الوكالات: واصل رجال الانقاذ بحثهم تحت انقاض فندق في طابا عن ناجين أو جثث بعد الانفجار الذي وقع ليل الخميس الجمعة وأدى إلى مصرع أكثر من 30 شخصاً معظمهم من الإسرائيليين بينما اتفقت آراء معظم المحللين في المنطقة وخارجها على مسؤولية تنظيم القاعدة عن هذا الحادث الذي هو عبارة عن ثلاثة انفجارات متزامنة استهدفت فندقاً وموقعين سياحيين في جزيرة سيناء. ويعتقد ان جثثاً كثيرة موجودة تحت انقاض فندق هيلتون طابا الفخم الواقع على الحدود الإسرائيلية ، وكان الفندق هدف أكبر سلسلة تفجيرات وقعت على ساحل شبه جزيرة سيناء المطل على البحر الأحمر. وقام نحو 40 من رجال الانقاذ المصريين والإسرائيليين بالحفر خلال الليل مستخدمين جرافات وكلاباً مدربة بحثاً عن أي ناجين ولكن على الأرجح عن جثث، وقال مسؤول إسرائيلي ان عملية البحث قد تستغرق أياماً. وقال مصدر أمني مصري ومسؤولون دفاعيون إسرائيليون ان هذه التفجيرات مرتبطة على ما يبدو بالقاعدة. وقالت صحيفة الأهرام المصرية ان الشرطة المصرية استجوبت 12 مشتبها بهم بعد التفجيرات. وأعلنت جماعة مؤيدة للقاعدة غير معروفة من قبل تطلق على نفسها اسم كتائب التوحيد الاسلامية مسؤوليتها عن الانفجار على موقع على الانترنت، ولم يتسن التحقق من صحة هذا الاعلان واعلان آخر من جماعة غير معروفة تطلق على نفسها اسم الجماعة الاسلامية الدولية. ونفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) القيام بأي دور في التفجيرات التي وقعت في مصر. لكن أحد قادة حماس قال أمام حشد في مدينة نابلس في الضفة الغربية حيث ردد المئات هتافات تدعو إلى مزيد من التفجيرات إن الله انتقم للقضية الفلسطينية بهجوم طابا على أيدي أبطال مصريين. وكان نائب وزير الدفاع الإسرائيلي زئيف بويم قد سارع للقول أمام الصحفيين إن هجمات يوم الخميس في المنطقة التي يرتادها الإسرائيليون يبدو أنها من عمل جماعات دولية مثل القاعدة أو فروع لها. وقال محلل بالمخابرات الإسرائيلية لرويترز: التزامن في الهجوم يحمل بصمات القاعدة حيث الهدف الواضح ايقاع أكبر عدد من الضحايا، وإذا ما ثبت صحة هذه التقديرات فإن الهجمات التي شملت تدمير الجزء الغربي من فندق هيلتون طابا الذي هو على مرمى حجر من الحدود الإسرائيلية ستمثل أقرب نقطة تصل إليها القاعدة لضرب إسرائيل. وقال محمد السيد سعيد نائب رئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في صحيفة الاهرام القاهرية إنه ليس للقاعدة قدر كبير من العمليات التي تنفذها من أجل القضية الفلسطينية لكن هجمات يوم الخميس قد تكون البداية. وتابع سعيد: ان التفجيرات تبدو متصلة بالقضية الفلسطينية مضيفا أنها ربما كانت انتقاماً للهجوم الإسرائيلي الكاسح في قطاع غزة وربما كانت انتقاماً لمقتل أحد النشطين في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) بسوريا الشهر الماضي على أيدي عملاء يشتبه في صلتهم بإسرائيل. وقال مصدر أمني مصري: نعمل وفق افتراض أن جماعة ذات صلة بالقاعدة نفذت التفجيرات، وأضاف المصدر انه لابد أن المنفذين تلقوا مساعدات مهمة داخل مصر نظراً لصعوبة تهريب المتفجرات إلى المنطقة. وقال مصدر أمني آخر ان الفلسطينيين لن يعرضوا علاقتهم مع مصر للخطر بتنفيذ مثل هذه العملية على الاراضي المصرية، وقال مصدر أمني ألماني: لابد أن جهاديين دوليين لهم صلة بالأمر، الآن لا نعرف ما إذا كان للقاعدة أي صلة بالعملية، لا يبدو انها من تدبير حماس أو حزب الله. وقال ماجنوس رانستورب الخبير في الجماعات المتشددة الشرق أوسطية في جامعة سانت اندروز باسكتلندا هذا شيء لن تفعله الجماعات الفلسطينية. وتابع ما تحرص عليه حماس والجهاد هو حصر عملياتها داخل حدود 1967 وليس الضرب خارجها وعدم التورط في أي صلات دولية، ليس من المحتمل أن يحيدوا عن طريقة العمل هذه. وقال ان الجماعات الفلسطينية المسلحة لم تكن لتستفيد من تفجيرات يوم الخميس بل على النقيض من ذلك يمكنهم أن يتوقعوا ان تشن قوات الامن المصرية حملة ضد عناصرهم هناك. وقال رانستورب إن تفجيرات طابا تمكن القاعدة من ضرب عصفورين بحجر. والطريقة التي تمت بها التفجيرات التي شملت شاحنة ملغومة مع مفجر انتحاري في فندق هيلتون طابا بالاضافة إلى تفجيرين على شاطئين اخرين في الجنوب تشبه تماما أسلوب القاعدة والجماعات ذات الصلة بها. وقال نيك برات مدير برنامج الارهاب في مركز مارشال الاوروبي في ألمانيا انك تتحدث عن تفجير انتحاري، إنها ضد هدف سهل، لقد استهدفت فندقاً يعد جزءاً من سلسلة امريكية وهي منطقة سياحية تذكر ببالي، إنها تحمل بصمات القاعدة. إلى ذلك أدان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات تفجيرات طابا وقالت مصادر رسمية فلسطينية إن عرفات أعرب عن استنكاره في رسالة بعث بها أمس إلى الرئيس المصري حسني مبارك.