كانت الذلول هي وسيلة النقل الرئيسية وخاصة لدى ابن الصحراء قديما وكانت الذلول الأصيلة النجيبه بمثابة السيارة الفخمة في هذا العصر، وكذلك كان السلاح وهو البندقية ضروريا للدفاع عن النفس في مجاهل الصحراء، والشاعر شويمان الجروان الجعفري العنزي عاصر قساوة الصحراء والبادية وشظف العيش وتقلبات الدهر الذي أفقده ذلوله وبندقيته فاحتار ماذا يفعل، فما كان منه بعد تفكير واستعراض في مخيلته لكرماء عصره إلا أن اتجه مشياً على أقدامه الى الشيخ محمد بن فرحان الأيداء وأنشد أمامه هذه القصيدة المعبرة: يا اخوي شب النار وادن المعاميل واحمس على جمر عقاب اشتعاله احمس ودقه واضرب النجر بالحيل طنيب ذيب ما تعشت عياله صوته يجيب مدورين التعاليل اللاش نام ومن بغى كيف جاله فنجال سوه من خيار الفناجيل صبه ولا تقلط عليه البياله كيف العذارا لابسات الخلاخيل خله لهن عنا مشبا لحاله انا اشهد ان الدور هذا غرابيل به المره تقلط وتفهق رجاله وكم ثعلب بالذيب سوا الغرابيل وفرخ الحديا قام يضحك غزاله الرس لا تنصاه لو دمه السيل الرس رس وخاسر من عنا له والعفن شكله مثل شكل الرجاجيل مار ان عنهم يفرقنه افعاله بالهرج ما تدخل عليه بمداخيل وبالحق يقصر عن مواجيب خاله الى بلشت ارد العدود المناهيل حلالة النشبات لا صار قاله وخلاف ذا ياراكبين على حيل بنات حر فارزين جلاله فج العضود ولا ارزمن للمخاليل ومحكمات اضرابهن بالشماله الصبح مدن من ضواحي مكيحيل وقبل العشا قصر الحفيره قباله عند الامير اللي تجيه المشاكيل هداج مروي للقبايل لحاله ذباح للجزلات والكنس الحيل ويصرف على ضعف العرب من حلاله محمد بن فرحان يستاهل القيل مثل البحر يغدي سبابيح جاله عقب ركوب الجيش والحط والشيل جيتك على رجلي ما اجد زماله واطلب برود تفرح الصدر بالحيل عطية لي منك ما هي عتاله وبعد ان سمعها الشيخ الأيداء أعطاه ذلولا من أفضل الهجن وبندقية جديدة وغادر الشاعر فوق تلك الذلول بعد أن قدم فوق رجليه في تلك الصحراء الشاسعة .. وإلى صورة أخرى من صور الصحراء. * المصدر: إبراهيم التليعان برواية الشيخ فارس بن محمد الأيداء.