احتفل العالم مؤخراً باليوم العالمي لمحو الأمية. فقد اجتمعت دول العالم في تحديد يوم من أيام السنة للاحتفال والتذكير بأهمية محو الأمية ونشر العلم بين أفرادها لخطورة الجهل والأمية على تقدم الدول ودفع عجلة الحضارة فيها. وفي هذا اليوم تعرض كل دولة أهم إنجازاتها في سبيل تعليم الكبار والكبيرات الذين فاتهم التعليم في الصغر. وقد بدأت فكرة اليوم العالمي لمحو الأمية أثناء انعقاد دورة اليونسكو عام 1966، وذلك بتخصيص يوم واحد كل عام لتسليط الأضواء على المشكلة الرئيسية التي تعاني منها الكثير من الدول لاسيما الدول النامية وهي مشكلة (الأمية) كما يتم تسليط الأضواء على برامج محو الأمية والجهود التي تبذل في هذا الجانب بهدف زيادة وعي الشعوب بمشكلة الأمية سواء على المستوى المحلي أو المستوى العالمي. وقد دأبت المملكة العربية السعودية على مشاركة المجتمع الدولي كل عام بهذه المناسبة من خلال فتح المدارس واستيعاب أكبر عدد ممكن من الدارسين لسد منابع الأمية من جهة، ومن خلال بث الوعي في المجتمع لحث الأميين على الالتحاق بمدارس محو الأمية التابعة لوزارة التربية والتعليم. ولقد كان مفهوم محو الأمية في الماضي يقتصر على تعليم الأبجدية للأميين الذين لم يحظوا بفرصة الالتحاق بالمدرسة. وكانت برامج محو الأمية تركز على القراءة والكتابة والحساب في الماضي.. لذا تطور مفهوم الأمية بتطور متطلبات العصر وأصبحت تحتم على الفرد أن يلم بالحد الأدنى من المعلومات والمهارات الحياتية التي تحميه من العيش في عزلة عن المجتمع، وتمكنه من مواجهة التغيرات الاجتماعية والتكيف معها ويمكن أن تلخص هذا التطور بالعبارة التالية: كان الإنسان يتعلم ليقرأ، ثم صار الآن يقرأ ليتعلم. وللمملكة جهود كبيرة ومبكرة في محو الأمية، حيث بدأ الملك عبدالعزيز(رحمه الله) بمشروعه الكبير في توطين البدو في الهجر والقرى وتزويدهم بالعلماء والمشايخ والدعاة لتعليم الناس أمور دينهم وتخليصهم من الجهل والخرافات والأمية، وكان هذا المشروع الحضاري مشروعا لمحو الأمية أيضاً. واهتمت الدولة ضمن سياسة التعليم بمكافحة الأمية وتعليم الكبار من (الرجال والنساء) وأسهمت في ذلك الوزارات والهيئات المهتمة بالتعليم وصدر الأمر السامي الكريم في الشهر السادس عام 1392الموافق 1972م بالموافقة على نظام تعليم الكبار والكبيرات ومحو الأمية بالمملكة العربية السعودية.