فرحة العيد في إطلالتك بهجة ترنو في القلوب، وغيوم السماء تبدد عن نور يضيء الدروب، وبرايا الخاطر تتوارى وراء قاصيات الخطوب، بحال يا عيد قد قفلت راجعاً إلينا، وحال الآنف نساير أوتاره على إيقاع مستديم، تشوبه الكلوم والأوجاع، وتعج أيامه نزيف الآهات يصدع مقوماتنا الباقية، ويركن بعضنا إلى منايا الظلام الدامس فلا حي يترحم عليه ولا ميت يوارى الثرى، وكأنك اعتدت الإياب على كآبة الأجواء، وعكر جمال الصفاء، وغرقت الفرحة في وحول الأحزان المشمرة بساعد الوحشية المدمرة، ولا ترم يا عيد من حال قد طاقت منه النفوس ذرعاً، فبت متنفساً للهموم، ومفرجاً لشظايا الآهات في كنه الصدور، فحانت منك لفتة الأمل وشع منك نور الرجاء وبسمة البهجة، وتلمسنا من يديك بلسم العافية وقرت أعيننا ببض حضورك ونقاء وردك وشجونك، لن أقولها كما تآلف القوم على قولها (بأي حال عدت يا عيد !!)، بل أقول مرحباً بك باعثاً الفرحة والسرور وسط النفور، ومبدداً قسوة اللحظات إلى أجمل الأوقات، أهلاً بإطلالتك يا عيد، وزُف البشرى إلى كل من تعمه الفرحة بمقدمك يا مبلغ السرور .