يا أيها الرجل المعلم غيره هلا لنفسك كان ذا التعليم تصف الدواء لذي السقام وذي الغنى كيما يصح به وأنت سقيم ابدأ بنفسك فانهها عن غيها فإذا انتهت عنه فأنت حكيم فهناك تقدر ان وعظت ويقتدى بالقول منك وينفع التعليم لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم هناك بعض الناس يحرص أن يصف الدواء لغيره ولا يصفه لنفسه بل ويحاول بشتى الوسائل والمغريات ان يركز همه واهتمامه لمتابعة تصرفات غيره من التي يراها في نفسه لا تحقق غايته ولا ذوقه (الرفيع)!! من الأجدر لهذا الرجل الذي يعلم غيره ان يرجع لنفسه اولا وقد تكون هي صاحبة الداء انها بحاجة إلى دواء تجلى عنها ما هي منغمسة فيه بل من يقومها ويغنيها عن مراقبة الغير وانتقاده والتدخل بشؤونه الخاصة والعامة كأنما هو وصياً عليه. إن الإنسان لو راقب الله في حياته وحاسب نفسه وضميره أولا وقبل كل شيء للتأكد من خلوها من الأمراض والآفات الاجتماعية وسأل نفسه وضميره هل هما من السلامة بمكان في المقصد وفي المخبر وفي المغزى فإن كانت نقية صافية لا تشوبها شائبة تضمر الخير كل الخير بدافع الإيمان والعزيمة الصادقة لا تندفع نتيجة التيارات الأهواء فقط وجب عليه ان يباركها وأن يعمل المستحيل من أجل الابقاء على هذه المواصفات الطيبة الخيرة المحببة إلى كل نفس طموح حينئذ يصح له ان يصف الدواء لذي السقام بنفس راضية نابعة من قلب مؤمن يحب لاخيه ما يحب لنفسه وان كانت على النقيض من ذلك والعياذ بالله فإن عليه المبادرة بإصلاح ما فسد وترقيع ما فتق والرجوع إلى تفقد نفسه ومحاسبتها وان يسدي لها الوعظ والإرشاد لأن نفسه أصبحت عليلة وتحتاج إلى علاج ناجع يعيد لها ثقة النفس لأن العار كل العار على شخص يتفقد زلات غيره ويتابعها بجده وجهده في الوقت الذي هو منغمس في ظلماتها اعمت نفسه الأنانية المملوءة بالحقد والكراهية والمتمثلة في انتقادات الغير والاستهزاء بهم إذا لم تستهوه تصرفاتهم ولم توافق مزاجه ولا واكبت طريقة أسلوبه في الحياة.