في ليلة من ليالي التلاحم وفي عناق مع الولاء والوفاء لوطن العطاء ووسط حضور متميز الأمير خالد بن سعود يداعب بشعره نسمات شواطىء الجبيل الصناعية ويكسبها رونقاً وجمالاً. في ليلة من ليالي الحب والوفاء ومساء حضر فيه الشعر وبأبهى صورة شع نور الابداع في الأمسية التي أحياها صاحب السمو الأمير خالد بن سعود الكبير والذي لم يمض وقت طويل على أمسيته الأولى التي أقامها في الدمام حيث عاد سموه ليبادل الحب أهل الشرقية من خلال أمسيته الثانية . وبدأت الأمسية بكلمة ألقاها مدير الأمسية الشاعر خضير البراق بكلمة جميلة ذكر فيها الخصال الحميدة التي يتميز بها سموه وعن نقاء قلبه قبل مفردته موضحاً لمكانته في الساحة الشعرية حيث استطاع أن يكون له موقع مميز بين أقرانه من الشعراء وأن يكون له نهج مميز واستطاع أيضاً أن ينال إعجاب الكثير من محبي الكلمة الجميلة وعشاقها وأن يكون محطاً للأنظار وخصوصاً لما قدمه لساحة الشعر الشعبي. بعد ذلك ألقى الأمير خالد كلمة منها (الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، قبل أن أبدأ بقراءة قصائدي أود أن أشكر الهيئة الملكية في الجبيل متمثلة في قيادتها وجميع منسوبيها على حسن الاستقبال وحسن الضيافة وعلى دعوتهم لي لإقامة الأمسية وأرجو أن أكون الليلة عند حسن ظنهم وأمتعكم بإذن الله بما ستسمعون وأتمتع معكم أيضاً. وإذا كان من نجاح لهذه الأمسية فهو أولاً وأخيراً بسبب هذا الحضور الكريم، ولا يفوتني أن أشكر الزميل والصديق خضير على مقدمته الجميلة وكما يقول الشاعر: عين الرضا عن كل عيب كليلة). بدأ سموه قصائده بقصيدة وطنية: أنا سعودي رفيع الهام عالي واجب الوطن عالي والحب هو سيد الأحكام حب على خافقي والي ثم ألقى قصيدة وطنية أخرى بعنوان (ديرتي دار السلام) تلاها قصيدة كتبها بعد أحد الأحداث الإرهابية قبل عام بمدينة الرياض جاء فيها: حسبي على اللي عكروا صفو الإسلام اللي سعوا فالأرض قتل وترهيب باسمه يدسّون القنابل والألغام ما ردّهم فالجُرم دِين ولا عيب مرضى القلوب اللي تحلوو للآثام سود الوجيه الكالحات الغرابيب تلاها قصيدة حيا بها سمو الأمير رجال الأمن البواسل. بعد ذلك ألقى سموه أوبريت (عرين الأسد) الذي قدم في مهرجان الجنادرية للعام الماضي. وعن محاسبة النفس وتذكيرها قال سموه: صاحبي لو شفتني عند المقام لا تحسب اني من الذنب معصوم في حياة الناس صحوات ومنام والحضيض اللي ضميره ما ينوم وقصيدة أخرى في نفس المجال: الموت حق وكل نفس لها يوم لا عنه لا حاجز ولا منه صده مكتوب والمكتوب لازم ومحتوم وكلن لربه منتهاه ومرده ثم ألقى قصيدة عن تصرفات بعض الشباب والفتيات السيئة والحركات المخلة قال سموه في هذه القصيدة: مرت ومعها عبير زهور متبرجه بنت الاجوادي يمشي وراها تقل طابور كلن على رقمه انادي صاحت وهي دمها بيفور وين الحيا قلت يا هادي يا بنت لو ذا الحلا مستور كان الهمل حدر الوادي هناك أناس