سئل أفلاطون عن الشيء الذي يعظم عليه فقال: إذا اضطررت ان أقول الذي إذا قلته عم أصدقائي وإذا لم أقله كان نقصا للناموس.. إن أفلاطون في إجابته تلك يعالج مشكلة اجتماعية من أهم ما يتكرر في حياتنا اليومية وهي الصراحة وقول الحق فمرارة الحق تتأتى عند طلبه في الوقت المناسب والناس دائماً يحاولون التهرب من مثل هذه المواقف سواء منهم فاعل الحرج أو منتقده.. وهو ما يدعى عندنا بالمجاملة هذه المجاملة التي قضت على كل المبادئ والشيم فإذا أخطأ إنسان أمامنا سكتنا خشية إحراجه وقلنا هذه مجاملة وإذا انتهكت الآداب أمام أعيننا أغمضناها وقلنا هذه مجاملة وإذا استولى على أسماعنا ثرثار يهذي بما لا يدري أصخنا السمع له وقلنا هذه مجاملة وإذا عاقنا عن أعمالنا بطال بطال كسول احتملناه وقلنا هذه مجاملة وإذا انبرى أحدنا بقلب لسانه يسب هذا وذاك ويتنطع بتقليب الكلام سكتنا عنه وقلنا هذه مجاملة وإذا تمادى أحد أصدقائنا يمدح نفسه وينزلها منازل مختلفة أيدناه ودفعناه للتمادي في غيه والعيش في خياله.. وكل هذا خطأ منا واهدار لحقوق المبادئ والنواميس صحيح ان للأصدقاء حق الإكرام والاحترام ولكن نجد ود الصديق الذي تكون فيه هذه الصفات لا يصلح ان يكون صديقا فما الفائدة من مجاملته؟ وهكذا يبدو أننا قد نفهم الأمور خطأ وتصحيح الخطأ واجب وان أغضب الأصدقاء لكن فيه بناء العقول وتطوير المجتمعات وذلك أجدر وأولى.