هو باكورة اعمال الشاعر السعودي خالد عبدالله محمد المطوع، والصادر حديثاً في الرياض، وقد اكسبت لوحات الفنان السوري حسن حمدان العساف الديوان جمالاً منقطع النظير. استهل الشاعر المطوع ديوانه بإهداء رقيق الى خادم الحرمين الشريفين جاء فيه: وليسمح لي خادم الحرمين الشريفين بأن ارفع باقة اشعاري تحية لمقامه الكريم، فإلى تلك الايادي البيضاء اهدى ديواني هذا بما يحمله من حب وتقدير لمقامكم الكريم. ثم سطر الشاعر المطوع مقدمة جاء فيها: لقد استعاد الشعر مكانته ودلالته الجديدة وبما هيأه له خادم الحرمين الشريفين من مستلزمات العلم والابداع، اذا اعطى الثقافة بمفومها الشامل والوانها الابداعية المتنوعة وبما يتناسب مع تعاليم ديننا الحنيف كل ما يحتاج اليه المبدع المؤمن بأن رسالة الاسلام هي رسالة حب وسلام، رسالة امن وامان، رسالة الانسانية التي تحب الخير لكل بني البشر، وآل سعود بما عرفوا به من عراقة واصالة تضرب جذورها في اعماق التاريخ وبما اشتهروا به من كرم وشجاعة وفروسية وشهامة ونبل في الاخلاق، فقد كانوا ولازالوا المعين الذي لا ينضب، والسيف الذي لا يثلم والظل المديد والرأي السديد. ثم نطالع تقديماً هاما للديوان بقلم سمو الأمير تركي بن بندر آل سعود جاء فيه: (خالد عبدالله المطوع صوت شعري جديد، يصرخ من اعماق الارض وينبت في واحات نجد شامخاً كشموخ النخيل، يستاف عبق الصحراء المبللة بأنفاس الجود والعزة والشهامة والكبرياء. ويضيف سموه في نظرة ثاقبة: الشاعر خالد المطوع في باكورة نتاجه الشعري مسكون بالوفاء والتقدير لكوكبة من الرجال رصعوا تاريخ المملكة العربية السعودية بالمجد والمروءة والفخار وكتبوا انصع الصفحات في تاريخنا العربي والإسلامي المعاصر. ويحلل سمو الأمير تركي بن بندر البنية الفنية لقصيدة المطوع بقوله: انه يحرص على انتقاء الالفاظ ببراعة (واناقة) تتجلى فيها الجزالة والمتانة واشراقة الكلمة وطلاوة العبارة، وهو من حيث الصور ينزع الى صياغة عالمٍ من الرؤى التي تقوم على التشبيه والاستعارة، والصورة لديه ذات مكونات حسية جمالية، تشبع فيها الروح والدفء وتسرى في جنباتها الحياة والحركة ويضيف سمو الأمير تركي بن بندر محدداً الشكل الفني الذي يتخذه شعر المطوع: ترتدي قصائد هذه المجموعة عباءة الخليل، وتجتهد ان تحاكي القاموس القديم لغةً وصوراً ومعنى، وذلك في اطار قالب فني تنفتح مضامينه على قضايا الفخر والاعتزاز والفروسية والانسان. لقد حملت مجموعة المطوع الينا وعد الثمر ومواسم الابداع، لقد امتطى الشاعر صهوة القصيدة واسرج حروفها بكل ثقة وجدارة، انه ولا شك فارس من فرسان الكلمة. واولى قصائد الديوان حملت عنوان (اشبالك الآتون من صلب القنا) وقد اهداها الشاعر المطوع الى روح المغفور له جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود - طيب الله ثراه - ومن هذه القصيدة الرائعة نقتطف الابيات التالية: مجد به مجد المعالي يحتمي والى يمينه كل مجدٍ ينتمي ملك له بيض الصوارم والندى شاد الممالك بالقنا والاسهم ملك تلوذ به الملوك مهابة وبعزمه وبجوده كي تحتمي قدحت سنابك خيله صمت الدجى في عزة وتلألأت كالأنجم والى جلالة الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود خادم الحرمين الشريفين اهدى المشاعر المطوع قصيدته: (انوار وجهك كالفضيلة تشرق) ومن هذه القصيدة الجميلة نقتطف الابيات التالية: انوار وجهك كالفضيلة تشرق والمجد من اشفار سيفك يورق والخيل تقتحم الوغي مسعورة ان مس اركان العقيدة احمق يا خادم الحرمين تحت لوائكم بيض البيارق في شموخ تخفق يا راية الإسلام يا فهد التقى يا شعلة الايمان زهداً تشرق وفي معظم قصائد الديوان توثيق شعري لانجازات رجال المملكة العربية السعودية وقادتها ابناء واحفاد الملك عبدالعزيز آل سعود - طيب ثراه - وتأريخ حي لمآثرهم ومكارمهم وعطاءاتهم التي لا تنضب. وعاطفة الشاعر خالد المطوع عاطفة وطنية صادقة واصيلة نابعة عن حس وطني فطري ونبيل. لقد خلد الشاعر المطوع في ديوانه عطاءات (فرسان المجد) مثلما هي خالدة في ضمائر ابناء المملكة العربية السعودية. هامش: فرسان المجد - شعر خالد عبدالله محمد المطوع - رسوم الفنان حسن حمدان العساف، اصدار خاص، الرياض 2004م. عبد بن محمد بركو سوريا - الحسكة