين، مستقبلاً أكثر إشراقاً ونماء يفتح ذراعيه لأفق متطور سيكون بشارة خير في عهد الخير، حيث تشيد يد البناء صروحاً جديدة وتعيد الحياة لمعالم تاريخية مهمة في تاريخ هذه البلدة. ينتظر أن تشهد قفار بماضيها التليد نهضة تنموية هائلة في شتى الجوانب الثقافية والعمرانية والاقتصادية بعدما امتدت يد الخير إليها زافة بشرى مفرحة لمنطقة مهمة من مناطق بلادنا الحبيبة، نستعرض واحداً من هذه المشروعات التي ستعيد الرونق لمحاضن حضارية ظلت رمزاً من رموز قفار سيبعث فيها الألق من جديد بتطوير مسجد قفار «الحميد» الذي شمله الأمر السامي بأن يكون من بين 130 من أهم المساجد التاريخية التي شملها برنامج إعمار المساجد التاريخية في المملكة ومنها ثلاثة مساجد في منطقة حائل تاريخ بنائها عريق ما بين 1175ه وحتى عام 1334ه، وهي مسجد قفار، ومسجد الجلعود، ومسجد الجراد. وتحتضن قفار جامع قفار القديم أو جامع الحميد، والتي تبلغ مساحته 600 متر، ويستوعب 400 مصل، وهو من المساجد الأثرية البارزة في منطقة حائل. بني الجامع عام 1334ه على نفقة السيدة رقية العلي التميمي، والتي تحدث ل»الرياض» أحد أحفادها وهو زامل الخوير قائلاً: تكفلت ببناء الجامع وجعلته وقفاً للمسلمين من أهل المنطقة وعابري السبيل وكانت له منزلة كبيرة، إذ مثل أحد الجوامع الشهيرة التي جمعت الناس لأداء الصلوات حيث موقعه المناسب في ذلك الزمن، وحاجة الناس الماسة إليه في هذه البلدة. وتشير المراجع ومنقولات رجال قفار أن الجامع سمي ب(جامع الحميد) نسبة للحي الذي بني به، وأن بناءه كان على نمط البناء في ذلك الزمن (قبل أكثر من 100 عام)، بالطين والحجر وسقفه من مرابيع خشبية وخشب الأثل وسعف النخيل. ونظرًا لأهميته الكبيرة، مر الجامع التاريخي بعدة تحديثات وتحسينات وإضافات منها ماحدث بعد نصف قرن من بنائه، فقد تم ترميمه عام 1385ه، وأضيفت له بعض المواد الحديثة مثل البلوك والحديد. وفي عام 1412ه، أي بعد بنائه ب78 عاماً، بني مسجد على الطريقة الحديثة في الجهة المقابلة للجامع وبدأ تابعاً للجامع تؤدى فيه الصلوات الخمس وبقي حتى وقتنا الحالي. الخوير يتحدث ل«الرياض» أحد المساجد التاريخية