محمد ابن الموصلي المتوفى 774ه - تحقيق : الدكتور الحسن العلوي - ط1 ، الرياض ، أضواء السلف ، 1425ه أتحفني معالي الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد عند حضوري لبيته بنسخة من كتاب مهم طبع طبعة جد رائعة وجميلة ، وكان نصيبي منه نسخة مذهبة ومجلدة تجليداً طبيعياً ، وتقع في أربعة أجزاء كبار ،وهو كتاب مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة ، لمحمد بن الموصلي المتوفى سنة 774ه وهذه الطبعة من إصدار مكتبة أضواء السلف ، للأخ الفاضل علي الحربي الذي أخذ على نفسه العناية بكتب العقيدة الصحيحة ، وإن كنت أرى أن هذا الرجل يحتاج إلى دعم كبير ، لعلمي أنه ينفق على ما يطبعه من قوته وقوت عياله ، مع حاجتهم لذلك ، إلا أنه نذر نفسه لخدمة العقيدة الصحيحة ، فجزاه الله خير الجزاء ، على ما قدم وعلى ما وجده من دعم من معالي الشيخ صالح الذي ساعده في الحصول على بعض مطبوعاته ، أعود وأقول إن الكتاب كتاب مهم واعتني به كثيراً ، من لدن محققه الدكتور الحسن بن عبد الرحمن العلوي ، وإن كنت أفضل أن لو كانت العناية بالأصل لكان أولى ، لأن المختصر مع كونه مختصراً جاء في أربعة مجلدات كبار بلغ عدد صفحاتها مجتمعه 1881 صفحة شاملة للفهارس. وبعد استعراض هذه النسخة الجديدة وقراءتها ظهر لي بعض الملاحظات والتي كانت في أغلبها شكلية وتركز على جوانب بعيدة كل البعد عن محتوى الكتاب من حيث النص والمقابلة والتحقيق والتعليق ، وإنما كان التركيز على ظاهر هذه الدراسة ومقدمتها وبعض التعليقات الخاصة بالبلدان وغيرها. فأبدأ أولاً بالملاحظات العامة : 1- ذكر على غلاف الكتاب عنوان هكذا : مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة ، ولم يناقش الباحث هذا العنوان ، لأن كثيراً من النسخ أشارت إلى أن عنوان المخطوطة هو : منتخب الصواعق المرسلة ، دون ذكر (مختصر) ، فحبذا لو ناقش المحقق هذا الأمر وجلاه للقارئ دون تجاهله بهذا الشكل مع صحة ما اختاره. 2- لاحظت أن المحقق أقحم اسم صاحب الأصل الذي هو ابن القيم على غلاف الكتاب وتحت العنوان ، وهذا في ظني فيه شيء من التجاوز ، مع أنه كتب تحت ابن القيم عبارة اختصار ثم ذكر الموصلي المختصر ، مع أن الأمر خلاف ذلك ، لأن هذا الكتاب غير كتاب ابن القيم ، لهذا كان الجدير بالمحقق أن يذكر عنوان الكتاب واسم المختصر ، ثم يشير إلى أن أصل هذا المختصر هو للشيخ ابن القيم وليس كما ذكر على غلاف الكتاب ، مع أنني قد أعتقد أن هذا ليس من عمل المحقق فقد يكون من عمل الناشر ، فعلي أكون مجانباً للصواب. 3- أشار المحقق عند حديثه عن النسخ المعتمدة في التحقيق إلى خمس نسخ هي تقريباً كل ما حصل عليه من هذا الكتاب ، ومع ذلك فقد انتخب من هذه الخمس ثلاث نسخ واستبعد اثنتين ، وكان الأولى بالمحقق أن يقوم بانتخاب النسخ التي اعتمد عليها ثم يصفها وصفاً اكتناهياً مطولاً ، ويشير إلى النسختين اللتين استبعدهما ويذكر أسباب استبعاده لهما. ويلاحظ على المخطوطات التي اعتمدها ما يلي: 1- أن جميع النسخ ، وعددها ثلاث نسخ ، التي اعتمد عليها المحقق نسخ مصورة ، وإن كانت الأولى منها مهمة جداً للمحقق ، إلا أن الذي يظهر لي من الوصف أن المحقق - وفقه الله - لم يطلع على نسخة أصلية. 