اقترنت شهرة المملكة العربية السعودية على الصعيد الدولي بالبترول، وهذه المادة الحيوية التي لا غنى عنها في المجتمعات الحضارية المعاصرة، تختزن منها أراضي المملكة العربية السعودية ثلث احتياطيي العالم، ليشكل أكبر احتياطي بترولي مكتشف حتى الآن. فإذا كانت أمم الأرض تنظر إلى المملكة العربية السعودية بالنظرة المادية المتمثلة في سلعة البترول،كمنتج إستراتيجي لها وبخاصة عند صعود وهبوط أسعارها عالمياً كما يحصل في هذه الأيام، فإن الشعوب الإسلامية تنظر إلى المملكة بنظرة أخرى، وهي النظرة الروحانية الأزلية، لما تحتضن أراضيها في مكة والمدينة، أقدس مقدسات المسلمين، المتمثلة في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة الأخرى. ومما لا شك فيه أن وجود الحرمين الشريفين والمقدسات الإسلامية في المملكة العربية السعودية، قد أضفى إليها بعداً روحياً ضمن كافة الأطر التي تتشكل منها منظومة الدولة والمجتمع المدني، الأمر الذي يعد تشريفاً من الله سبحانه وتعالى لشعبها ولقيادتها، وفي نفس الوقت هو حمل للأمانة، واضطلاع بالمسؤولية الكبرى من قبل قيادة المملكة وشعبها، تجاه دين الله. وإن دوراً عظيماً كهذا لن يؤديه إلا من هو أهل له، ولذلك فإننا كمسلمين نعتقد بأن الله سبحانه وتعالى اختار شعب المملكة العربية السعودية وقيادتها بالطبع لأداء هذه المهمة العظيمة على وجه التحديد. ومن هنا برزت خصوصية هذا البلد وأهله على الصعيد الدولي، الأمر الذي ينبغي أن تتفهمه بقية شعوب الأرض في إطار هذه الحقيقة، ضمن أسس وقواعد العلاقات الدولية بين الأمم والشعوب، والمستمدة أصلاً من القيم والأعراف الإنسانية المشتركة. إن ثقل البعد الروحي للمملكة العربية السعودية يشكل قوة معنوية كبيرة للمجتمع السعودي، وفي نفس الوقت فهو يشكل عاملاً أساساً للتلاحم والوحدة الوطنية، كما أن الثروة البترولية الكبيرة التي وهبها الله إياها تشكل هي الأخرى قوة مادية ضخمة، لتضاف إلى رصيد قوتها، مما تعزز مكانة هذا البلد على الصعيد الدولي اقتصادياً وسياسياً. وقد ظلت قيادة المملكة العربية السعودية تسخر كل رصيد قوتها لصالح شعبها وأبناء أمتها الإسلامية، وذلك منذ أن تأسست في مطلع القرن الماضي على يد الملك عبد العزيز رحمه الله، وعلى مدى عقود مضت، كانت هناك جهود مخلصة وجبارة للخروج بالبلد من النمط التقليدي إلى النمط الحداثي أسوة بالكثير من الشعوب النامية، حيث تحققت نجاحات باهرة في مختلف الأصعدة، إذ تبوأت المملكة العربية السعودية المكانة العالمية المرموقة بين الأمم والدول، وعلى أثره حظي المواطن السعودي احتراماً وتقديراً يليق بمكانة بلده أينما حل و وجد، كما أصبح الاقتصاد السعودي ركيزة من ركائز الاقتصاد العالمي، بل هو بات يشكل رقماً صعباً ضمن معادلة الاقتصادات الدولية، ولعل هذه تشكل أهدافاً كلية للدول والشعوب قاطبة في الغالب من خلال تطلعها إلى الرقي والازدهار بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية. ونحن بدورنا كمسلمين كنا ننظر إلى تجربة المملكة الإسلامية، وفي تحديها الحضاري بنظرة إعجاب وتقدير، وخاصة في مرحلة انحطاط المسلمين و انكفائهم عن ركب الحضارة العالمية، وعلى أمل أن تصبح تلك التجربة الرائدة