لديهم كبر وباعتقادهم انه سوف ينفعهم في بعض الامور ولهذه الفئة كتب سموه هذه القصيدة: يمشي وهو نافش ريشه والريش ما يرفع الطاووس لو زان شكله وتهويشه ما فيه هده ولا ناموس وعن ظاهرة بعض الشباب الخليجي ممن يخرجون علينا من خلال الحفلات الغنائية التي تبثها الفضائيات وهم متجردون من الحياء وذلك برقصهم بشكل مزرٍ وخادش للحياء قال هذه الأبيات: يا بنت شُومي عن الميّال ميّال الارداف والخصري وش عاد لو هو عليه عقال والشَعر في شاربه فطري يرقص ويزفن معَ الطبّال متعلم الرقص من بدري الرقص ماهوب للرجّال الرقص للبنت والخكري وهناك قصيدة أخرى قالها بسبب من حاول انتقاده بأنه لم يكن ضمن الشعراء الذين رثوا أميرة ويلز (ديانا) حين رأوا من خلال منظارهم الضيق انها تقوم بكفالة الايتام واطعام الجياع. والله لا راثي ولاني بموجوع وش لي بأميرة (ويلز) واللي معاها لاشك أنا طبعي على الحق مطبوع ولي كلمة للي بشعرها رثاها اترك دعاوى.. اليتم والسقم والجوع لولا جمال البنت محدٍ بكاها ثم توالت القصائد الوطنية التي استمع لها الحضور بكل تمعن لما تحمله من مضامين جيدة واسلوب مميز وأفكار مختلفة حسب مجريات الأحداث حيث استطاع سموه من خلالها أن يجاري الأحداث ومتابعة وعاها الجمهور من خلال إلقاء تلك القصائد الوطنية. كما لم يدع سموه جانب النصح والحكمة بل كان لها في أمسيته نصيب والتي تفاعل معها ومع طرافة بعضها الحضور حيث كان لها وقع في أنفسهم وما تصفيقهم الا خير دليل على جمال القصائد. ثم عرج سموه بناء على طلب الحضور على القصائد الغزلية والتي لا تخلو من الابداع والمفردة المميزة والصور الجميلة حيث سلبت لب الحضور وجعلت من في القاعة يصغون لها وذلك بسبب عذوبتها، واستمرت الأمسية زهاء ساعة ونصف الساعة. وختم سمو الأمير خالد أمسيته بقصيدة كتبت بالفصحى وهي أسلوب جديد اختاره سموه اضافة للقصيدة الشعبية وهي عن الوطن، وفي نهاية الأمسية قام الشاعر فرحان الفرحان مقدماً شكره لسمو الأمير الشاعر والحضور في هذا المساء الجميل، ثم دعا راعي الأمسية جاسم الحجي لتقديم هدية الهيئة الملكية بالجبيل التذكارية، ثم بعد ذلك التقطت الصور التذكارية مع سموه واعتلى بعده الجمهور منصة الأمسية حيث قاموا بالسلام عليه وتهنئته لنجاح هذه الأمسية والتي أكدها الحضور الكبير من الشعراء والنقاد. وكان من الحضور الشاعر والمؤرخ محمد بن دخيل العصيمي عميد المحررين الشعبيين، ومؤسس منتدى النداوي حمد السحيمي، وعدد من الشعراء بالمنطقة. كما تم وأثناء الاستعداد للأمسية وقبل بدئها بتقديم تسجيل صوتي للأوبريت الوطني الذي كتب كلماته عضو المنتدى الشعبي الشاعر ضاوي العصيمي وذلك بمناسبة مهرجان (بلد أمن وأمان) والذي قام بانشاده عدد من المنشدين وتم خلال تقديم الاوبريت وبأسلوب شيق وعرض جيد مشاهد من أرجاء بلد الأمن والأمان المملكة العربية السعودية على شاشة عرض سينمائية بقاعة الأمسية.