2- أشار المحقق إلى أنه رمز للمخطوطة التي اتخذها أما وأصلاً للدراسة برمز (د) في ص 83 ، مع أن هذا الرمز كان جديراً أن يذكر عند وصف النسخ ، أي في ص 78 ، حيث وصف المحقق النسخ المخطوطة والمطبوعة دون أن يسمي أياً منها أو يرمز لها ، وكذلك فعل مع النسخة الثانية ، وأشار عند عرضه لصور النماذج وقال عنها إنه رمز لها ب(ن) ، والثالثة رمز لها ب(ت) وهي حروف اتخذها من أوائل الكلمات للأماكن المحفوظة فيها ، فحرف الدال لنسخة دار العلوم بندوة العلماء ، والنون لندوة العلماء ، والتاء للخزانة التيمورية ، في دار الكتب المصرية ، وهذه الرموز كان حريا بالمحقق أن يذكرها عند وصف النسخ ، في ص 78 ، كما أشرت. 3- غاب عن المؤلف أربع نسخ أصلية وليست مصورة موجودة في مكان واحد هو مكتبة الملك فهد الوطنية بالرياض ، وهي قريبة من الناشر ومن المحقق عندما كان يدرس في المدينةالمنورة ، واثنتان من النسخ الأربع هذه مقابلة على أصلها ومصححة ومكتوبة بأسماء علماء مشهورين ، بل إن إحداهما منسوخة ربما من نسخة الهند ومكان نسخها مدينة بهوبال. أما الملاحظات الخاصة فهي 1- اختلف في رسم مدينة لكنو ، فمرة بما ذكر والآخر هكذا لكناو ، ص 57 ، 80. 2- إحدى النسخ التي اعتمدها المؤلف وهي النسخة التيمورية ذكر أن ناسخها هو إبراهيم بن حمد بن عمر بن سليم هكذا في ص 79 ، وفي ص 82 ذكر أن الاسم هو محمد بن إبراهيم هكذا. 3- يخطئ المحقق وغيره ممن يتكلمون عن البلدان عند وصفها بالرجوع إلى مصادر قديمة ، فمثلاً أشار المحقق عند تعليقه على مسقط رأس الموصلي الأصلي والتي هي بعلبك فيرجع إلى ياقوت الذي يقول عنها إنها تبعد عن الشام مسيرة كذا ص 32 ، وهكذا الوصف غير دقيق البتة ، لأن الأولى ان يقول إن بعلبك في لبنان وتبعد عن بيروت العاصمة. كذا ، لا أن ينقل وهذا أيسر لو أراد المحقق ذلك ، كما أن المسافة التي اعتمدها المحقق هي البعد بعدد الليالي مع أن الأصل أن تقاس حديثاً بالكيلو مترات. 4- جاء في ص 33 للمحقق عند وصفه لبلاد فارياب أنها من بلاد الترك هكذا ، وأحال إلى ياقوت . مع أن هذه المدينة الآن ضمن مدن شمال أفغانستان الحالية وعلى الحدود الأوزبكية. 5- جاء في ص 86 كلام اعتمد فيه الناشر على ما كان في أصل هذه الدراسة عندما كانت رسالة علمية ، حيث ذكر فيها جملة من الفهارس تختلف اختلافاً كبيراً عن ما هو موجود في آخر الكتاب ، حيث ذكر في هذه الصفحة أن الفهارس عشرة . أما في آخر الكتاب في ص 1649 فعدد الفهارس ثمانية ، كذلك اختلفت عناوين الفهارس وهي هنا بحسب ما وردت في ص 86 وص 1649 ليظهر للقارئ الفرق. أ- فهرس للآيات القرآنية. ب- فهرس للأحاديث النبوية والآثار. ج- فهرس للأبيات الشعرية. د- فهرس للأعلام المترجمين. ه- فهرس للفرق والطوائف والقبائل المعرف بها. و- فهرس للكتب والمصنفات الواردة في المتن. ز- فهرس للألفاظ المشروحة والكلمات الغريبة والمصطلحات العلمية. ح- فهرس للمواضع والأمكنة المعرف بها. ط- فهرس المصادر والمراجع. ي- فهرس للمواضيع. الفهرس كما ورد في ص 86. الفهارس العامة للكتاب 1- فهرس الآيات القرآنية. 2- فهرس الأحاديث. 3- فهرس الآثار. 4- فهرس الأشعار. 5- فهرس الفرق. 6- فهرس المصطلحات. 7- فهرس الأعلام المترجم لهم. 8- فهرس المصادر والمراجع. مع العلم أن الناشر أشار إلى الهامش إلى أنه هو من قام بعمل الفهارس ، ولم يعتمد على ما قام به المحقق من قبل ، وهذا أمر لا يحتاج إلى إشارة ، لأن الفهرس يعتمد على طريقة الصف للكتاب في أول الأمر وذلك راجع إلى اختلاف نوع الخط وحجم الصفحة وغيرها من الأمور الفنية التي لا تغيب عن العاملين في هذا المجال. 1- لاحظت أن فهرس الآيات ليس دقيقاً حيث بحثت عن الآية رقم 150 من سورة الأنعام في صفحة 1648 فلم أجدها في الفهرس وغير ذلك من الآيات. 2- كما لاحظت أن فهرس الفرق في آخر الكتاب لم يفرد في صفحة مستقلة ، كما عمل مع غيره من الفهارس مما تسبب في خلط الفهارس. ومع ما سجلته من ملاحظات أجد أن هذا العمل بهذا الشكل الاخراجي الجميل جدير بالاقتناء والاهتمام ، إضافة إلى دعم الناشر. والله سبحانه وتعالى يتولى الجميع بعفوه وكرمه ومغفرته.