نموذجاً يُحتذى به لكل المسلمين، وخاصة في إطار الوسطية والاعتدال الملح للمسلمين اليوم. وفجأة بعيد كارثة أحداث الحادي عشر من سبتمبر المشؤومة سلطت كافة الأضواء إلى هذا البلد وشعبه، حيث تناولت الجهات المغرضة الشأن السعودي بالذم والقدح، وشنت في هذا الإطار حملات ظالمة طالت كل مفاصل المجتمع السعودي، كما نشط الإعلام المعادي على كافة الجبهات. ولم يكن هذا نهاية المطاف، بل برزت جماعات محلية في الداخل والخارج مستغلة الأجواء الدولية المضطربة، لتوجه طعنات غادرة من الداخل والخارج على حد سواء، تجاه مكتسبات الشعب السعودي ومنجزاته الحضارية، ولتشويه صورته أمام الملأ. وللأسف أن تلك الجماعات قد اتخذت من الإسلام ستاراً لها، مما أصبحت الهوية الإسلامية السعودية على المحك. وبسبب ما تشهده الساحة السعودية لبعض مظاهر العنف والتطرف على أيدي هؤلاء، أصبحت قطاعات معينة في المجتمع السعودي هدفاً للتشهير والإساءة المستمرة من قبل الإعلام المعادي، حيث سخر كل إمكانياته لتشويه صورة المملكة ومؤسساتها الاجتماعية، لدرجة أن العالم بات لا يسمع ولا يرى عن المملكة من خلاله إلا صور الإرهاب والتطرف. في حين أن تاريخ المملكة في معظمه قصة كفاح وبناء أمة عظيمة، وإرساء قواعد كيان شامخ وحضارة نموذجية، وتحقيق إنجازات على مدى قرن من الزمان، الأمر الذي يستحق الذكر والإشادة، والتأمل والوقفة، والتعبير عن التضامن معه، كنموذج مشرق للنهضة الحضارية الإسلامية المعاصرة، على عكس ما يتم ترويجه الآن من قبل الجهات المغرضة و الإعلام المعادي. ولو رجعنا إلى الخلفية التاريخية للمملكة العربية السعودية قليلاً، نجد أن المؤرخين يشيرون إلى عام 1740م حين تعاهد الإمام محمد بن عبد الوهاب، المصلح الديني والاجتماعي المعروف في الجزيرة العربية في القرن الثامن عشر، والإمام محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الأولى، على إقامة دولة إسلامية تحكم بالشرع على ضوء الكتاب والسنة. غير أن الدولة السعودية الحديثة والتي تعرف الآن بالمملكة العربية السعودية، ترجع بدايتها إلى عام 1902م، حين انطلق الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، لإخضاع المناطق والأقاليم المتناثرة والمتناحرة فيما بينها بالجزيرة العربية، تحت مظلة وطن واحد، وقد وفق الله هذا القائد الفذ في مساعيه وخلال فترة وجيزة استطاع توحيد معظم أرجاء الجزيرة العربية تحت مظلة قيادته، وعلى أثره أعلن في عام 1351ه عن قيام كيان موحد تحت اسم المملكة العربية السعودية والتي تمتد رقعتها اليوم من سواحل البحر الأحمر غرباً إلى سواحل الخليج العربي شرقاً، ومن حدود الأردن شمالاً وإلى حدود اليمن جنوباً، لتحتل مساحة تقدر ب 2.25 مليون كيلو متر مربع من شبه الجزيرة العربية، ضمن رقعة تعتد كقارة شاسعة الأطراف. وذلك كتجسيد واقعي لأول وحدة عربية حقيقية في مستهل انحسار الاستعمار من المنطقة العربية. كذلك لو نظرنا إلى الظروف المناخية والطبيعية للمملكة نجد، أن معظم أراضيها واقعة ضمن المناطق الصحراوية الجافة التي يسودها مناخ حار وقاس جداً، بل أن بيئتها الصحراوية (Desert ecosystem) تصنف ضمن أشد مناطق العالم جفافاً وشحاً في الأمطار وندرة في المياه مما تفتقر