وباستعراض المراحل المختلفة لحياة المرأة السرية، وتأثيرها على حياتها الوظيفية، نجد أنها في المرحلة الأولى، عندما تكون غير متزوجة، يصبح في استطاعتها العمل مثل الرجل تماماً وبنفس الكفاءة والفاعلية، ولكن المرأة تواجه دائماً صعوبة في كيفية التوفيق بين عملها وبين واجباتها المنزلية، وهي في هذه الحالة يجب أن تختار بين مرحلتين: الأولى: محاولة جعل متطلبات الحياة الوظيفية تتلاءم مع المراحل المختلفة لحياتها الأسرية. والثانية: محاولة جعل متطلبات حياتها الأسرية تتلاءم مع حياتها الوظيفية. ويلاحظ أنه في المرحلة الأولى لا تكون للمرأة (غير المتزوجة) مشاكل أنثوية خاصة، ولكن جهدها يقتصر على التكيف مع الحياة الوظيفية، وأما في المرحلة الثانية (زوجان بدون أطفال) فتكون أعباء المرأة العائلية أكثر من الرجل في نفس الظروف، بل إن الزوج قد يكون أحياناً معوقاً لحياة زوجته الوظيفية إذا: (أ) أراد حياة اجتماعية مليئة بالصداقات مع كثرة الضيافات، دون أن يشارك في عمل شيء، وإلقاء التبعية كلها على الزوجة. (ب) أن يضع نجاحه في العمل قبل أي شيء آخر وينظر إلى عمل زوجته على أنه مجرد مورد مالي. إلا أن المرحلة الثانية (زوجان مع أطفال صغار) فهي بلا شك أصعب فترة بالنسبة للمسؤوليات الأسرية التي تكون ثقيلة جداً، حيث يبدو واضحاً صعوبة التوافق مع الحياة الوظيفية. وقد كان التحاق المرأة بالعمل في الماضي يقابل بالاحتجاج من المجتمع، بعكس ما هو حادث في الوقت الحاضر، إذ تشجع كل أسرة بناتها على اتمام تعليمهن والالتحاق بسوق العمل، كما يفضل الشباب المعاصر الزواج من فتاة عاملة. والسؤال هنا أيضاً، ليس ضرورة ومشروعية عمل المرأة المتزوجة، ولكنه عن ملاءمة أو استمرار امرأة متزوجة لها مهاراتها الخاصة وشخصيتها ومزاجها واهتماماتها وعلاقاتها بزوجها في العمل بمهنة معينة، وخاصة إذا كانت الظروف المحيطة بالمرأة المتزوجة تحدد نوع المهنة التي يمكن أن تلتحق وتشارك بها مجتمعها، وحين يكون معروفاً ما للمهنة من تأثيرات علىالمرأة، وعلى زوجها، وعلى أطفالها، إن كل هذا يعتمد على عوامل عديدة مثل: (الوقت الذي تقضيه في العمل، ودرجة شعورها بالارهاق والتعب، ونمط العمل، ومقدار الدخل الذي تحصل عليه)، وعموماً لا يوجد من يستطيع تقييم كل هذه العوامل سوى الزوجين بنفسيهما. فواز جميل سلامة - جدة كاتب وباحث سعودي ٍ[email protected]