مساء الأربعاء 18-6-1425ه لم يكن كأي مساء ففيه فقدت خمسة من أقاربي كلا بل اخوتي بل لقد كانوا أكثر من ذلك، خالد وعبدالرحمن فعبدالمجيد الناصر وعبدالعزيز وناصر المبارك كان ذلك اليوم هو موعد الفراق معهم بعد أيام اخوة مرت كأحلام الربيع وانقضت كمنام الوسنان وما أحسب أن الشاعر وصف غيره حين قال: مرت سنون بالوئام وبالهنا فكأنها من قطرها أيام في السادسة مساء ذلك اليوم قضى الله قضاءه بالحق فأسلمت تلك الأرواح إلى بارئها وودعوا دنيانا.. وكانت الفاجعة.. حاولت أن أجمع ما تناثر من حروفي لكنها استعصت عليَّ فالموقف أكبر من العبارات وأنَّى للحروف أن تعبر عن مكنون ما في النفوس. ما زلت أذكر أيامنا معاً فلا أملك إلا أن أرفع يديّ إلى الله سائلاً إياه أن يجمعنا في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر. ما عرفتهم إلا مواظبين على الطاعة ومتسابقين إلى الخيرات وبارين بالوالدين وحافظين للقرآن الكريم أحسبهم كذلك والله حسيبهم ولا أزكي على الله أحداً. فعبدالرحمن كان نعم الصديق ولم تكن الابتسامة تفارق محياه ولئن كانت العيون قد دمعت والقلوب قد حزنت فإننا لم نزل مؤمنين بقضاء الله راضين بما قسم لنا سائلين الله أن يتغمدهم برحمته ويتقبلهم من الشهداء وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.