إلى الغطاء النباتي والأنهار والمجاري المائية، لذا فإن معظم أراضيها الداخلية تكاد تكون خالية من السكان باستثناء بعض الواحات التي تمركزت حولها التجمعات السكانية لبعض القبائل العربية المعروفة والتي يوصف أبناؤها بشديدي الميراس. أن بلداً بهذه الأوصاف السالفة الذكر أن يتم توحيده على يد الملك عبد العزيز ورجاله المخلصين بإمكانات متواضعة وخاصة في ظل ما كان يشهده العالم من اضطرابات وظروف دولية معقدة، يعد بحق ظاهرة نادرة الحدوث في تاريخ الأمم والشعوب، إن لم تكن هي معجزة. وخاصة أنه استطاع بحنكته البارعة من تحييد بلده الناشيء خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية. ونأي بنفسه عن كل الصراعات الدولية المريرة التي عصفت بالعالم، وذاقت ويلاتها البشرية طوال النصف الأول من القرن الماضي. وبذلك أنقذ شعبه المفتقر أصلاً في ذلك الوقت إلى الموارد والإمكانات من شرور الحرب وعواقبها، مما حظي باحترام العالم وبالتالي أهل بلده لتولي دور محوري في مرحلة ما بعد الحرب، وهو الذي تجسد في لقاءاته مع زعماء العالم البارزين في ذلك الوقت مثل هاري ترومان وتشرشل. وقد ظل الملك عبد العزيز قرابة إثنين وخمسين عاماً - وهي في الواقع سنوات حكمه - يعمل على إرساء أسس وقواعد الدولة الحديثة، حيث تحققت على يديه إنجازات و نجاحات كبيرة وكثيرة في مختلف الأصعدة والميادين لصالح الشعب السعودي وذلك بالرغم من ضآلة الإمكانات المادية آنذاك، ولا يسع المجال في سردها عبر مقالة سريعة كهذه،. ولكن من أبرز ما حفل عهده الميمون هو توجهه إلى معالجة قضايا معينة بعينها، وإعطاءها الأولية دون غيرها لإدراكه بأهميتها للنهوض بالشعوب والأمم، ومنها على سبيل المثال: اهتمامه ببلورة وصياغة وتعزيز الوحدة الوطنية للشعب السعودي على دعائم وثوابت راسخة من الدين الحنيف، كعقد اجتماعي بين الحاكم والمحكوم. وكان من شأنه أن أعاد زرع الولاء والانتماء والثقة في نفوس المواطنين بالجزيرة العربية، الذين حرموا من أية وحدة وطنية حقيقية في ترابهم في إطار كيان راسخ البنيان، بسبب الإهمال والتهميش الذين عومل بهما من قبل الحكومات المتعاقبة عليهم عبر الزمن. مما ظلوا شعباً بلا هوية ولا انتماء وفاقدي الثقة بالنفس في معظم الأدوار والمراحل التاريخية. ومن القضايا التي حظيت أيضاً باهتمامات الملك عبد العزيز بصورة خاصة، حرصه على تأليف القبائل والعشائر العربية بالجزيرة العربية التي طالما ظلت تتقاتل وتتناحر وتتنافس فيما بينها حيث نجح رحمه الله بجدارة من تحويل منظومة القبيلة والعشيرة إلى عامل إيجابي لصالح المجتمع، كمؤسسة في إطار مؤسسات المجتمع المدني، وذلك لتعزيز الوحدة الوطنية بعيداً عن العصبيات و النعرات التي درجت عليها. ومن المفارقات العجيبة وللأسف الشديد أن أولئك الشواذ الذين رفعوا معاول الهدم ضد شعب المملكة العربية السعودية في الوقت الحاضر بدؤوا يوجهون طعناتهم الغادرة نحو هذه النقاط الحساسة للنيل منها، حيث يحاولون زعزعة تماسك الوحدة الوطنية لشعب المملكة العربية السعودية، بالتشكيك في هوية مواطنيها، وولاء اتهم لحكامها، لعلم هؤلاء المفسدين أن نجاحات الملك عبد العزيز في بناء أمة عظيمة وبلد مزدهر انطلقت من هنا. وعندما