أعلنت وزارة المياه والكهرباء أنها ستبدأ حملتها الوطنية لتوعية وترشيد المواطنين بالوضع المائي في المملكة، وأهمية ترشيد الاستهلاك خلال شهر شعبان لعام 1425ه، ويتم خلالها توزيع أكثر من (1.5) مليون حقيبة ترشيد للمواطنين تحتوي على أدوات ترشيد مجانية، وتهدف تلك الحملة إلى تحقيق هدفين مهمين: الهدف الأول: توعية المواطنين بالوضع المائي في المملكة، وخطورة الاستمرار في الاستهلاك غير المرشَّد للمياه على مستقبل المياه في المملكة. والهدف الثاني: تحفيز المواطنين وتشجيعهم على استخدام مرشِّدات المياه، وإصلاح التسرُّبات في شبكات المياه داخل المنازل، مما يؤدي إلى خفض المياه المستهلكة في غير الاستخدام الضروري، وتزويدهم بالأدوات الضرورية المساعدة لترشيد الاستهلاك. وسوف تشتمل حملة التوعية والترشيد للمياه على عدة فعاليات متنوعة من شأنها - بإذن الله - أن تخاطب كافة شرائح المجتمع بلغة واضحة وصريحة ومبسطة يسهل استيعابها، كما تركز على المشاركة من قِبَل المواطنين واستيعابهم لحجم المشكلة، وهي تختلف عن سابقاتها من حملات من حيث الحجم والأسلوب، وتستخدم فيها البيانات الإحصائية والمعلومات ذات العلاقة باستهلاك المياه في المملكة، سواء على مستوى المصادر الطبيعية والصناعية للمياه، أو على مستوى الاستهلاك اليومي للفرد الواحد، مما يوفِّر لجمهور المستهلكين للمياه في المملكة ثقافة نوعية تمكِّنهم من المشاركة الفاعلة في الجهود التي تبذلها الدولة - رعاها الله - من خلال وزارة المياه والكهرباء للمحافظة على الثروة المائية في المملكة من جهة، والترشيد والقضاء على التسربات والهدر العشوائي للمياه من جهة أخرى. وأوضحت الوزارة أن هذه الحملة لن تكتفي بالتوعية والإرشاد، بل ستساهم في التنفيذ العملي والفاعل لحملة الترشيد في المنازل من خلال توزيع أدوات ترشيد مجانية تُغطِّي أكثر من (1.5) مليون منزل في معظم مناطق المملكة المختلفة (كمرحلة أولى). وتشتمل تلك الأدوات على عدد (6.5) ملايين كيس إزاحة لاستخدامها في صناديق الطرد (السيفون)، بالإضافة إلى مرشِّدات مياه لدورات المياه يبلغ عددها (7.4) ملايين، ومرشِّدات مياه للمطابخ يبلغ عددها (1.5) مليون. ويتوقع أن تساهم أدوات الترشيد تلك في توفير ما مقداره 30% من استهلاك المياه في تلك المنازل يومياً، مع الأخذ في الاعتبار نسبة خطأ بمقدار 30% نتيجة عدم استخدام بعض الأدوات أو تركيبها بشكل سليم. هذا، وسوف تقوم الوزارة أيضاً بتوزيع عدد (13) مليوناً من الأقراص الملونة لاكتشاف التسربات في صناديق الطرد في المنازل، كما سيتمكن المستهلكون من استخدام أدوات الترشيد تلك في منازلهم بدون أي تكلفة مادية عليهم، وهي أدوات سهلة التركيب لا يستغرق زمن تركيبها أكثر من نصف ساعة. وفي إطار ترشيد الاستهلاك في المنشآت والمباني العامة؛ مثل المباني الحكومية، والمدارس، والمستشفيات، والمساجد، فقد قامت الوزارة باستخدام أدوات الترشيد تلك في كافة مكاتبها ومرافقها في مبنى الوزارة الرئيسي بالرياض، وقد حققت وفراً في استخدام المياه فيها بلغت نسبته حوالي (40%)، ويتم العمل الآن على وضع خطة متكاملة لاستخدام أدوات الترشيد تلك في كافة الدوائر والمنشآت الحكومية على مستوى المملكة. وأكَّدت الوزارة تعاونها ودعمها لكافة الجهود الرامية إلى تحقيق التوازن بين الموارد المتوفرة للمياه في المملكة والاستهلاك الضروري، والتركيز أيضاً على إدارة الطلب على المياه بفاعلية، وهو جانب لم يأخذ حقَّه من الاهتمام، ويشمل تخفيض نسبة التسرُّب في الشبكة، ورفع مستوى خدمات العملاء، ورفع نسبة التحصيل وترشيد الاستهلاك. كما أشارت الوزارة إلى أهمية الأمن المائي في المملكة الذي يُعتبر من أهم التحديات المستقبلية التي يجب أن يعمل الجميع كلٌّ فيما يخصه لتحقيق هذا الهدف الذي من شأنه تأمين وتوفير مستقبل مائي أفضل للأجيال القادمة بإذن الله. وناشدت وزارة المياه والكهرباء الجمهور بالتفاعل مع فعاليات حملة التوعية والترشيد الوطنية لترشيد المياه التي ستبدأ فعالياتها خلال شهر شعبان 1425ه متضمنةً كافة المعلومات والإحصائيات، وكذلك الإرشاد عن كيفية تركيب أدوات الترشيد واستخدامها، والمشاركة كواجب ديني ووطني للمحافظة على الثروة المائية في المملكة التي جعلها الله سبحانه وتعالى من أهم مصادر الحياة.