ربَّما يَلْتَفُّ ثعبانُ الأعادي ربَّما تشكو من القيد الأَيادي ربَّما يسلبني الأعداءُ أمني وسلامي ويصدُّونَ مُرادي ربَّما يقتلع الصاروخُ بيتي ويُريني فيه أكوامَ الرَّمادِ رُبَّّما يُنْقَشُ في ظهري صليبٌ مثلما يُنْقَشُ حزنٌ في فؤادي ربما أسمع أصواتَ نُباحٍ وأرى النَّجمَ السُّداسيَّ ينادي ربما أسهرني السهمُّ طويلاً واشتكت عيناي من طول السُّهادِ وتجافى عن فراش النوم جنبي فكأني فوق أشواكِ القَتادِ ربما أطلقتُ شلاَّل دموعي جارفاً، أبكي على حالِ بلادي ربَّما حدَّثتِ الأشلاءُ عني ذاتَ يومٍ، وانتهى قَدْحُ زِنادي ربما أقْلَقَتِ الرِّيحُ شراعي وانطوتْ في الموج أسرار ابتعادي ربَّما كان سلاحي لا يساوي عُشْرَ ما عند الأَعادي من عَتَادِ ربَّما يا أمَّةَ الإسلام أمضي قبل أنْ أَقطفَ أزهار الجهادِ كلُّ هذا، رُبَّما يحدث، لكنْ لم أزل أهفو إلى رَبِّ العبادِ إنني أبصرُ - والليل بهيمٌ- ضحْكَة الفجر على أنغامِ شادي وأرى الباطلَ يرتدُّ ذليلاً زائغَ العينين مسلوبَ الرَّشاد أيُّها اللاَّئم، لو أبصرْتَ جرحي وسوادَ الليل في (ارضِ السَّوادِ) لو رأيتَ الدَّار لا ينطق فيها غيرُ مأساتي التي أَدْمَتْ فؤادي لو رأيتَ ابني جريحاً يتلوَّى وأبي يَنزف والأمُّ تنادي لو رأيت المعتدي يزداد عُنْفاً حينما يُبصر ضعفي وانقيادي حينما ناشدتُه الرَّحمةَ ألْقَى ضحكة السَّاخر توحي بالتمادي لو رأت عيناك(فلوجة) عزِّي حينما دُكَّتْ ومأساة (الرَّمادي) ربَّما لاقيتَ لي عذراً جميلاً ورفعتَ الرأسَ بي في كلِّ نادي وكَفَفْتَ اللَّوم والخُذْلانَ عنّي وتفضَّلت بإعلانِ الوِدادِ قُلْ عن الطُّغيانِ ما شِئْتَ، فإني لم أزلْ أقرأ عن قصةٍ (عادِ) وأرى فرعون فوق البحر جسما هامداً، بعدَ غرورٍ وعناد صوله الباغي، لها حبل قصيرٌ ينتهي فيها إلى سوق الكسادِ كل ما في هذه الدنيا ابتلاءٌ إنَّما الحسرةُ في يوم التَّنادي