انتقل الملك عبد العزيز إلى جوار ربه استلم زمام قيادة البلد أبناؤه البررة الذين ساروا وواصلوا المسيرة على نهجه من أولهم إلى أخرهم، مع ترتيب الأوليات تبعاً لاحتياجات البلاد والشعب من مرحلة إلى أخرى، وطوال العقود الخمسة الماضية شهدت البلاد تحولات وتطورات واسعة النطاق على المستويات الاجتماعية و الاقتصادية والسياسية. والزائر لهذا البلد يلمس عن قرب مدى التقدم والتمدن الذي حظي به المجتمع السعودي ليشمل كافة مناحي الحياة، مما أصبحت رفاهية الشعب السعودي تضاهي رفاهيات الشعوب المتقدمة. وعلى مستوى المسرح الدولي أصبحت المملكة رمزاً كبيراً للاعتدال وتبني نهج السلام في علاقاتها مع الشعوب، من شأنه باتت تحتل موقعاً إستراتيجياً ضمن الخارطة السياسة الدولية. كما أنها انطلاقاً من موقعها ظلت مناصرة ومواسية لكثير من الشعوب المضطهدة، وخاصة الشعوب الإسلامية التي تتعرض للظلم والعدوان لكونهم مسلمين فقط. بالإضافة إلى ذلك أضحت المملكة تملك مقومات كبيرة لاستشراف المستقبل اعتماداً على الذات و بما لديها من أسباب مادية وعمق إستراتيجي وإرث حضاري وروحي ونهضة علمية. الأمر الذي لم يعجبه الكثيرين، مما بدؤوا يحاكون ضدها مؤامرات على مستويات عالية وبأساليب متعددة، ومنها محاولة تقويض أمنها الداخلي، واتهام منهجها التعليمي بالتطرف، و اتهام مؤسستها الدينية بتبني خط التشدد، بالإضافة إلى تشويه صورة مؤسسات المجتمع المدني فيها وخاصة المتمثلة في الهيئات الخيرية والإنسانية. وحيث أنني كنت شاهداً للتحول الحضاري الكبير الذي شهدته المملكة لمدة تزيد عن الثلاثين عاماً الماضية، كما أنني قد درست في مدارسها وجامعاتها من المرحلة الإبتدائية حتى التعليم العالي، بالإضافة إلى ذلك فإنني عايشت المجتمع السعودي في أدق خصوصياته، من هنا فإنه يمكنني القول إن اختيار الأعداء للمجالات الآنفة الذكر كأهداف لم تكن من قبيل الصدفة، بل لعلمهم التام أن المملكة تميزت عن الآخرين بها. ولو جئنا لقضية الأمن الداخلي للمملكة، لم تكن خلال العقود الماضية على وجه الأرض بلداً أكثر أمناً من المملكة لتطبيقها شرع الله في كل شأن من شؤون الحياة،وهذه حقيقة لا أحد يستطيع ينكرها، فلذلك استهدف أمنها في الصميم. وأما إذا ما تحدثنا عن المنهج التعليمي فهو من أكثر البرامج التعليمة ملاءمة للفطرة الإنسانية السليمة، لا وبل للحضارة والحداثة أيضاً. ولم يكن يوماً من الأيام لتزرع في النفوس الكراهية والتطرف، وخير شاهد على ذلك هؤلاء الشباب المتنورين من أبناء المملكة الذين يحتلون مواقع العمل والإنتاج في مختلف مجالات شؤون الحياة، من طبيب ومنهدس وكادر إداري وإلى ما هنالك من الكفاءات البناءة في المجتمع السعودي، والذين هم في الأصل مخرجات التعليم السعودي التراكمية، والذين تقدر أعدادهم بالملايين، حيث لم تصدر منهم ولعقود كثيرة مضت أية نزعة للتطرف، وبالتالي فإن المنهج التعليمي السعودي بريء عن كل ما أثير حوله. وأما ما صدر عن بعض من تصرفات همجية وحمقاء، فكان هؤلاء في الأصل من السفهاء الذين انطلت عليهم حيل الأعداء بسبب جهلهم، ولا يمثلون بأي حال من الأحوال نماذج للشباب السعودي الواعي، بل يمثلون حالة مرضية معزولة أصيبت بالعدوى من الخارج. وكذلك إذا