قرأت في العدد رقم 11656 ما كتبه الكاتب عبد الله الكثيري في صفحة شواطئ في زاوية (شاطئ) عبارة يقول فيها: لفت نظري في إجازة صيف هذا العام كثرة الأفراح إلا أن ما أضحكني هو أن بطاقات الدعوة تذيل باسم الشيخ (فلان) وأصبح الجميع كلهم مشايخ ولكن على الورق!! أقول: يا أخي عبد الله لدينا فئة من المجتمع تحب التعظيم فهي مصابة بداء الغرور والغطرسة تراها تطرب الى الالقاب التعظيمية وتردد عبارة: عظموني عظموني، ومع الأسف هي بعيدة كل البعد عن هذه الألقاب؛ فالمعروف أن كلمة شيخ لا تطلق إلا على فئة معينة تستحقها، ومن هذه الفئة القاضي في المحاكم الشرعية وشيخ القبيلة والرجل الطاعن في السن أو من يماثلهم مكانة وقدراً، أما في زمننا الحاضر فانحرفت هذه الكلمة وسقطت في دائرة كل من هب ودب، وأصبحت تستخدم أحيانا في غير محلها، والأمثلة على ذلك كثيرة منهم رجال الاعمال كبيرهم وصغيرهم سواء من يملك مليونا أو من يملك أكثر من مليار، وأصحاب المصانع والمخابز والحلويات. ومن ذلك أنني كنت أدرّس لطالب في المرحلة الابتدائية وصدفة قرأت في الجريدة اسمه مذيلاً بكلمة الشيخ فلان فضحكت كثيرا؛ لأن هذا الطالب ضعيف الذاكرة ولم يستطع مواصلة الدراسة ولم يحمل الشهادة الجامعية!! فكيف تطلق عليه كلمة شيخ؟! وا أسفاه!! إن بعض الأفراد إذا لم تلقبه بكلمة شيخ فإنه ينظر إليك نظرة عتب وكأنه يردد قول الشاعر: اسمي مع اسمك مقرون مثل النقطة مع النون إن كلمة شيخ تنادي وا شيخاه بعد أن فقدت مصداقيتها.. لأنها في الحقيقة لا تطلق إلا على الدلالة، والدليل على ذلك إضافة بعض الكلمات إليها حتى يعرف مدلولها؛ فالقاضي لابد أن تقول له فضيلة الشيخ؛ فأصبحت كلمة (فضيلة) هي التي تدل على أن هذا الشخص (شيخ). إن من يلقب نفسه أو يُلقب بلقب لا يستحقه فإن هذا اللقب الذي يحمله مثل عبارة (والنعمين). إن كلمة (شيخ) تطلق على الدلالة وليست للتعظيم والتمجيد؛ فالواجب أن نلتزم بعباراتنا وأحاديثنا وألا نخرجها من ألسنتنا إلا لمن يستحقها حتى تعود هذه الكلمة إلى منزلتها المعروفة!! كما أنه يجب على الصحفيين والمحررين ألا يكتبوها أمام الأسماء إلا على من يستحقها؛ حتى تتلاشى هذه الأخطاء المتكررة.