لفت نظري كما آلمني هذا العنوان الذي نشر في الصفحة الأخيرة من جريدة الجزيرة في يوم الأربعاء 1-8-1425ه وهو (طالب يعتدي على معلمه بعد ثلاثة أيام من بدء الدراسة، ولقد أوحى لي هذا الخبر - أو بعبارة أخرى - لقد عزز هذا الخبر ما كنت مقتنعة به سابقاً، من أن الفجوة واسعة، والتنافر كبير بين كثير من الطلاب والمعلمين، والسبب فيما أظن والله أعلم، من المعلمين غالباً، وهذا ما يصدقه الواقع فمما يحز في النفس ويكدر الخاطر، أن يلجأ رجل العلم والتربية إلى الشتم والتوبيخ في الأسبوع الأول من الدراسة، وربما لجأ بعضهم إلى الضرب. ألم يكن الأحرى والأجدر أن يبدأ هذا المعلم عامه الدراسي بمحاولة القرب من طلابه بمد جسور من الحب والتفاهم فيما بينهم، وأن يكون قدوة حسنة ويرفق بهم ويعالج سلبياتهم بالوسائل المثلى الناجحة بعد توفيق الله تعالى، خاصة وأنه جديد عليهم - كما ذكر الخبر - ولم يكن هناك حزازات سابقة ونزاعات بينه وبين طلابه. رويدك أخي المعلم، رويدك أختي المعلمة، فلا زلنا في بداية العام الدراسي، والذي نأمل ونرجو من الله أن يكون عاماً دراسياً مباركاً يزينه الحب والتفاهم والرفق والقدوة الحسنة من المعلمين، وأيضاً الجد، والمثابرة، والاحترام من الطلاب لمعلميهم. وبالمناسبة أوجه سؤالاً مهماً إلى وزير التربية والتعليم، وهو: أليس من حق الطلاب الرفق بهم وتهيئة المناخ المناسب لتلقي العلم، وإبراز القدوة الحسنة لهم؟ طبعاً الإجابة معروفة للجميع.. وهذه الإجابة تقودنا إلى السؤال الأهم وهو: لماذا لا يجد هذا الموضوع العناية والمتابعة من المسؤولين في الوزارة؟ نعم فهو جدير بذلك.. ولقد سمعنا أن الضرب ممنوع في المدارس والكثير من المعلمين لا يطبقون. وأنا طبعاً لست مع من يؤيد منع الضرب مطلقاً، فهو أحياناً يكون العلاج الأخير، ولكن ليكن بضوابط معينة، ولا يترك الحبل على الغارب، لهؤلاء الذين أقحموا في هذا المجال وهم ليسوا من أهله. وأخيراً أنا لست مع هذا الطالب الذي استخدم العنف مع معلمه، ولكن القصد هو البحث عن الأسباب ودراستها ومناقشتها من المسؤولين وعلاجها، حتى نصل بإذن الله إلى النتائج المرجوة. كما لا أنسى أن أشكر الأخوة المعلمين والمعلمات الذين يبذلون جهدهم للقيام بواجبهم على ما يرضي الله وهم كثر ولله الحمد، فلهم منا التقدير والدعاء بظهر الغيب