ما تحدثنا عن المؤسسة الدينية في المملكة العربية السعودية، نجد أنها في الواقع تعبر عن روح المجتمع السعودي لتبنيها خط الاعتدال والمنهج السليم في فهم الإسلام الحنيف وإشاعته على أساس التسامح والتعايش بين الأديان كلها، لذلك حظيت بثقة عموم المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، مما أصبحت مرجعاً دينياً معتمداً للغالبية العظمى من المسلمين، وذلك بالرغم من اختلاف الأوطان وتعدد الثقافات، ومن هنا تنبع أهميتها للشعب السعودي والمسلمين عموماً على حد سواء. وأما ما يثار حولها من تهم باطلة بشأن ما يزعم تبنيها لخط التشدد الديني، وفي الواقع أن مثل هذه التهم لا يقصد من وراءها إلا التضليل والنيل من المكانة المرموقة التي تبوأتها هذه المؤسسة الدينية في أوساط المسلمين، وأنها لمحاولة خبيثة من الأعداء لإحداث هوة وشرخ بين الطرفين، لكيلا تكون هناك سبب لوحدة المسلمين ولو على مستوى مراجعهم الدينية. ومثل هذا الواقع ينطبق تماماً على الهيئات الخيرية السعودية، والتي انبثقت في الأصل من خلال تطور مؤسسات المجتمع المدني في المملكة. وبالرغم من حداثة عهدها فإنها قامت بجهود جبارة وخاصة في العقدين الأخيرين، حيث كان لها انتشار أفقي ورأسي على المستوى الدولي وخاصة في نطاق المناطق التي تعرضت للمجاعات والكوارث الطبيعية في إفريقيا وآسيا، بالإضافة إلى الدول التي شهدتها الحروب الأهلية الطاحنة خلال السنوات القليلة الماضية، مما أصبحت هذه الهيئات الخيرية السعودية واقعاً ملموساً في ميادين الإغاثة الدولية و للضحايا والمنكوبين أينما كان. كما أصبحت أملاً كبيراً لكثير من الشعوب المنهكة بسبب الحروب والكوارث، لكونها سباقة في مد يد العون لكل المحتاجين. وفي هذا الصدد قامت الهيئات الخيرية السعودية المختلفة بتبني وتنفيذ وإنجاز المئات من البرامج والمشروعات الإغاثية النوعية المبتكرة لصالح الفقراء والمحتاجين حول العالم، وخاصة لصالح فئة الأيتام، والذين ترعاهم هذه الهيئات عبر برامج تعرف ب (كفالة الأيتام)، حيث إن هناك تقديرات لأعداء هؤلاء الأيتام تتراوح ما بين 70 و80 ألفاً. إذ يستفيد هذا العدد الهائل من الأيتام من المساعدات النقدية التي تقدمها هذه الهيئات بصورة منتظمة شهرياً، لتمكينهم من التغلب على الظروف الحياتية الصعبة التي يواجهونها. وأما ما أثير حولها من شبهات على نطاق واسع فهي لم تكن صحيحة، ولكن قد تكون هناك أخطاء فردية ارتكبت من قبل البعض بعيداً على الرقابة الإدارية بسبب حداثة تجارب بعض تلك الهيئات، فإن ذلك لن يكون مبرراً لتشويه صورتها على الإطلاق، لأن العمل الخيري السعودي قد بدأ ينتظم على أسس مهنية فائقة، وبإدارة رجال مخلصين وواعين. وهذا حقيقة ملموسة لدى الجميع. لذا نرجو من الله سبحانه وتعالى أن يمكن الشعب السعودي من الحفاظ على ثوابته ومكتسباته في أرضه، ودحر كيد الأعداء والمتآمرين ضده، كما نأمل من كل المنصفين في العالم التعبير عن التضامن مع المملكة العربية السعودية في حربها وتصديها لما تتعرض له من الهجمات على مختلف الأصعدة. لتظل منارة لإشعاع قيم الإسلام السمحة، وواحة للأمن والأمان لكل من قصدها. * باحث في شؤون الهيئات الإغاثية الإنسانية- مدير مكتب لرعاية الأيتام