سلمني ابني عبدالله الطالب في مدرسة الفتح الابتدائية ببريدة بالصف الأول ابتدائي.. خطاباً من المدرسة بطلب زيارتي لمناقشة بعض النقاط التي تتعلق بسير دراسة ابني.. وكذلك ربط العلاقة ما بين المدرسة والمنزل.. وبصفتي من رجال التربية السابقين.. راجعت المدرسة في الغد.. وبداية قابلت مدير المدرسة الأستاذ عبدالله العجلان ودار الحديث بيني وبينه عن الطريقة والكيفية التي يتم بها التدريس في الصف الأول. وعن أهمية العلاقة ما بين المنزل والمدرسة لأن تلك الرسالتين يكمل بعضهما الآخر.. وناقشت مدير المدرسة قائلاً له: إن كثيراً من مدرسي الصف الأول خاصة يعتمدون على رسالة المنزل تعليماً وتلقيناً مما يؤدي إلى عملية انعكاسية بين الرسالتين وهذا يؤثر على سير العملية التربوية. ونحن نعلم يقيناً بأن رسالة المنزل ليست تدريسية أو تلقينية بقدر ما هي ملاحظة ومتابعة وتوجيه. وناقشت مع مدير المدرسة اختلاف تأدية العمل بين المدرسين في صفوف موحدة مما يؤدي إلى عملية انكشافية ما بين المخلص والمتهاون وما بين صاحب العطاء والمتكاسل، فكثيراً ما نجد تلك الاختلافات ما بين أخوين في فصلين مختلفين بألف وباء.. وهذا مما يعطي عدم الثقة والارتياح لأن الفرق بين الاثنين شاسع ومن تلك الأنشطة تحكم ما بين ذلك المعلم المخلص والآخر المتهاون ولكن دور مدير المدرسة المتابعة والتوحيد حتى تتعادل الكفتان ما بين الفصلين نشاطاً وعملاً وعطاء. ونقطة أخرى ناقشتها ألا وهي أن التدريس بحاجة إلى فن ومهارة في طريقة التدريس حتى يستطيع المعلم توصيل أو بالأصح نقل المعلومات من ذهن المدرس إلى أذهان التلاميذ بأقصر طريقة وأسهلها وأيسرها. وأثناء الحديث ما بيني وبين مدير المدرسة سلمني خطاباً للاطلاع وهذا نصه: المكرم ولي أمر الطالب.... المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته رغبة بالفائدة وحباً للمصلحة وحرصاً على ما يعود على أبنائنا الطلاب بالنفع والخير رغب الأستاذ أحمد بن حمد الخضير أن يقتطع من وقته ويفرغ نفسه ليعطي طلابه حصصاً إضافية ويكون وقتها مسائياً من الساعة التاسعة مساء وحتى الساعة العاشرة والنصف وتكون أيام السبت والاثنين والثلاثاء من كل أسبوع خلال شهر رمضان لتعم الفائدة والنهوض بمستوى أبنائنا الطلاب. نأمل التعاون مع الأستاذ وإحضار الابن خلال الأيام والوقت المحددين. شاكرين لكم تعاونكم ونيابة عنكم كل الشكر والتقدير والثناء للأستاذ على جهده وما يبذله من حرص وإخلاص لرفع مستوى أبنائنا الطلاب، جعل الله ذلك في موازين حسناته.. انتهى مع ذكر المعلم أحمد بن حمد الخضير ومدير المدرسة عبدالله بن علي العجلان. بعد اطلاعي وقراءتي هذا الخطاب عرفت بأن لدينا شريحة كبيرة من المدرسين المخلصين في خدمة دينهم ومليكهم ووطنهم وهذا هو شعار حب العمل والإخلاص وعندما علمت أنه مدرس الصف الأول ابتدائي زاد إعجابي وتقديري بأن الجهد والعطاء في أي زمان ومكان!!. ثم استأذنت المدير وذهبت إلى مدرس ابني بالصف الأول الأستاذ صالح الفريح، وعندما دخلت الفصل رأيت جهاز كمبيوتر وهذا شيء مؤكد بأنه على حساب المدرس وزيادة على ذلك رأيت صندوقاً مملوءاً بالحلويات والشكولاته وهي جوائز تشجيعية لهؤلاء الطلاب وأيضاً وطبعاً وشيء مؤكد بأنها على حساب المدرس ورأيت وسائل الإيضاح في كل شبر داخل الفصل ومما أعجبني كثيراً دماثة أخلاق هذا المدرس مع هؤلاء الصغار وكأنه أب جالس بين أبنائه، فالتدريس على مستوى رائع والمدرس قدوة بالنشاط.. هذا هو ما اطلعت عليه أما ما أسمعه عن أنه يوجد في هذه المدرسة نخبة من المدرسين المتميزين وخاصة الأستاذ إبراهيم الوشمي مدرس الرياضيات لذا فإنني أقول وأكرر: جزاهم الله خيراً. وهذا هو الإخلاص في العمل فأبناؤنا أمانة في أعناقهم، وأكثر الله من أمثالهم. وهنيئاً لإدارة التربية والتعليم بمنطقة القصيم بتلك الفئة ويا حبذا أن تكون فيه صفة من صفات التميز بين العاملين والمتهاونين. لذا أقول وأكرر بأن المدرسين الخضير والفريح يستحقان الإشادة والشكر والتقدير، وأكثر الله من أمثالهما.