بالأمس ازدانت عاصمة الخير (الرياض الحبيبة) بالمسابقة المحلية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره (مسابقة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه) واليوم تزدان أم القرى العاصمة المقدسة مهبط الوحي بالمسابقة الدولية التي حملت اسم مؤسس هذه البلاد المباركة (مسابقة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود) رحمه الله تعالى.. ويجتمع أشراف أمة الإسلام حفظة كتاب الله تعالى في عرس قرآني ولا أجمل ولا أروع منه، جاءوا من مشارق الأرض ومغاربها في هذه البقعة الطاهرة ليتنافسوا في أعظم ما يتنافس فيه.. ويتجدد اللقاء إعظاماً لشأن القرآن الكريم وإعلاناً للارتباط بمنهجه وهديه واحتفاء وتكريماً بحفاظه وأهله (أهل الله وخاصته).. سنة ماضية منذ ربع قرن.. كتب الله أجرها لراعيها خادم الحرمين الشريفين، وحق لها أن تنعقد ههنا بجوار بيت الله العتيق مهوى الأفئدة والقلوب.. يلتقي أبناء أمتنا الإسلامية في هذا المضمار الكريم ليتعارفوا ويتحابوا في الله سبحانه وتعالى بما اجتمعوا عليه من كتابه العزيز، فتترك هذه الأيام القرآنية في أنفسهم آثاراً حميدة وذكريات جميلة لا تحصل لهم في غيرها. إن استمرار هذه المسابقة الكبرى على مدى خمسة وعشرين عاماً بهذه الرعاية الكريمة والتطور المستمر لهو مؤشر صدق على غاية اهتمام هذه الدولة الرشيدة بكتاب الله عز وجل.. وهي تنضم مع غيرها من المناشط الفاعلة والمؤثرة في خدمة هذا القرآن الكريم العظيم.. والتي تشرف عليها وزارتنا الفتية وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد.. تعليماً لتلاوة القرآن وتجويداً، وحفظاً وتفسيراً، طباعةً وتسجيلاً، ونشراً في الدنيا وإعلاناً.. ولا عجب وقد جعلت هذه الدولة المباركة هذا الكتاب الكريم دستورها ومنهاجها برغم ما تواجهه من افتراءات وضلالات ممن تطرف في الدين وأفرط.. وختاماً هنيئاً لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده والنائب الثاني حفظهم الله تعالى وأبقاهم ذخراً للبلاد والعباد، وهنيئاً لوزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وهنيئاً لكل مخلص يبذل جهده في خدمة كتاب الله الكريم وإعلاء شأنه وإظهار أمره.. هنيئاً بهذه المنحة الربانية في البلد الحرام مع أبناء أمة الإسلام وأشرافها.. وإنها لفرحة ما تساويها فرحة {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ } .. ومرة تلو مرة وكرة إثر أخرى يتجدد اللقاء ويجتمع هذا الجمع المبارك في ظل كتاب الله تعالى تحفه الملائكة وتغشاه الرحمة وتتنزل عليه السكينة ويذكره الله فيمن عنده. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. ( * ) أستاذ مشارك - كلية القرآن الكريم/الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة