إن بعض الرسائل التي تصل لصفحة مدارات ويتم نشرها كرأي للقارئ تثير الدهشة وتلفت الانتباه، تلك الرسائل التي يطالب أهلها بنشر ما يبعثون به من مشاركات بالقوة رغم عدم صلاحيتها للنشر، وما رسالة الأخ ماجد سليمان التي نشرت في عدد الجزيرة 11665 إلا إحدى الرسائل التي تدل على مصداقية كلامي، وقلة وعي بعض القراء، هذه الرسالة التي جاء فيها كلام لا أجد له ما يبرره، إضافة الى بعده عن أدب الحوار والأسلوب الأمثل للنقد الهادف البناء، مبديا في الوقت نفسه اعجابي الشديد بسعة صدور القائمين على هذه الصفحة، رغم ان بعض الرسائل وما تحمله من كلام تثير الغضب ولا تحتمل الصقر ومع هذا يتقبلها الجميع، وهذه ميزة من ميزاتكم في هذه الصفحة، وعلى كل حال لي عدة وقفات مع ما جاء في رسالة الأخ ماجد متمنياً ان يستفيد منها الجميع، ويأخذوها بعين الاعتبار. وهي كما يلي: الأولى: قولك للقائمين على صفحة مدارات (ردكم عليّ تبرير لا يقنعني) هذا أمر مرجعه لك وأنت حر في ذلك، والاخوة قد وضحوا لك وجهة نظرهم فيما بعثت وهم أدرى بمصلحة صفحتهم، فهم لا يريدون نشر إلا ما اكتملت فيه الشروط وهذا ما بينوه لك ولغيرك من القراء، فلماذا تريد منهم نشر ما بعثت به حتى وان كان غير صالح للنشر. الثانية: نشر الشاعر القدير راشد بن جعيثن للقصيدتين في مجلة اليمامة ليس دليلاً قاطعاً على صلاحيتهما للنشر مع احترامي الشديد لشاعرنا الكبير راشد، لأنه قد يكون نشرهما لأسباب معينة؛ فإما ان تكونا عدلتا قبل ارسالهما اليه، او رأى من وجهة نظره صلاحيتهما للنشر، وكل حر برأيه ووجهة نظره، فهذا يرى ما لا يراه الآخر، وهناك من هو صائب الرأي والتفكير ومن يكون عكس ذلك، وقد تكون هناك أسباب أخرى مكنته من نشرهما. الثالثة: من ايجابيات نشر رسالتك الغريبة كشف الاخوة في هذه الصفحة بأولئك الذين يريدون ان يقنعوا الآخرين بالقوة بصلاحية ما يكتبون، من الذين لا يريدون أيضاً ان يقال لهم لا وان كانوا على خطأ، وما كتبوا لا تنطبق عليه شروط النشر، إضافة الى اطلاع القراء على المعاناة التي يواجهونها والإحراجات وخاصة مع النوعية الصعبة من القراء. الرابعة: استشهادك بكلام الشاعر مبارك الهاجري وتطبيقه على صفحة مدارات استشهاد في غير محله، وفيه تناقض عجيب، وإلا فصفحة مدارات من الصفحات الشعبية الغنية عن التعريف بروعتها وجمالها، وحصولها على رضا الغالبية العظمى من القراء أصحاب الفكر الناضج والنظرة الثاقبة، وقد شهد لها وللقائمين عليها العديد من الأدباء والمفكرين وكبار الشعراء، وكل ذلك بفضل الله ثم بفضل الإشراف الرائع من لدن القائمين عليها، وبما ينشر فيها من فنون الكلام بنثره وشعره الذي يبحث عنه القارئ المتذوق للجميل، ثم انني اسألك لماذا بعثت بالقصيدتين لهذه الصفحة طالما أنها امضت عشرين عاما على حد زعمك ولم تتطور؟ انه التناقض وردة الفعل التي جعلتك تغمض عينيك عن الحقيقة وتقول ما ليس لك بحق، وان كان الاخوة في مدارات لا يهمهم ما يوجه اليهم من نقد مخالف للحقيقة، طالما أنهم على حق ويسيرون على المنهج الصحيح، ويبحثون عن كل ما هو مميز وجديد يخدم تراثنا الشعبي ويحوز على رضا القارئ الكريم. الخامسة: ما هو هدفك من وراء ايراد كلام الشاعر ضيدان بن قضعان (إن كان قد قاله) عن شاعرنا القدير الحميدي (الحميدي الحربي لا مع الأولين ولا مع التالين)؟ وماذا تريد من ذلك؟ هل تريد الاساءة له؟ ام انك تريد اقناعنا بأنه لا يفهم شيئا في الشعر بسبب عدم نشره للقصيدتين؟ ان امرك عجيب حقاً!! إن كلامك هذا مردود عليك وعلى صاحبه، مع احترامي لكما، وإلا كيف يقول صاحبك هذا الكلام عن شاعر ومشرف قدير شهدت له الساحة الشعبية بأدبائها وشعرائها ومفكريها منذ القدم بالموهبة الشعرية الفذة، وبالوعي وحسن المعاملة، واحترام الآخرين والحرص على كل ما من شأنه خدمة التراث الشعبي العريق؟ أم أنه قال ذلك كردة فعل مثل ما حصل معك عندما رفض الاخ الحميدي نشر القصيدتين اللتين بعثت بهما في صفحة مدارات، الله اعلم إن كان الأمر كذلك!! ثم من هو ضيدان بن قضعان مع احترامي الشديد له؟ نعم هو شاعر ولا نشك بذلك، ولكن لا يصل الى درجة انتقاد الآخرين وانتقاصهم وخاصة من هو أعلى وأفضل منه في كل شيء وهذه حقيقة لا تقبل الجدل، والتاريخ يشهد بذلك، مذكرا لك بمقولة سبق وان تفوه بها ضيدان وهي من الأدلة على تخبطه في بعض ما يقول عندما قال (شعراء هذا الجيل افضل من شعراء الرعيل الأول) او كما قال، فهل يعقل هذا؟ وهل يمكن ان نوافقه على ذلك؟ وهل ما قاله حق؟ لا اظن ذلك وانت اول من يوافقني على هذا، هل يريدنا ان نفضله وامثاله من الشعراء الشباب على الأمير الشاعر محمد بن أحمد السديري - رحمه الله -، والشاعر الكبير زبن عمير العتيبي -رحمه الله- ، وسليمان بن شريم رحمه الله ، وغيرهم من شعراء الرعيل الأول، نعم هناك شعراء شباب يمتلكون الموهبة الشعرية الفذة ولكن لم ولن يصلوا الى مستوى شعراء الرعيل الأول. صالح عبدالله الزرير التميمي